الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ذهب "داعش" وفضة المتحالفين عليه

ذهب "داعش" وفضة المتحالفين عليه
ذهب "داعش" وفضة المتحالفين عليه
A+ A-

هل أُعلِنت الخلافة الاسلامية قبل أوانها؟ كان في إمكاننا الانتظار قليلاً. لدينا الوقت. الوقت كلّه لدينا. وقتنا ووقت الملائكة والشياطين والممالك التي اندثرت والجمهوريات التي هي في طريقها إلى تأليف نشيدها الوطني وتزويق علمها بالكلمات المقدسة. لكن الأمل لم يعد واجباً قسرياً. في حدود علمي المتواضع، أن الخميني بادر إلى انشاء جمهوريته من غير أن ينتظر ظهور الإمام الحجة. قيامة الدهر شيء وقيام الخلافة في وجهيها الشرعي والتاريخي شيء آخر. وهذا ما صادق عليه مولانا البغدادي الذي ينتسب إلى سامراء، حيث يقع جامع أبو دلف بمئذنته الملوية التي تشرّف نصرانيٌّ بتصميمها. هنا يقع خلاف لا مجال لترويضه. كانت الملوية، وهي فريدة كل العصور، خروجاً على النسق المعماري، لا بل على بداهة العين المتدينة التي ترنو إلى أن تصعد مباشرة إلى السماء من غير أن ترتقي سلّماً بُني من مواد أرضية. قبلها كانت السماء قريبة. هل صار الأذان يتأخر بعدها؟ لم يكن الصعود مشياً بعادة مألوفة إلا بالنسبة إلى سكان العراق القديم. كان للسومريين زقورتهم، وللبابليين برجهم وحدائقهم المعلقة. أما العرب فإنهم جوّابو صحراء، أفقها يفصل مثل خيط خفيف بين السماء والأرض. لو مددتَ يدكَ أكثر لقطفتَ تفاحة آدم، ولضربكَ فحيح الأفعى. ليس ليوسف سوى البئر ولعيسى أن يحلّق في غيابه ثلاثة أيام ليظهر كما لو أنه مشى. كانت بلقيس قد كشفت عن ساقيها قبل أن تقع من وله ملأ غربتها. ألهذا عبر الفتى القادم من سامراء طريق الرؤى ليصل مبكراً وقد أتعبه المشي؟ لقد قيل الكثير عن العشر الأواخر. وهي الأيام التي تقع بعد أن تغلق الملائكة دفاترها. ذلك ما يرضي الصائمين بعد هلاك عشرين يوماً من الجوع الطوعي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم