الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

الاتحاد الاوروبي يستعد للتعامل مع تسيبراس في اليونان

المصدر: "ا ف ب"
الاتحاد الاوروبي يستعد للتعامل مع تسيبراس في اليونان
الاتحاد الاوروبي يستعد للتعامل مع تسيبراس في اليونان
A+ A-

 يترتب على الاتحاد الاوروبي في مواجهة الفوز الكبير الذي حققه حزب سيريزا اليساري الراديكالي المعادي لسياسة التقشف في اليونان، التعامل مع زعيمه الكسيس تسيبراس والاختيار ما بين المواجهة وتقديم تنازلات يصعب على بعض الدول مثل المانيا القبول بها.


ويطالب الكسيس تسيبراس باعادة هيكلة الديون التي تمثل 177 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي اليوناني في حين ان شركاء البلد لا يقبلون سوى بتخفيف للديون بشرط مواصلة الاصلاحات التي باشرتها اثينا.
وسترد الاشارات الاولى خلال اجتماع وزراء مالية دول منطقة الأورو في بروكسل لبحث مستقبل المساعدة المالية التي منحت لاثينا ومشكلة ديون هذا البلد الهائلة.
وان كان هذا الاجتماع مقررا منذ وقت طويل، الا انه يأتي في سياق التطورات الاخيرة في اليونان وستسبقه جلسة عمل بين رؤساء مجلس اوروبا دونالد توسك والمفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ومجموعة اليورو يروين ديسلبلوم.
وان كان فوز سيريزا فاجأ الجميع بحجمه، الا انه كان متوقعا بين شركاء اليونان وقال مصدر اوروبي في بروكسل "لن يكون من الممكن تفادي اعادة تفاوض، السؤال المطروح هو حول المواضيع التي ستتناولها: الاستحقاقات، المبالغ، ام الاثنان"، مضيفا "بالنسبة للمبالغ، سيكون هذا اصعب موضوع".
وسيكون موقف المانيا حاسما وقال جوليان رابولد من المعهد الالماني للسياسة الخارجية ان فوز تسيبراس "يقوض السياسة الحالية القائمة على مبادئ المانية" مشيرا الى انه "قد تتم مراجعة النهج الذي عرضته ميركل على ان لا بديل له".
واكد وزير المالية الفرنسي ميشال سابان ان شركاء اليونان على استعداد لمنح الحكومة اليونانية الجديدة مهلة قبل التفاوض بهدوء حول خطة المساعدة. وقال مصدر اوروبي انه من المرد كرد فعل اولي تمديد البرنامج الحالي ستة اشهر بعدما تم تمديده في كانون الاول الماضي حتى شباط.
غير ان الوقت يداهم وحذر سابان من ان "التحليل يهدف لمعرفة الى متى يمكن لليونان ان تصمد على صعيد المالية، هل ان اليونان قادرة في نهاية اذار على دفع رواتب موظفي الدولة؟"
وقال وزير الشؤون الاوروبية الايطالي ساندرو غوتزي "علينا ان نرى المقترحات التي سيقدمها تسيبراس".
واعلن رجل اليونان القوي الجديد في اول كلمة له بعد فوز حزبه ان "الشعب اليوناني يطوي صفحة التقشف"، بعدما كان ابلغ رغبته في "التفاوض" مع الجهات الدائنة الدولية حول "حل جديد عادل قابل للحياة يفيد الجميع" بدون الدخول في التفاصيل.
لكن خلف الخطاب هناك الوقائع. فاثينا تعيش منذ العام 2010 بفضل مساعدات الدائنين الدوليين الذين تعهدوا باقراضها حوالى 240 مليار أورو لقاء تبنيها سياسة تقشف بالغة الصرامة.
واعلن انتونيس ساماراس رئيس الوزراء المنتهية ولايته بعد الاقرار بهزيمته "انني اسلم بلدا يخرج من الازمة، هو عضو في الاتحاد الاوروبي وفي منطقة اليورو، وامل ان تحافظ الحكومة المقبلة على هذه المكتسبات".
وراى موظف اوروبي كبير انه ينبغي توقع قيام توتر حول بعض المواضيع بين بروكسل واثينا خلال الاسابيع المقبلة.
وتوقع جوليان رابولد "لعبة بوكر مثيرة للاهتمام" بين ميركل وسيريزا موضحا انه "من غير الوارد حاليا بالنسبة للحكومة الالمانية التفاوض في شطب ديون لكن لا بد من ان تقدم (برلين) تنازلا، لا نريد ان نكون الجهة التي دفعت اليونان الى الهاوية".
وقال الخبير الاقتصادي جاك سابير لصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية "يجب تخفيف الديون، من خلال تمديد مهلة القروض مثلا وخفض نسب الفائدة اكثر على بعض القروض".
وحذر الخبير الاقتصادي بول دي غراو بان رفض تخفيف الدين سيكون خطا لان ذلك سيعني "الحكم على اليونان بسنوات مديدة من الصعوبات وسيشجع الحركات السياسية المتطرفة" ما سيثير "بلبلة شديدة في منطقة اليورو بمجملها".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم