السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

تنافس محموم بين المرزوقي والسبسي\r\nبانتخابات رئاسية تاريخية في تونس

تنافس محموم بين المرزوقي والسبسي\r\nبانتخابات رئاسية تاريخية في تونس
تنافس محموم بين المرزوقي والسبسي\r\nبانتخابات رئاسية تاريخية في تونس
A+ A-

تشهد تونس اليوم الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية التي تشكل اقتراعا تاريخيا يتنافس فيه الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي وزعيم اول حزب في البلاد الباجي قائد السبسي ويفترض ان ينهي اربع سنوات من مرحلة الانتقال التي تلت الثورة.


وساد امس في البلاد يوم "صمت انتخابي" حظرت خلاله كل نشاطات الحملة التي انتهت الجمعة قبل الانتخابات التي يفترض ان تنهي مرحلة انتقالية صعبة تعيشها تونس منذ اطاحة نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي هرب الى السعودية في 14 كانون الثاني 2011 .
ودعي الى الانتخابات نحو 5،3 ملايين تونسي من المسجلة أسماؤهم على قوائم الاقتراع لاختيار احد المرشحين في تصويت سيجري من الساعة الثامنة الى الساعة 18,00.
ويمكن ان تعرف النتائج اعتبارا من الاثنين كما قالت الهيئة المكلفة تنظيم الانتخابات التي لديها حتى الرابع والعشرين من كانون الاول/ديسمبر لاعلان اسم رئيس تونس للسنوات الخمس المقبلة.
وقلص الدستور الذي اقر في كانون الثاني 2014 صلاحيات رئيس الدولة الى حد كبير.
وايا تكن نتيجة الدورة الثانية الاحد، سيكلف حزب نداء تونس الذي يقوده قائد السبسي وفاز في الانتخابات الاشتراعية تأليف الحكومة وسيكون عليه فور انتهاء الانتخابات العمل على تشكيل ائتلاف مستقر لقيادة البلاد.
وكانت بعثة مراقبي الاتحاد الاوروبي أشادت ب"شفافية" و"نزاهة" الانتخابات الاشتراعية التونسية التي أجريت في 26 تشرين الاول والدورة الاولى للانتخابات الرئاسية.
لكن الحملة للدورة الثانية شهدت تبادل اتهامات بين المرشحين واججت التوتر في البلاد التي شهدت منذ ثورة كانون الثاني انتقالا في الفوضى لكنه لم يتسم بالعنف او القمع كما حدث في دول عربية اخرى.
وقالت الصحف ان "الامر الاساسي يبقى قبول المرشحين بالنتائج التي ستخرج عن صناديق الاقتراع".
واختار قائد السبسي اختتام الحملة الانتخابية في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة حيث التقى تجمعا من انصاره في حين نظم المرزوقي تجمعا في مدينة خزندار بعيدا عن وسط العاصمة.
وقال السبسي "على شعبنا ان يختار بين الرجوع الى الترويكا (حزب النهضة الاسلامي وحليفاه التكتل والمؤتمر) التي خربت البلاد خلال ثلاث سنوات أو أناس آخرين يريدون مستقبلا أفضل لتونس".
اما المرزوقي فيقدم نفسه كضمانة للحريات التي اكتسبها التونسيون بعد الثورة، ولعدم انتكاسة البلاد نحو "الاستبداد" الذي كان سائدا في عهد الرئيس المخلوع بن علي.
ويعتبر المرزوقي ان قائد السبسي وحزب نداء تونس الذي يضم يساريين ونقابيين وأيضا منتمين سابقين لحزب "التجمع" الحاكم في عهد بن علي، يمثلان "خطرا على الثورة" لأنهما امتداد لمنظومة الحكم "السابقة" في تونس.
وركز قائد السبسي حملته الانتخابية على "إعادة هيبة الدولة". وقال مؤخرا في مقابلة مع تلفزيون "الحوار التونسي" الخاص "عندي هاجس أن لا يعترف (المرزوقي) بنتائج الانتخابات".
ووجهت الهيئة المكلفة تنظيم الانتخابات العامة "تنبيها" الى المرزوقي بعدما قال في إحدى خطبه "بدون تزوير لن ينجحوا" في اشارة الى قائد السبسي.
ورفض الباجي قائد السبسي دعوة من المرزوقي بإجراء مناظرة تلفزيونية.
وكان قائد السبسي (88 عاما) والمرزوقي (69 عاما) تأهلا الى الدورة الثانية بعدما حصلا على التوالي على نسبة 39,46 بالمئة و33,43 بالمئة من إجمالي اصوات الناخبين خلال الدورة الاولى التي أجريت يوم 23 تشرين الثاني الماضي.
وكانت تونس شهدت في 2013 ازمة سياسية حادة إثر اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي وهما قياديان في "الجبهة الشعبية" (ائتلاف أحزاب يسارية)، وقتل عشرات من عناصر الجيش والشرطة في هجمات نسبتها السلطات الى اسلاميين متطرفين.
ولإخراج البلاد من الازمة السياسية، اضطرت حركة النهضة الى التخلي عن السلطة مطلع 2014 لحكومة غير حزبية تقود تونس حتى اجراء الانتخابات العامة.
وتبنى جهاديون انضموا الى تنظيم الدولة الاسلامية، في شريط فيديو نشر على الانترنت مساء الاربعاء عمليتي اغتيال بلعيد والبراهمي مهددين بتنفيذ اغتيالات أخرى. وهذه المرة الاولى التي يتم فيها تبني اغتيال المعارضين.
واكدت وزارة الداخلية التونسية ان أحد الذين ظهروا في الشريط ويدعى "أبو مقاتل" واسمه الحقيقي ابو بكر الحكيم، تونسي فرنسي مطلوب لدى السلطات التونسية بتهمة الضلوع في اغتيال بلعيد والبراهمي.
واعتبرت الحكومة التونسية في بيان ان "هذه تهديدات لن تثني الناخب التونسي عن الاقبال بكثافة على صناديق الاقتراع" مؤكدة انها اتخذت كل "الاستعدادات الماديّة واللوجستيّة لتأمين الدور الثاني من الانتخابات الرئاسيّة" مع نشر عشرات الالاف من رجال الشرطة والجيش.
واعلنت الحكومة انه "تقرر اغلاق المعبرين الحدوديين راس جدير وذهيبة" مع ليبيا التي تشهد حالة فوضى تامة وذلك من منتصف ليلة الخميس وحتى 24 كانون الاول "باستثناء الحالات الاستعجاليّة والإنسانيّة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم