الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كوكاكولا وهوليوود اخترقتا حصار كوبا طوال 50 عاماً

المصدر: (أ ف ب)
كوكاكولا وهوليوود اخترقتا حصار كوبا طوال 50 عاماً
كوكاكولا وهوليوود اخترقتا حصار كوبا طوال 50 عاماً
A+ A-

لم يحل الحصار المفروض على كوبا منذ العام 1962 دون انتشار مشروبات كوكاكولا الأميركيّة في الجزيرة، إضافة إلى أحدث الإنتاجات الهوليووديّة.


وبدأ الحصار الأميركي للجزيرة الشيوعيّة بعد عشرة أشهر على الاجتياح الأميركي الفاشل لخليج الخنازير في العام 1961، حين قرّر الرئيس جون كينيدي قطع العلاقات التجاريّة مع كوبا. غير أن السياسة الاميركيّة تبدّلت بعد نصف قرن مع الرئيس باراك أوباما الذي قرّر إعادة العلاقات الدبلوماسيّة مع الجزيرة الشيوعيّة، مطالباً برفع الحصار، بعد أن أقرّ بأن "الأعوام الخمسين قد أظهرت أن العزل لم يجد نفعا".


والكونغرس هو الوحيد المخوّل رفع هذا الحصار المشدّد بموجب قانون هيلمز - برتون المعتمد عام 1996، لكن اعتباراً من كانون الثاني سيكون البرلمان الأميركي تحت هيمنة المعارضة الجمهوريّة.
وكلف هذا العزل التّجاري والمالي وفق الحكومة الكوبيّة 100 مليار دولار أقله، وأكد عالم الإقتصاد الكوبي بافيل فيدال أن "المصالحة ستنعكس إيجاباً على الإقتصاد المحلّي، حتى لو استمرّ الحصار"، شارحاً "أنه لم يسمح بعد للشركات الأميركيّة بالإستثمار، وستقوم بذلك مجموعات أخرى تمهيداً لرفع كامل للحصار".


غير أن هذا الحصار المتزامن مع عداء عقائدي وسياسي بين واشنطن والجزيرة الشيوعيّة لم ينعكس على كل نواحي الحياة في كوبا، إذ يصاب الزوّار الاجانب بالدّهشة عندما يجدون مشروبات كوكاكولا الشهيرة في المتاجر الكبيرة والمطاعم والفنادق الكوبيّة. فهذا الزجاجات التي تباع مقابل 1,2 دولار أميركي للقطعة الواحدة، تستورد من بلدان أميركيّة لاتينية. ويتخطى سعرها ضعف أسعار منافسيها المحليين "توكولا" و"تروبيكولا" اللذين يفضلهما الكوبيين لرخص كلفتهما.


وفي المقابل، ما من أدوية من تصنيع الولايات المتحدة في الصيدليات الكوبية، كما يتعذّر الدفع بواسطة بطاقة إئتمانيّة أميركيّة أو أنظمة دفع إلكترونيّة، مثل "باي بال".
ويمنع المسافرون الذين يقصدون الولايات المتحدة من أخذ منتجات كوبيّة معهم، مثل مشروب الرام أو القهوة أو السيجار، إذ تضبطها الجمارك في المطار، كما لو كانت من الممنوعات.
وفي ظل الحصار المفروض، واجهت القنصلية الكوبية في واشنطن صعوبات كثيرة في مواصلة سير أعمالها خلال الأشهر الأخيرة، إذا لم يستقبلها أي مصرف بين زبائنه.


لكن هذا الحصار لم يؤثّر بالطريقة عينها على جميع القطاعات، فبالإضافة إلى المشروبات الغازيّة، يعرض التلفزيون الكوبي أفلاما هوليووديّة صدرت حديثاً عند جارته الشمالية. فقد عرض التلفزيون الحكومي في آذار الماضي فيلم "12 ييرز إي سلايف" بعد خمسة أيام لا غير من فوزه بجائزة "أوسكار" أفضل فيلم، مع الإشارة إلى أنه يحظر على استوديوهات هوليوود، بمقتضى الحصار، بيع حقوق أفلامها في كوبا.
وعلى الرغم من الحصار، تعد الولايات المتحدة، تاسع شريك تجاري لكوبا، بموجب اتفاق أبرم في العام 2001 يسمح بالاتجار ببعض أنواع المنتجات، خصوصاً الغذائيّة منها.


لكن ما من خدمة بريديّة مباشرة بين البلدين اللذين تفصل بينهما 170 كيلومتراً فقط، كما أن الرحلات الجويّة لا يسمح بها إلا "لأسباب إنسانية".
وتعوّل العائلات الكوبيّة، التي يندر أن لا يكون لأحدها ابن او اكثر في الولايات المتحدة، على هذا التقارب الذي من شأنه ان يتيح لهم تلقي التحويلات المالية من ابنائهم.
وبحسب دبلوماسي من احدى دول اميركا اللاتينية فان هذا اسرع ما سيمكن ملاحظته من نتائج التقارب المستجد بين الجارين اللدودين.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم