الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

حوار عين التينة: خطوات في بيروت عملية ارهابية وراء اغتيال مسؤول أمني

حوار عين التينة: خطوات في بيروت عملية ارهابية وراء اغتيال مسؤول أمني
حوار عين التينة: خطوات في بيروت عملية ارهابية وراء اغتيال مسؤول أمني
A+ A-

بدأت "العودة " السياسية الى الداخل أمس بعد ثلاثة أيام من حركة توافد لبنانية رسمية وسياسية كثيفة الى الرياض لتقديم التعازي بالعاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز اكتملت دائرتها شبه الاجماعية بالزيارة التي قام بها أمس رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون للعاصمة السعودية، فيما تولى وفد نيابي من "حزب الله " تقديم التعزية الى السفير السعودي علي عواض عسيري في مسجد محمد الامين في بيروت .
ومع ان جولة الحوار الرابعة بين "تيار المستقبل " و"حزب الله " التي انعقدت مساء أمس في عين التينة لم تخرج في سياقها الشكلي عن حلقاتها السابقة من حيث إبعادها عن الاعلام والتقشف الشديد في تسريب المعلومات عن مجرياتها ونقاشاتها، فإن هذه الجولة اكتسبت بعدا أمنيا بارزا لتناولها، كما علمت "النهار"، الوسائل الاضافية الضرورية لتحصين الجبهة الداخلية ومؤازرة الجيش والقوى الامنية في مواجهتها الشرسة المفتوحة مع التنظيمات الارهابية سواء على الحدود الشرقية أو في تعقب الخلايا الارهابية في الداخل. وهو الامر الذي برز بوضوح في البيان الذي صدر بعد الجولة الرابعة على اقتضابه والذي اشار الى توافق على بعض الخطوات العملية التي تعزز مناخ الاستقرار وكذلك دعم الجيش والقوى الامنية.
وعلمت "النهار" ان هذه الخطوات تتصل بالمضي في مبادرات لتنفيس الاحتقان المذهبي وازالة الشعارات الحزبية في مناطق عدة من أبرزها بيروت والتحضير لتوسيع هذه الخطوات في مناطق أخرى، بينما أوضح متابعون للحوار بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" ان التصريحات المتشددة على ضفتيّ الجهتين لا تعكس القرار باستمرار الحوار. وأعطوا مثلا ما طرحه نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم عن المعادلة الثلاثية والرد الذي صدر عن وزير العدل أشرف ريفي، فقالوا ان مقدمة النشرة الاخبارية لقناة "المنار" التابعة للحزب مساء أمس حسمت الجدل بقولها ان الجلسة الرابعة للحوار انعقدت "من دون شروط" خلافا لما أطلقته من مواقف سابقة .
وتركز النقاش في الجولة الرابعة على دعم الجيش والقوى الامنية، اما الخطوات العملية التي اشار اليها البيان فجرى تداولها بناء على طرح لـ"تيار المستقبل" بضرورة ازالة الشعارات والرايات الحزبية من بيروت. وقالت اوساط معنية بالحوار أن الاجواء في هذه الجولة اتسمت بالروح الايجابية نفسها التي طبعت الجولات الثلاث السابقة وان الموضوع الامني هو الاساس تحت بند تنفيس الاحتقان. ولفتت الى ان الجلسة لم تتأثر ببعض التصريحات التي سبقتها، واشارت الى ان موعد الجولة الخامسة سيكون مطلع الاسبوع المقبل.
وكانت الجولة الرابعة انعقدت في مقر رئاسة مجلس النواب في عين التينة في حضور المعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله عن الحزب ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن "تيار المستقبل" كما حضرها الوزير علي حسن خليل ممثلا الرئيس نبيه بري. وبعد الجلسة صدر بيان جاء فيه: "ثمن المجتمعون التطور الايجابي للحوار وما نتج منه من أثر لدى الرأي العام واتفقوا على بعض الخطوات العملية التي تعزز مناخ الاستقرار. واكد المجتمعون الموقف الثابت بدعم الجيش والقوى الامنية بكل الوسائل في مواجهة الارهاب وحماية لبنان".


اغتيال
واتخذت الجولة الرابعة بعدها الأمني البارز عقب مجموعة تطورات امنية كانت ابرزها المواجهة العنيفة التي خاضها الجيش قبل ايام مع التنظيمات الارهابية في جرود رأس بعلبك ومن ثم حادث مقتل مسؤول شعبة المعلومات في مرياطة في قضاء زغرتا الملازم غسان عجاج ليل أول من أمس والذي اجمعت المعطيات الامنية على اعتباره اغتيالا في اطار المواجهة بين شعبة المعلومات والارهاب نظرا الى ظروف الاغتيال الذي نفذه محترفون وكون المغدور من ذوي المراس الطويل والمشهود في مكافحة الارهاب ومطاردة ارهابيين خطيرين. كما ان معلومات اشارت الى ان الملازم عجاج كان يضطلع بدور مهم في جمع المعلومات عن تفجيري مسجدي السلام والتقوى في طرابلس. وفيما كثفت شعبة المعلومات تحقيقاتها لكشف ملابسات مقتله اعتبرت مصادر امنية هذا الاغتيال رسالة الى الشعبة والدولة.
الى ذلك دهمت قوة من مخابرات الجيش أمس غرفة في منطقة زغرتا – كرم التين حيث اوقفت شخصين من التابعية السورية وضبطت داخل الغرفة عبوة معدة للتفجير بالاضافة الى أربع قذائف هاون وصاروخ 83 ملم وثلاث رمانات يدوية وكمية من الذخائر المختلفة . وفي سياق آخر ضبطت مخابرات الجيش مساء في مجدل زون بالجنوب صاروخا غير معد للاطلاق موجها نحو شمال اسرائيل.
وأبلغت مصادر وزارية "النهار" ان ما تردد عن محاولات لـ"جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" لاجتياز الحدود بين لبنان وسوريا جزئيا قد تأكد، مما يستدعي تحركا رسميا يستبق ما يجري تدبيره. وفي هذا الاطار صرّح وزير العمل سجعان قزي لـ"النهار" بأن على الدولة "أن تطلب رسميا من الائتلاف الدولي ضد الارهاب إعلان موقف بحماية لبنان في حال حصول هجوم من هذه التنظيمات الارهابية على لبنان. وهذا الطلب هو ضروري لكي يكون لانضمام لبنان الى هذا الائتلاف مردود، خصوصا ان بعض الدول أبلغ لبنان ما معناه: تريدون حمايتنا وتخجلون من الانتماء الينا".


عسيري
الى ذلك، أكد السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري، في ختام ايام التعازي بالملك عبدالله، استمرار الصداقة السعودية – اللبنانية. واذ شكر الشعب اللبناني "بكل طوائفه وقواه السياسية من دون اي استثناء على عاطفته ومحبته للمملكة ولقيادتها الرشيدة" قال ان "ما عبر عنه الحضور والاعلام يعكس مدى عمق هذه العلاقة التي لا خيار امامها الا الاستمرار". وشدد على استمرار "هذه الصداقة وهذه العلاقة المميزة والمودة بين قيادتي الشعبين" في ظل تولي الملك سلمان بن عبد العزيز "هذه الراية".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم