مشروع القرار الفلسطيني في حال مراوحة وكيري يعارض التصويت عليه قبل الانتخابات الاسرائيلية

دخل مشروع القرار الفلسطيني الى مجلس الامن مرحلة المراوحة والجدل بعدما اعترضت واشنطن عليه وطلبت تعديله و ارجاءه الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية في 17 اذار المقبل واصرار الفلسطينيين على تقديم المشروع ابداء المرونة في عدم استعجال التصويت عليه قبل ضمان تاييد 9 اعضاء في المجلس و امتناع واشنطن عن استخدام حق النقض " الفيتو" ضد مشروع القرار، علما بأن فصائل فلسطينية عدة بينها " الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"حزب الشعب ( الشيوعي سابقا) " اعترضت على بعض بنود المشروع وطلبت تقويته واظهار مكانة القدس عاصمة لفلسطين و حق العودة للاجئيين ورفض الاستيطان.

المالكي

وصرح وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي ان "تعديلات ستجري على مشروع القرار لتقويته وتعزيزه وان يكون أكثر وضوحاً في ما يتعلق بالموقف من القضايا الأساسية وخاصة القدس والاستيطان". ولفت الى في حديث الى صحيفة "الايام" الفلسطينية انه "كون الاردن عضو في مجلس الأمن فإن هذا يساعدنا كثيراً ويمكننا أن نقدم مقترحات وأن نسمع تقارير عن النقاشات التي تتم ما بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن، ونعرف اتجاه مجلس الأمن ومن خلالها نحدد توجهاتنا وحركتنا".
وقال: "الآن، بعد النقاشات الأخيرة التي تمت على مستوى القيادة فان مشروع القرار مفتوح للتعديل و نعمل الآن على تقويته من خلال اضافة بعض الصياغات اللغوية تكون واضحة لا لبس فيها وقوية جداً في ما يتعلق بموضوع القدس الشرقية وما يتعلق بموضوع التحريض من قبل الإسرائيليين بتهديد القيادة والشعب الفلسطيني، وما له علاقة بموضوع الاستيطان بوقف النشاط الاستيطاني بشكل كامل وإشارة لقرار محكمة العدل الدولية بخصوص موضوع الجدار".

وعن امكان التصويت على مشروع القرار قبل نهاية العام خصوصا فترة اعياد الميلاد قال المالكي: "هذا ممكن من الناحية النظرية، حتى الآن لم يغلق أي باب ومن الممكن (أن يجري التصويت) أي يوم حتى نهاية هذا العام".
ولفت إلى انه "من طرفنا في اللحظة التي نقدم فيها مشروع القرار فانه يخرج عن إطار سيطرتنا، وفي اللحظة التي نودعه فيها باللون الأزرق يصبح من اختصاص الدول الأعضاء في مجلس الامن، ولكن يأتي دورنا إذا تمسكنا في أي وقت ان نأخذه للتصويت".
وراى المالكي في حديث واشنطن عن انها لن تدعم مشروع القرار لا يعني بالضرورة أنها ستصوت ضده حال عرضه للتصويت.
وقال : "عندما يقولون لا ندعمه لا يعني أنهم سيصوتون ضده، فلو أرادوا أن يصوتوا ضده لقالوا نحن سوف نصوت ضد مشروع القرار عندما يطرح للتصويت، ولكن قالوا نحن لن ندعم مشروع القرار اي أنهم لن يصوتوا بنعم لمشروع القرار بصيغته الحالية، و هذا قد يفتح بعض الأبواب، ولهذا السبب نحن لم نغلق اي باب ولم نستلم حتى هذه اللحظة اي ملاحظات أو مقترحات من أي جهة وتحديدا الادارة الاميركية".

كيري

وكانت مصادر ديبلوماسية غربية قالت "ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري يعارض قيام مجلس الامن الدولي بالتصويت على مشروع القرار الفلسطيني قبل موعد الانتخابات الاسرائيلية المزمعة في 17 آذار المقبل.
وافاد موقع "فورن بوليسي" نقلاً عن المصادر إن" كيري أوضح خلال لقائه سفراء دول الاتحاد الاوروبي في واشنطن قبل عدة ايام ان اي قرار من شأنه ممارسة الضغط على إسرائيل سيعزز مكانة القوى المعارضة للعملية السلمية لدى كلا الجانبيْن الإسرائيلي والفلسطيني"، مشيراً إلى تلقيه رسالة بهذا المعنى من رئيس الدولة الاسرائيلي سابقا شمعون بيريس ورئيسة حزب الحركة تسيبي ليفني.
وأضافت المصادر ان "كيري لم يستعبد دعم واشنطن لمشروع قرار دولي أقل تشددا لا يتضمن جدولا زمنيا لانهاء الاحتلال الاسرائيلي وينص على وجوب طرح المسائل الجوهرية على طاولة المفاوضات".

الجامعة العربية
ودعت الجامعة العربية الولايات المتحدة الى "عدم استخدام حق النقض الفيتو عند تقديم مشروع القرار الفلسطيني المتعلق باقامة دولة فلسطينية للتصويت على مجلس الامن الدولي" .
وقال الامين العام المساعد في الجامعة محمد صبيح خلال مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة المنعقد في القاهرة بان إسرائيل تهدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على المستوى الشخصي بسبب تحركه في الامم المتحدة.

نتنياهو
وفي اسرائيل، حمل رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو حركة المقاومة الاسلامية "حماس" مسؤولية أي تصعيد في قطاع غزة.
وقال خلال مشاركته في حفل اشعال "شمعدان عيد الأنوار" اليهودي في باحة حائط ( المبكى) البراق بالقدس"ان امن اسرائيل يأتي قبل كل شيء آخر. ولن أمر مرور الكرام حتى على اطلاق صاروخ واحد على اراضينا. ولذا رد سلاح الجو على اطلاق هذا الصاروخ بتدمير مصنع إسمنت استخدمته حماس لترميم أنفاق تم ضربها أثناء عملية الجرف الصامد. حماس تتحمل المسؤولية عن أي تصعيد ونحن سنحافظ على أمن إسرائيل".
وكان صاروخ اطلق الجمعة من قطاع غزة سقط في منطقة اشكول جنوب اسرائيل لم يوقع اضرارا. وردت اسرائيل بقصف جوي لمنطقة خان يونس .
وقال رئيس الهيئة الامنية والسياسية في وزارة الدفاع الاسرائيلية عاموس جلعاد ان "حركة حماس معنية بمواصلة التهدئة مع اسرائيل بسبب وضعها السيء عقب عملية الجرف الصامد "، وقال ان "عامل الردع لا يزال قائما في محيط قطاع غزة وعلى الحدود الشمالية".
واوردت "القناة العاشرة" في التلفزيون الاسرائيلي، السبت "ان حركة "حماس ابلغت اسرائيل عبر الوسيط المصري انها لا ترغب بالتصعيد على جبهة غزة وانها لم تقف وراء إطلاق الصواريخ".

وبحسب القناة فإن الحركة وعدت بملاحقة مطلقي الصاروخ على اشكول والذي ردت عليه اسرائيل بقصف في منطقة تدريب بخان يونس جنوب قطاع غزة".