الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

شاشة - هبة طوجي ونشوة التهليل الجاهز

فاطمة عبدالله
شاشة - هبة طوجي ونشوة التهليل الجاهز
شاشة - هبة طوجي ونشوة التهليل الجاهز
A+ A-

أيّ مدعاة لفرحٍ عارم في أن تكون مغنيةٌ محترفةً في مكان وهاويةً في آخر، وإن هُلِّل لها ورُفِعت الى مصاف المنتصر؟ اللبناني يبالغ. لا دهشة في استدارة مدرِّبي "ذا فويس" الفرنسي لهبة طوجي. الدهشة في اعتبار الخطوة استثنائية.


ليس النقد انتقاصاً من أثر طوجي فنياً، فطالما أدّت ما يستحق المدح. أمكن قراءة المشاركة في النسخة الفرنسية من البرنامج ("تي أف 1") على أنّها غايةٌ فردية. على عكس ما يُشاع منذ ألين لحود، ليس لبنان الطرف الرابح في المغامرات. حقُّ الوجدان أن يُدغدَغَ أمام الانجازات العظيمة، لكن أن يصبح غناء طوجي في برنامج هواة هالةً لا ينبغي التعرّض لها، فإنه التضخيم. نُثني على أداءٍ تقدّمه، وإن مالَ البعض، ونحن منه، الى تفضيل الصوت الأنثوي على الجهورية الصاعقة، أمّا أن تتحوّل طوجي ذات ليلة مبدعة ومبهرة ومدهشة، ليس لأنها اعتلت المسرح الرحباني أو تفوّقت في حفل، بل لأنّ فلوران بانييه وجينيفر وزازي وميكا (أعضاء لجنة التحكيم) استداروا لها، وهم أصحاب الوجوه البشوشة والسلوك المُشجِّع للمواهب الواعدة، فإنه التضخيم مرّة أخرى. "لا بداية ولا نهاية"، أينما قُدِّمت رائعة. وكلّ نغمةٍ لا تألفها الأذن تُحدِث فضولاً ذا وَقْع مختلف.
قلَّ التداول باسم ألين لحود بعد هذيان الميديا و"تويتر"، ولعلّ طوجي قرأت التجربة وأفادت من الثغر. الجماهير تتحلّى بذاكرة سمكة. أهلاً بالآتي وللسابق وداعاً. كان الظنّ أنّ ألين لحود ستُنسي اللبناني همَّه، وهبة طوجي سترصّ الصفوف المُفككة. إنها لعبة "السوشيال ميديا" وتسالي ليالي الضجر. هذا يُقلِّد ذاك في نسخ الأفراح وتبادُل الفخر لأنّ الكراسي الأربعة استدارت. عاشَ لبنان وطناً يُمجِّد العبور الى المستجدات. إن راق "ذا فويس" صوت طوجي واستدعاها للمشاركة، فلأنه يبحث عن التجدّد بعد مواسم. إنها مصلحة الطرفين، طوجي تصبح سِيرة والبرنامج يتوسّع. قيل إنّ ثمة لبنانية أخرى بالكاد غُرِّد لها.


[email protected]


Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم