الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

وقع المحظور: أعمال سدّ القيسماني لوّثت مياه شاغور حمّانا

المصدر: النهار
باسكال عازار
وقع المحظور: أعمال سدّ القيسماني لوّثت مياه شاغور حمّانا
وقع المحظور: أعمال سدّ القيسماني لوّثت مياه شاغور حمّانا
A+ A-

لم يُثبط مرور الزمن على قضيّة سدّ القيسماني ومياه نبع الشاغور، عزم أهالي حمّانا في التمسّك برفضهم لمشروع السدّ الذي لطالما أطلقوا صرخات رفضه مع صيحات الإستغاثة المرفقة بوقائع تثبتها التقارير العلميّة التي تؤكّد خطورة هذا السدّ على نواح حياتية عديدة من بينها المياه الجوفية والمياه العذبة لنبع الشاغور التي تحوّلت اليوم بفعل الأشغال إلى مياه موحلة وملوّثة غير صالحة للشرب، ليقع المحظور ويتحوّل خوف الأهالي إلى واقع مؤسف.


وأعاد أهالي حمّانا اليوم استئناف نضالهم في اعتصام رفضاً للمضي في بناء السدّ، أقفلت على إثره كل المحلات التجاريّة والمؤسّسات، وانتقل بعدها المعتصمون إلى ساحة البلدة على وقع أصوات أجراس الكنائس احتجاجاً على بناء السدّ الواقع على حرم نبع الشاغور في منطقة المغيتي. وحذّر الأهالي من هذا المشروع نظراً لما يسبّبه من أضرار بيئيّة ومائيّة وسياحيّة وإنسانيّة كما نبّهوا من مخاطر تجاوز المشغلين قرار مجلس شورى الدولة بوقف التنفيذ، وأن أي عمل قبل صدور القرار النهائي يعدّ خروجاً عن كل القوانين وجرماً يعاقب عليه الفانون.


وقال عضو بلديّة حمّانا جان أبي يونس في حديث لـ"النهار": "بعد حصولنا على قرار وقف التنفيذ، أصدر مجلس الوزراء قراراً بنقل السدّ إلى موقعه القديم إذا تخطّت الأعمال الـ22 مليون دولار أميركي، في حين أن الكلفة الحاليّة بلغت 34 مليون دولار". وأضاف "إن المستند الذي قدمه مجلس الإنماء والإعمار للجنة الأشغال للحصول على موافقتها، ينص على أن كلفة المتر المكعّب هي 18 دولاراً في حين أن حساب الأرقام يكشف أن كلفة المتر المكعب هي 40 دولاراً، لذلك لنحن نتهم مجلس الإنماء والإعمار بالتزوير كما نتهم لجنة الأشغال بالتقصير لأنها لم تدقق في المستندات والأرقام".


وكشف أبي يونس عن دهشة أهالي حمّانا من استئناف الأعمال بطريقة مفاجئة "فبعد حصولنا على قرار وقف التنفيذ، بدأت العطلة القضائيّة في تمّوز، ليحلّ قاض بديل عن القاضي الأصيل. واتخذ القاضي البديل في اليوم التالي وعلى الفور القرار باستئناف الأعمال، وهذا عمل مخزٍ جدّاً يكشف عن حجم الضغط السياسي المُمارس في هذا الملف، فكيف يمكن لقاضٍ أن يتّخذ قراراً مماثلاً دون أن يطّلع على تفاصيل ملفّ شائك بهذا الحجم؟". وبعد صدور قرار الإستئناف تحرّكت حمّانا مجدّداً "وقمنا بتحركات شعبية وزيارات للسياسيين المعنيين للضغط عليهم لإعادة وقف الأعمال، فنجحنا وتوقفت لنفاجأ بأنها استؤنفت في تشرين الأول الفائت".


وأضاف "نتابع حاليّاً كل التفاصيل مع مجلس شورى الدولة في هذا الخصوص، كما أننا أعلنا اليوم في البلديّة إنشاء خليّة للأزمة للدفاع عن نبع الشاغور وشعارها "مروءة، تضحية ووفاء لحمانا"، وسوف تتحرك هذه الخلية على المستوى الإعلامي والإعلاني والميداني. لم يعد في وسعنا السكوت أو الإنتظار فما تخوّفنا منه قد وقع، لأن مياه نبع الشاغور أصبحت موحلة وقد أرسلنا عيّنة لفحصها في المختبر وتبيّن أنها ملوّثة وتحتوي على بكتيريا الإيكولي وبالتالي لم تعد صالحة للشرب. فقد ضربت أعمال السدّ نقاوة مياه نبع الشاغور".


لفت أبي يونس إلى أن الأهالي "في انتظار صدور قرار مجلس شورى الدولة، ومن المتوقع أن يصدر قبل عيد الميلاد"، مؤكداً: "سنواصل تحرّكاتنا وبتنا مؤمنين بأن الحق يؤخذ ولا يعطى وعلى هذا الأساس سوف نتحرّك لأن ما يحصل لم يعد مقبولاً، كنا مسالمين ولكننا الآن سنقاتل للحصول على حقنا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم