الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

لماذا يستفزّ نتنياهو إيران؟

سميح صعب
سميح صعب
A+ A-

عندما وجهت اسرائيل ضربتها الى كوادر "حزب الله" والجنرال في الحرس الثوري الايراني محمد علي دادي، كان وفد ايراني يجلس قبالة ممثلين لمجموعة 5 + 1 في جنيف سعياً الى اتفاق على البرنامج النووي الايراني. وليس اقتراب جنرال ايراني من الجولان فقط هو ما يؤرق اسرائيل وزعماءها في هذا الوقت بل ان الاقتراب من التوصل الى اتفاق بين ايران والغرب وخصوصاً مع الولايات المتحدة هو الذي


يتعب الدولة العبرية ويتحكم بسلوكها في هذا الاتجاه
أو ذاك.
عين اسرائيل اليوم على المرحلة التي تلي التوصل الى اتفاق من الواضح ان الرئيس الاميركي باراك أوباما يراهن عليه بقوة وكذلك ترى ايران ان مصلحتها تكمن في اتفاق يرفع عن كاهلها العقوبات ويعترف بها قوة اقليمية لها وزنها في المنطقة. وربما لأن الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الذي يقاتل من أجل احباط احتمالات الاتفاق مع ايران استدعى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كي يخطب أمام الكونغرس بهدف اقناع المشرعين الاميركيين بـ"الخطر" الذي تشكله ايران وتالياً بالسير بمشروع قانون لفرض عقوبات على طهران باعتبار ان سياسة العقوبات والتهديد باللجوء الى القوة هما أجدى من الديبلوماسية التي يعتمدها أوباما في التعامل مع طهران.
ففي القنيطرة حاول نتنياهو توجيه رسالة اقليمية لا لبس فيها بأن اسرائيل لا تزال قادرة على تغيير قواعد اللعبة من خلال اللجوء الى استخدام القوة، أو عبر استدراج المحور الآخر الى رد يفضي الى حرب شاملة تمتد من لبنان الى سوريا الى ايران لا يمكن التنبؤ بما سترسو عليه من نتائج، ولكن بالتأكيد من شأنها وقف المفاوضات بين الغرب وايران وارساء معادلات جيوسياسية جديدة. هذا على افتراض ان اسرائيل ستخرج قوية ورابحة من حرب كهذه. وتدل الحرب على لبنان عام 2006 وحربا غزة العام الماضي وحرب 2008-2009، ان اسرائيل لم تعد وحدها في الميدان وان عهد الحروب النظيفة قد انتهى.
ومن المؤكد ان نتنياهو يدرك هذه الحقيقة قبل غيره ويعرف ان الثمن الذي ستدفعه اسرائيل في حرب شاملة قد يكون باهظاً جداً وربما فوق الطاقة على الاحتمال، لكنه في الوقت عينه يلعب بالنار من خلال ممارسة سياسة حافة الهاوية مع "حزب الله" وايران وسوريا أملاً في نشوب مواجهة محدودة تدفع بأميركا الى وقف المفاوضات النووية مع طهران. ويحاول نتنياهو على أبواب الانتخابات العامة استخدام كل أوراقه في واشنطن وخصوصاً في الكونغرس ليحول دون الاتفاق بين الغرب وايران. ولكن ليست كل مغامرات نتنياهو مأمونة العواقب.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم