السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

The Most Violent Year النزاهة المحاصرة بالفساد

المصدر: "دليل النهار"
جوزفين حبشي
The Most Violent Year النزاهة المحاصرة بالفساد
The Most Violent Year النزاهة المحاصرة بالفساد
A+ A-

التقى الممثلان جسيكا شاستاين واوسكار ايزك للمرة الأولى عام 2003 في معهد جيليارد في نيويورك حيث تابعا معاً دروساً في المسرح. ومنذ ذلك الوقت توطدت صداقتهما وتمنيا العمل معاً في فيلم سينمائي. اخيراً وبعد 11 عاماً تحققت امنيتهما، فشاستاين التي اختيرت بدل شارليز ثيرون للمشاركة في شريط The Most Violent Year للمخرج وكاتب السيناريو الموهوب جداً ج.س. شاندور( All Is Lastمع روبرت ردفورد)، هي التي اقترحت اسم هذا الممثل الكوبي الاصل والمولود في غواتيمالا الذي شارك في فيلم الاخوين كوينInside Llewyn Davis، بدل الممثل الاسباني خافيير بارديم الذي اختلف مع شاندور حول رؤيته للفيلم. وهكذا قدم الصديقان دور الزوجين ابال وآنا موراليس اللذين يحاولان تطوير مؤسستهما لتوزيع الوقود في نيويورك بداية حقبة الثمانينات الحافلة بالصعوبات والفساد والعنف. ابال ذات الاصول الاميركية اللاتينية رجل مكافح بنى نفسه بنفسه، وهو متمسك بالاخلاقيات ويرفض اللجوء الى العنف من اجل محاربة المجرمين الذين يسرقون شاحناته المعبأة بالوقود، ويعرقلون مخططه للتوسع، وخصوصاً مع رفض المصارف اعطاءه قرضاً لشراء مخازن جديدة قريبة من النهر. اضافة الى ذلك الشرطة تشك في انه يتهرب من الضرائب، والمحقق (دايفيد ايلوو) يدقق في حسابات شركته. اسلوبه المسالم وقبوله عدم تسليح سائقيه عملاً بقوانين النقابة وتعاونه مع العدالة، لا يحظيان برضى زوجته آنا الاميركية ابنة مافيوزو قديم، التي تؤمن بضرورة اللجوء الى العنف والسلاح لحماية عائلتها.


الشريط ثريلر درامي بوليسي داكن وقوي وغير متوقع، يدور في فلك العلاقة بين الرأسمالية والجريمة في نيويورك غارقة في العنف والفساد، وفي داخل رجل لا يزال متمسكاً بالحلم الاميركي. الشريط رغم قصته البسيطة التي تأخذ وقتها في الانفلاش، يلفت بالسيناريو المتقن بدقته وقوته ومعالجته المشغولة بعناية وذكاء في تقديم حكاية رجل مصمم على البقاء شريفاً رغم كل الظروف المعاكسة. شريط يأسر باخراجه البسيط والمتيقظ لادق التفاصيل من اجل اظهار نفسية الشخصيات الاولى والثانية، وبمناخه التشويقي رغم انه حالم، والعابق بالخطر رغم البرودة، وبالغضب المقدم بسلاسة، والديكورات الطبيعية على طول ارصفة نيويورك الملاصقة للنهر، التي تعج بالجاليات اليهودية والعمال اللاتينيين والعصابات. وسط هذه الاجواء الباردة، يتحرك رجل نزيه يرتدي معطفاً انيقاً، ويقود سيارة جميلة، ويسكن منزلاً فخماً، ويؤمن بأنه قادر على انشاء عمل نظيف، ويعتبر المجرمين مجرد جبناء، ولا يتردد في التعاون مع النقابات والعدالة، ويحارب الفساد المتفشي في كل مكان، حتى لدى اقرب الاشخاص اليه. الممثل اوسكار ايزك تألق في شخصية هذا الرجل الذي يغلي بالتوتر من جراء الحرب التي يشنها الجميع عليه، لكنه مقيّد باخلاقياته التي تمنعه من التصرف بالمثل. بدورها جسيكا شاستاين بارعة بدور آنا الزوجة التي تمارس تأثيراً كبيراً على زوجها، وتقوم بافعال خارجة عن المألوف كونها تربت في عائلة عصابات. الانسجام والتناغم بينهما كبير وواضح، وهما شكلا ثنائياً مقنعاً وناجحاً.


(الفيلم ابتداء من الخميس 29 كانون الثاني في شبكة صالات بلانيت (ابراج) وامبير وغراند سينما).


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم