الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

FOXCATCHER الحقيقة القاتلة

المصدر: "دليل النهار"
جوزفين حبشي
FOXCATCHER الحقيقة القاتلة
FOXCATCHER الحقيقة القاتلة
A+ A-

القصة الحقيقية للثري جون دو بون مدرب فريق فوكسكاتشر للمصارعة اليونانية الرومانية، الذي قتل البطل الاولمبي دايفيد شولتز عام 1996، ورمي في السجن 30 عاماً رغم التقارير الطبية عن إصابته بالفصام وبمرض العظمة.


سواء أكنتم تحبون الرياضة أم لا، لا يمكنكم أن تمروا مرور الكرام بهذه القصة التي يعيد تجسيدها المخرج بينيت ميلر بكامل ابعادها النفسية والاجتماعية من خلال شريط Foxcatcher الذي حمل اليه سعفة افضل مخرج في مهرجان كانّ 2014. شريط يستحيل تصنيفه رياضياً، لأنه مأساة انسانية ومعالجة نفسية تجمّد الدماء في العروق. انها القصة الحقيقية لرجل قد يبدو في الظاهر محسناً وأبا مرشدا للرياضيين، ومتبرعا سخيا من اجل مستقبل هذه الرياضة التي بنى لها معسكر تدريب في مزرعته الشاسعة في بنسلفانيا. اما في الخفاء، فوراء ذلك الرجل يختبئ انسان بغيض ووحيد ومريض نفسياً، يعيش فصاماً، ويعاني جنون العظمة وتسلّط والدته العجوز الثرية (فانيسا ردغراف) التي جعلته يعيش طفولة مختلفة ومنعزلة. يبدأ الشريط مع الاخوين دايفيد (مارك روفالو) ومارك (شانينغ تاتوم) بطلي المصارعة اللذين يستعدان للمشاركة في الالعاب الاولمبية في سيول 1988.


يتلقى هذان الاخوان اتصالاً من رجل لا يعرفانه، هو المدرّب جون دوبون (ستيف كاريل) الثري الذي يعرض عليهما الانضمام الى معسكره الخاص فوكسكاتشر. دايفيد يرفض، اما مارك فيجدها فرصة للابتعاد عن وهج شقيقه وتحقيق النجاح بمفرده. وهكذا ينتقل مارك الى مزرعة دوبون حيث يرافق نور الشمس معظم لقطاته كدلالة على الامل الجديد الذي استيقظ في داخله، وخصوصاً مع علاقة الابوة مع دوبون، رغم ان المخرج يتركها ملتبسة ولا توحي الثقة، إذ سرعان ما يكتشف مارك ان دوبون ليس والداً حنوناً، فيتراجع أداؤه. وما يزيد الطين بلة اصرار دوبون على الاستعانة بدايفيد الذي ينضم الى المعسكر ويكتشف حقيقة دوبون.


حقيقة تكلفه حياته... الفيلم يجمد الدماء في العروق من خلال اخراج متقن في التصاقه بالشخصيات الى درجة الاختناق، ورفضه استخدام الموسيقى مفضلاً وصلات طويلة من الصمت المطبق نجحت في خلق مناخ موتر يوحي الاضطراب النفسي ويمهد تدريجاً للمأساة الختامية. ايضاً يتميّز المخرج ميلر ببراعته في ادارة الممثلين، فنجوم العمل الثلاثة قدموا اداءات مؤثرة، من خلال سيناريو ذكي (من اعداد دان فوترمان و إي.ماكس فراي) ترك لكل شخصية المساحة الكاملة لتتطوّر وتظهر وضعها النفسي وخلفيتها. ستيف كاريل فائز بالاوسكار عن تقمصه تلك الشخصية المعقدة والمركبة، وخصوصاً اننا لم نعتدها في اداءاته الكوميدية السابقة، باستثناء ملامح انهيار في Little Miss Sunshine. كاريل لم يتألق بتجسيد الشخصية نفسياً فحسب، بل بالحركة والشكل، وخصوصاً ان من الصعب التعرف الى ملامحه بأنفه الاصطناعي. بدوره شانينغ تاتوم يقدم اخيراً دوراً يظهر قدراته التمثيلية بعيداً عن وسامته وبنيته الجسدية، تماماً مثل شخصية مارك الذي يجد اخيراً فرصة لاظهار قدراته بعيداً عن وهج شقيقه. أما مارك روفالو فمقنع بشخصية الاخ والاب المحب والحاضر دائماً لمساندة عائلته وشقيقه الاصغر، والذي يتميّز بتفانيه وصدقه، ومن اقوى مشاهد الفيلم اضطراره مكرهاً الى المشاركة في شريط وثائقي عن دوبون، وتقديم شهادة يعتبره فيها مرشده. مشهد مفصلي كان المسبب الرئيسي للفاجعة الختامية.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم