هل يعود بيار فتوش عن مشروع اقامة مطاحن الاسمنت؟

هل يلاقي رئيس مجلس ادارة "شركة التطوير والتعمير ش.م. ل" بيار فتوش الدعوة الزحلية التي وجهت له، ويعود عن مشروع اقامة مطاحن للاسمنت على اشكاله وانواعه وجبالات باطون في منطقة حوش الامراء، على مدخل مدينة زحلة، ووسط قضاء زحلة؟ دعوة وجهت له من فندق قادري الكبير بزحلة، الذي اجتمع فيه الاخصام والاضداد في السياسة وفي الانتخابات "ضد معمل الاسمنت"، ورفضوا مشروع "تهجير اهالي قضاء زحلة"، واضعين خلافاتهم وتناقضاتهم مع صاحب الدعوة النائب والوزير السابق رئيس "الكتلة الشعبية" الياس سكاف جانباً.
وهل يتجاوب وزير الصناعة حسين الحاج حسن الذي منح الترخيص لمعمل الاسمنت، مع المناشدة التي وجهها إليه النائب عاصم عراجي ممثلا في هذا اللقاء "كتلة المستقبل" النيابية ورئيسها سعد الحريري قائلا له: "قد نختلف في السياسة، لكن في صحة الناس وحياتهم، وفي البيئة يجب ألا نختلف، السهل كله سيتضرر. في البقاع ينتشر سرطان الجهاز الهضمي بشكل كبير بسبب تلوث الليطاني، فكيف اذا اقمنا معملا لطحن الترابة؟ والمطحنة اخطر من المحرقة بسبب الغبار الناتج عنها. واكبر نسبة من سرطان الرئة وامراض الربو موجودة في منطقة شكا لأن هذا الغبار مؤذٍ وتحديدا للجهاز التنفسي".
في كل الأحوال اكد سكاف المضي بالملف القانوني امام مجلس الشورى حتى النهاية. "ليحاسب من اخطأ بحق الناس، فالقوانين تسنّ لحماية الناس". ولا يمانع سكاف ان تطال المحاسبة بلدية زحلة - معلقة "اذا كانت متورطة".
سكاف الذي عدد مخاطر هذا المعمل في الموقع المقرّر له، اكد: "من اليوم الاول اقول الموضوع ليس سياسيا ولا طائفيا ولا مذهبيا ولا حزبيا، والضرر البشري والبيئي لا حدود له ويطال كل بيوتنا".
وتوقف سكاف عند الترخيص الفضفاض لمعمل الاسمنت قائلا: "في الجبل حصلوا على رخصة طار الجبل، الآن عينهم على السهل. اقرأوا الرخصة تفهموا كل شيء". وأورد سلسلة ملاحظات لجهة الترخيص بصورة دائمة للمعمل، مع امكانية اصدار قرارات تكميلية عند الحاجة لاجل تنمية الاستثمار، وشمول الترخيص ما يحد ويجاور المعمل من عقارات.
واستمع بعدها الحضور لشهادة رئيس حماية البيئة في شكا الناشط البيئي بيار ابي شاهين عن الاضرار التي لحقت ببلدته شكا التي كانت تلقب بـ "الوجه الالهي". مناشدا "زحلة ارجوكي لا تنتحري" ومتوجها للزحليين "ما متّوا ما شفتوا مين مات" 66 % من الوفيات في شكا هي جراء مرض السرطان".
ثم فنّد المحاضر الجامعي، العضو في حزب الخضر نزار دندش "التلوث البيئي الشامل في التربة والماء والهواء وعلى التنوع البيولوجي" جراء الجزئيات والغبار والاوكسيد الناتجة عن نشاط معامل الاسمنت، ومضارها على صحة الانسان.
وفي البيئة ايضا تحدث الشيخ نزار ابو خزام عن البيت اللبناني للبيئة متضامنا من الشوف "لان البيئة والاهتمام بها لا يقتصر على حدود منطقة نعيشها، فهو ان بدأ سيمتد حتما علينا". مطلقا صرخة: " حكّموا العقل ولغة الضمير ولا تفرضوا علينا الموت ونحن على قيد الحياة".
كما كانت كلمة للنائب والوزير السابق خليل هراوي توجّه فيها مباشرة الى بيار فتوش وسأله لماذا يستمر بمشروع، خلافا لارادة اهل مدينته زحلة؟
وقد أيّد الوزير السابق سليم جريصاتي، الذي حمل معه "سلاما من الرابية" دعوة هراوي لفتوش بالتراجع عن المشروع. وقد لاقاهم ايضا النائب عراجي بهذه الدعوة.