الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أسطوانة "شمس وقمر" لوجدي شيا ذروة أغاني الحبّ والوطن

المصدر: "دليل النهار"
نداء عودة
أسطوانة "شمس وقمر" لوجدي شيا ذروة أغاني الحبّ والوطن
أسطوانة "شمس وقمر" لوجدي شيا ذروة أغاني الحبّ والوطن
A+ A-

بعيد رحيل الملحّن والفنان اللبناني وجدي شيا، صدرت له أسطوانة تضم الألحان التي وضعها للمسرحية الغنائية "شمس وقمر"، التي قدمها أخيراً مع فنانين نجوم على رأسهم عاصي الحلاني، نادين الراسي، جيلبير جلخ، كارلا بطرس وسواهم.


تشكل هذه المسرحية الغنائية، موسيقياً وثقافياً، ذروة الشخصية الفنّية لوجدي شيا. فمن خلال الأغاني التي تروي حكاية حبّ بين عاشقين يحلمان بالتغيير والخلاص من سلطة الإستبداد (عاصي الحلاني ونادين الراسي) يمزج شيّا بين العشق والوطن، حيث يبرز ميله المعروف إلى الإيقاعات العسكرية، والأناشيد الثورية مثل: "يا مكلّلي" و"يا أهل الزمن الجايي" للشاعر حسن سعد، غناء نادين الراسي وعاصي الحلاني. وفي "يا حرية" للشاعر ميشال طراد و"إرادة الحياة" لأبي القاسم الشابي، ثمّ "مشية مارد" من ألحان شيا وكلماته، وهي الأنشودة التي وضع فيها شيا جموح عاطفته الوطنية وتكوينه الثقافي اللبناني الذي يمجد الرجولة والبطولة: "إمشي مشية مارد/ وقفة عزّ وقاف/ خلّي الله بقلبك/ من الموت لا تخاف".
الجميل في هذه الأعمال أن توزيعها الموسيقي أكثر احترافاً وميلاً الى لغة المسارح الكبيرة، مثل "يا حرية" التي أعاد شيا موسقتها بإضافة مقدمة ولوازم تحمل جملاً موسيقية تعبيرية، يداخلها أحياناً صوت الكورال بهارمونية مؤثرة، والتي تزدان بصوت عاصي الحلاني الرجولي والجذّاب. وقد عبّر صوت الحلاني بالقدر نفسه من الجمال في أغان أخرى منها ما حمل لون البداوة الذي اعتاد تقديمه، كما في "الخيّالي" من كلمات وجدي شيا و"بين الخلايق" من كلمات حسن سعد، اللتين تتحليان بالنغم الشرقي الشائع والطالع من موسيقانا الفولكلورية، واللتين أتحفنا فيهما الحلاني بتبادله الليالي مع الكورال ضمن لوازم الأغنية.


وتأخذنا الأسطوانة إلى الحوارات الغنائية التي تجمع الحب وأحلام الوطن، فنستمتع بأداء الثنائي جيلبير جلخ ونادين الراسي. أما "عم تصغر الأوطان" من كلمات شيا، فتحمل لغة غنائية انتقادية: "الحاكم بيو حاكم وإبنو حاكم كمان/ والنايب جدو نايب وورتان البرلمان/ كل واحد بالوزارة صاير ملك الهوارة/ وكل ما الدبكة كبرت/ عم تصغر الأوطان". ونستمع إلى ثنائيات أخرى مثل "يا بيي" من كلمات شيا وغناء جيلبير جلخ ونادين الراسي، أمّا "بتحبني" من كلمات شيا أيضاً، فأشبه بتحفة غنائية تحمل جملة غنائية جديدة وتوزيعات آلية عالية الأناقة والبهاء، وإيقاعا رومانسيا هادئا يجمع الحب والوطن: "بحبك أنا قدّ البحر قدّ السما/ بس الوطن بحبو أنا أكتر/ بحبو أنا قدّك وبخاف إتلبّك/ لو يوم قالوا تخيّري/ وحطوا الوطن حدّك". كذلك نستمتع بحوارية "الموعد"، بين الراسي والحلاني وهي من كلمات انطوان سليمان.


لقد استطاعت نادين الراسي أن توصل الى المستمع إحساسها الموسيقي والإنساني بمعنى العمل ككلّ، فقد وظّف شيا هذا التعبير الذي يحتاج اليه في أغان تحمل نكهة جديدة موسيقى وموضوعاً، بحيث تستمتع الأذن بقوة بأغان مثل "آخر همي" من كلمات حسن سعد، "أنا رح خليك" من كلمات أحمد علي الزين والأغنية الممتلئة عذوبة "تعبت مراسيلي" من كلمات حسن سعد.
"شمس وقمر" عصارة عشق الملحن والفنان وجدي شيا للموسيقى والشعر والوطن، والأعمال التي تتضمنها تجربة غنية وناضجة للمسرح والفن اللبنانيين، تطرب المستمع وتؤثّر في وجدانه.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم