الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"فيتامين" حبة ضحك مع آثار جانبية

المصدر: "دليل النهار"
جوزفين حبشي
"فيتامين" حبة ضحك مع آثار جانبية
"فيتامين" حبة ضحك مع آثار جانبية
A+ A-

ثلاث شابات قرويات، المشاغبة زوزو (ماغي بو غصن) واخت الرجال رافعة (مي سحّاب) والشقراء الغبية اسعاف (فرح بيطار) يحلمن بالانطلاق خارج قريتهن التي باتت قاحلة بسبب قرار الدولة منع زراعة الحشيش. لذلك يقررن الاستيلاء على شاحنة تمرّ أسبوعياً في القرية، ظناً منهن انها تحوي مالاً.
لكن مفاجأة تكون في انتظارهن مع حمولة من الفيتامينات الزرقاء المنشطة جنسياً تقلب الأحداث والقرية وحياتهن كلياً، وخصوصاً بعدما تذوب في ماء البئر التي يشرب منها الجميع. ويصل الى البلدة التحريان (كارلوس عازار وفؤاد يمين) للبحث عن سارق الشاحنة التي تخص مافيوزو (بيار جماجيان) وزوجته(شكران مرتجى)... قسم كبير من الشعب اللبناني المحتاج "حبة" ترفيه عن نفسه من دون "وجعة راس"، من المتوقع أن يستمتع مع "فيتامين" الشريط الكوميدي الترفيهي الشعبي الخفيف لرباعي فيلم "بيبي" (المنتج وصاحب الفكرة جمال سنان (ايغل فيلم) والمخرج ايلي ف. حبيب وكاتبة السيناريو كلود صليبا والممثلة ماغي بو غصن) الذين لم يبخلوا عليه بالفيتامينات المادية بغية انجاحه، مثل الكاستينغ الناجح ومواقع التصوير في ديكورات طبيعة قروية جميلة(السهل والجرود والبلدة). هدفهم ناجح تجارياً، والجمهور العريض سيتسلى ويضحك مع اجواء ريفية احتفالية مليئة بالضحك والرومانسية والموسيقى والغناء (من اجمل محطات الفيلم أغنية "كنت بفكر" من كلمات الفنان الشامل مروان خوري وألحانه وغناء ماغي بو غصن).


اما من الناحية الفنية، ففيتامينات الفيلم تركت بعض الآثار الجانبية المضرة. نبدأ بالحبكة البسيطة والفانتيزية نوعاً ما، التي رغم احتوائها كليشيهات وعظية عن الارض واهمية التمسك بها، إلا انها في المطلق لا تقبض نفسها بجدية، ومن هنا يمكن التغاضي عن كثير من المحطات غير المقنعة وغير المنطقية في القصة. لكن التطويل وتكرار كثير من المشاهد (مثلاً رقص المسنين في ملهى القرية وغيرها) لا يمكن التغاضي عنهما، لأنهما أضعفا الايقاع، وكان يمكن بسهولة الاستغناء عن بعض ما فيهما لشدشدة القصة. طبعاً الفكاهة حاضرة من خلال سلسلة مشاهد بعضها غير متوقع ومضحك من دون افتعال، وبعضها الآخر هزلي ومفتعل وكاريكاتوري بشكل مبالغ (خصوصاً الثنائي بيار جماجيان وشكران مرتجى). تبقى حبة الفياغرا الاساسية التي "تشدّ حيل" الفيلم، هي مجموعة الممثلين الجيدين في ادوار اولى وثانية (مثل ختام اللحام، كارلا بطرس، مي سحّاب، سعد القادري وفرح بيطار). الثنائي ماغي بو غصن وكارلوس عازار الذي اثبت نجاحه سابقاً، لا يزال متناغماً، وقد تألقت ماغي بعفويتها وقدرتها على الاقناع في المحطات الكوميدية والرومانسية والدرامية في الشريط، ويؤخذ عليها عدم التزامها دائماً اللهجة القروية. ايضاً محط كلامها "رح جووون" كان مضحكاً الى حين اصبح مبالغاً ومكرراً فزال مفعوله الطريف. كارلوس عازار طبيعي وملائم لشخصية تشبهه ولم يكسر من خلالها صورته المعتادة.


اما الادوار الثانية فمعظمها "ديناميتية" وملونة وقد أغنت الحبكة وفجرتها بالطرافة وخصوصاً الثنائي فؤاد يمين وفرح بيطار الظريفين والمشرقطين معاً، وطبعاً حافظ يمّين على شخصيته المعتادة في الاعلانات وبرنامجه CHI NN، وهي صورة محببة الى الجمهور وقد استغلها الفيلم ليضمن ورقة رابحة بالتأكيد. بدورها مي سحّاب لافتة في تركيبها شخصية رافعة المسترجلة التي ترفع الفيلم بادائها القروي ولهجتها التي لم تفلت منها مطلقاً.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم