الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مرّت العاصفة "بضمان" رسائل التهدئة المتبادلة \r\nجنبلاط لـ"النهار": إعلان بعبدا مستحيل اليوم

مرّت العاصفة "بضمان" رسائل التهدئة المتبادلة \r\nجنبلاط لـ"النهار": إعلان بعبدا مستحيل اليوم
مرّت العاصفة "بضمان" رسائل التهدئة المتبادلة \r\nجنبلاط لـ"النهار": إعلان بعبدا مستحيل اليوم
A+ A-

مع ان الحدود اللبنانية - الاسرائيلية استعادت هدوءاً شبه اعتيادي عقب التصعيد الذي شهدته بعد عملية "حزب الله" في مزارع شبعا والقصف الاسرائيلي لمناطق حدودية أول من أمس، فإن تداعيات الواقع الناشئ عن هذا التطور استمرت في التفاعل داخلياً وخارجياً ولو وسط مؤشرات متنامية لعدم مضي أي من الطرفين في توسيع إطار التصعيد راهناً على الأقل. ولعل الاشارة الاسرائيلية التي اعتبرت بمثابة احتواء ظرفي للضربة التي وجهها الحزب الى القوات الاسرائيلية رداً على عملية القنيطرة جاءت على لسان وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون الذي أكد أن "حزب الله" بعث برسالة الى اسرائيل عبر القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" أن الحزب غير معني بالتصعيد قائلاً: "من وجهة نظرهم أن الحادث انتهى".
أما موقف "حزب الله" من العملية التي نفذها وما أثارته من تداعيات، فسيعلنه اليوم الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في احتفال حاشد يقيمه الحزب بعد الظهر في الضاحية الجنوبية إحياء لذكرى كوادره الذين سقطوا في العملية الاسرائيلية التي استهدفتهم في القنيطرة. وقد حضر الى لبنان للمشاركة في هذه المناسبة وفد ايراني مشترك من نواب مجلس الشورى وكبار موظفي وزارة الخارجية برئاسة رئيس لجنة الامن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بوروجردي، الذي أكد وقوف بلاده الى "جانب الخط المقاوم بكل ما اوتيت من قوة من اجل احتضانه ومساندته".
ونقل مراسل "النهار" في نيويورك عن ديبلوماسيين دوليين أمس ارتياحهم الى المساعي الحميدة التي بذلتها المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ للحيلولة دون تفاقم التصعيد على الحدود بين لبنان واسرائيل، وتحرّكها السريع لنقل رسائل التهدئة بين الأطراف المعنيين. بينما تواصلت المساعي بين المندوبين الدائمين للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا توصلاً الى صيغة موحدة لبيان صحافي يمكن أن يصدر عن مجلس الأمن عن الأحداث الأخيرة.


مجلس الوزراء
وغداة تلقي الحكومة تطمينات دولية الى عدم تصعيد الوضع على الحدود مع اسرائيل، أعلن مجلس الوزراء امس "حرص الجميع على تجنّب لبنان الانزلاق نحو تدهور أمني واسع في الجنوب"، وندد بالاعتداءات الاسرائيلية التي حصلت "إثر العملية التي نفذت في مزارع شبعا"، مشدداً على موقف لبنان الثابت الملتزم القرار 1701.
وعلمت "النهار"، ان وقائع جلسة مجلس الوزراء خالفت التوقعات في شأن ما كان منتظراً أن يثار حول تطورات الجنوب. فقد انفرد وزير العمل سجعان قزي بمناقشة الموضوع، فقال إن الواجب يقتضي اتخاذ موقف نظراً الى احتمال تورط لبنان في مخاطر من نوع حرب عام 2006، ويجب عدم الاكتفاء بالتطمينات الدولية والنيات الاسرائيلية. وأضاف: "من المعلوم انه بحسب البيان الوزاري ينحصر دور المقاومة بالدفاع عن لبنان إذا وقع اعتداء إسرائيلي عليه، لكن ما حصل هو في سوريا والرد يجب ان يكون من سوريا. وما نقوله ليس للإثارة بل حفاظاً على مصلحة لبنان من الأخطار التي تتهدده". واستدعى ما قاله الوزير قزي رداً من الوزير محمد فنيش الذي قال ان عملية المقاومة انطلقت من منطقة محتلة وخارج الخط الأزرق.
من جهة اخرى، وافق مجلس الوزراء على مشروع مرسوم يرمي الى زيادة عديد قوى الامن الداخلي ليصير 35 الفاً بدل 29495. وكان المشروع الذي قدّمه وزير الداخلية نهاد المشنوق يقضي برفع العدد الى 40 ألفاً. وقد أبلغ وزير العدل أشرف ريفي "النهار" انه تعاون مع زميله المشنوق في طرح المشروع من أجل تطوير عمل المؤسسة. وإذ وصف الأمر بأنه خطوة متقدمة، أضاف أن العدد الذي يلحظه المشروع كان ينسجم مع المتطلبات قبل النزوح السوري، أما الوضع الراهن فيحتاج الى عدد أكبر.
وتقرر أن يعقد مجلس الوزراء جلسته المقبلة الاربعاء بدل الخميس لارتباط رئيس الوزراء تمّام سلام بالسفر الى المانيا حيث سيشارك في 5 شباط في مؤتمر ميونيخ للامن، وسيطرح خلاله قضية اللاجئين السوريين والأعباء التي يتحملها لبنان على هذا الصعيد.


جنبلاط
في غضون ذلك، وصف رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط عملية "حزب الله" في مزارع شبعا بأنها "رد مدروس في منطقة حيث السيادة متنازع عليها ومحتلة اسرائيلياً". ورأى في حديث الى "النهار" ان الحزب رد على عملية القنيطرة "بضربة موجعة ولا تستطيع اسرائيل اليوم وهي على مشارف انتخابات ان تقوم بعدوان". ومع أنه فضل "نظرياً فصل لبنان عن سوريا"، لفت الى أن الساحتين تداخلتا تقريباً في كل الجبهات وقال: "لنكن واقعيّين كلبنانيّين هناك أمور نستطيع معالجتها وأخرى لا نستطيع، واذا خرج البعض ليقول مزايداً لنطبّق اعلان بعبدا فهذا أمر مستحيل اليوم". ص2


باريس وجيرو
الى ذلك، نددت فرنسا أمس بهجوم "حزب الله" في مزراع شبعا، كما نددت بالعنف الذي أدى الى مقتل جندي اسباني في القوة الدولية وكل انتهاك للقرار 1701، ودعت الأطراف الى احترام الخط الازرق وبذل كل الجهود الممكنة لتجنب التصعيد الذي من شأنه ان يشكل خطراً على استقرار المنطقة.
وأفاد مراسل "النهار" في باريس ان مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو سيصل مطلع الاسبوع المقبل الى بيروت في اطار جولاته المكوكية المتصلة بالمسعى الفرنسي لانهاء ازمة الفراغ الرئاسي في لبنان. وسيلتقي جيرو في زيارته التي تستمر يومين المسؤولين والزعماء السياسيين وينقل اليهم حصيلة جولته على طهران والرياض والفاتيكان. ومع ان نتائج زيارة جيرو لطهران لم تؤد الى أي نتائج ايجابية كما بات معروفاً، فإن باريس تستمر في تحركها لأنها تعتبر أنه من غير الجائز ترك الأزمة الرئاسية على جمودها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم