الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

قراءة متأنيّة لإطلالة الحريري

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

الإطلالة التلفزيونية الناجحة للرئيس سعد الحريري جاءت في التوقيت المناسب، وتطرّقت بدقّة وصراحة إلى القضايا الأساسيّة التي تشلُّ الدولة والمؤسّسات ودورة الحياة، وتعرِّض لبنان لمسلسل من المخاطر والتهديدات.


والاستحقاق الرئاسي، أو الفراغ الرئاسي، في مقدَّم الهموم التي باتت تحتاج بمجملها إلى حوار صادق وجدّي مع "حزب الله" وعلى أسس واضحة وثابتة، توفّر بدورها الأجواء المناسبة والمناخ السياسي البعيد من المناورات، والالتفافات، والتعقيدات.
واقتناعاً منه بأن لا حلول ولا مخارج ولا علاج للواقع الراهن إلا عبْر التحاور والتفاهم والانفتاح بصدق واقتناع على الآخر، وعلى معالجة الأزمات وفق روزنامة تقدِّم الأهمّ على المهمّ، وتبدأ من الرأس ومن الرئيس، حيث لا مفرّ من التوافق على رئيس للجمهورية يجمع ولا يُفرِّق. ويستقبله اللبنانيون بالترحيب.
ولربّما سلكت التطوّرات والإيجابيّات طريق الحلول المرضية للجميع قبل نهاية السنة الجارية، فيكون ختام هذه الجلجلة مسكاً، فيستقبل الناس، كل الناس، أعياد الميلاد ورأس السنة بشيء من الفرح الذي غادر حياتهم منذ غادر الاستقرار لبنانهم.
لقد بدا واضحاً أن الرئيس الحريري يرغب في مخاطبة كل اللبنانيّين بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم. وكل السياسيّين. وكل المرجعيّات المعنية بالوضع المتردّي الذي لم يعد بعيداً من شفير الهاوية. ومن باب المصارحة والتأكيد أنه لا بدّ من الانفتاح في الدرجة الأولى. لا بدّ من الحوار البنّاء، الحوار الهادف إلى تصحيح الأخطاء وتصويب التوجّهات. لا بدّ من تقديم مصلحة البلد الذي فرّخ العشب على مدخل قصر الرئاسة فيه على كل ما عداها من مصالح. لا بدّ من الشجاعة في مواجهة الواقع والإقدام على خطوات قد تحتاج إلى بعض التضحيات. وربما إلى المزيد منها.
انطلاقاً من هذه الثوابت والمبادئ، أعلن الحريري على الملأ ما يتوخّاه اليوم: أنا مع الحوار، ولكن ليس لمجرّد الحوار. أنا مع حوار جدّي يصبّ في مصلحة الوطن المثقل بالأزمات والخيبات والهموم. أنا جدّي بطروحاتي، أريد انتخاب رئيس للجمهورية، وإجراء انتخابات نيابيّة. وأريد أن ينهض البلد والاقتصاد.
من مجمل الأفكار والاقتراحات التي أعلنها، خلال المصارحة والمكاشفة المتلفزتين، يسهل الاستنتاج أن رئيس "تيار المستقبل" يحثّ الجميع على التعاون لإنقاذ لبنان من الدوامة العبثيّة التي يغرق في لجّتها.
لذا تجده يعود دائماً إلى التشديد على أنه يريد أن يكون هناك حوار مع الحزب، إنما يريده جدّياً ومبنيّاً على تطلّعات إنقاذيّة وإصلاحيّة: إن إحدى أهم وظائف الحوار هي احتواء الاحتقان السنّي - الشيعي. وما دام لا توافق على ميشال عون وسمير جعجع، فلنذهب إلى رئيس توافقي.
إطلالة سعد الحريري في هذه الفترة الحرجة تحمل الى اللبنانيّين هدايا متعدّدة، ستُفتح حين تُفتح أبواب الحوار.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم