الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

معاذ الخطيب لـ"النهار": لا أؤمن بـ"الائتلاف" والروس غير متمسكين بالأسد

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

استطاعت موسكو أن تعوّم رئيس الائتلاف السوري السابق معاذ الخطيب بعدما خرج من اللعبة السياسية الدولية باستقالته من رئاسة الائتلاف، وعودته إلى الكواليس السورية. "هل ستشرق شمس سوريا من موسكو؟" عنوان مقال نشره الخطيب على "فايسبوك"، كان كافيا ليشغل المجتمع الدولي والرأي العام السوري في شأن نوايا روسيا من دعوة الخطيب إليها، في ظلّ وجود "الائتلاف" برئاسة هادي البحرة، الممثل الشرعي للشعب السوري باعتراف دول عدة.
لم يستطع "الائتلاف" منذ نشأته في تشرين الثاني العام 2012 أن يحقّق آمال السوريين. ولم يأخذ الخطيب الإذن منه، بل شكّل وفدًا من ضباط وسياسيين سوريين معارضين، واتجه نحو موسكو في الشهر نفسه الذي تأسس فيه الائتلاف، حيث التقى مسؤولين روساً وبينهم وزير الخارجية سيرغي لافروف، ووفق مقال الخطيب فإن روسيا كشفت عن نيتها عقد مؤتمر يضمّ بعض الشخصيات من المعارضة السورية لفتح نوافذ حلٍّ سياسي تفاوضي جديد، دعا الخطيب إلى تسميته بـ" جنيف 3".
وتتجه الأنظار نحو موسكو مجدداً اليوم، حيث يجول وزير الخارجية السوري وليد المعلم على المسؤولين. ورغم التأكيدات بأن روسيا طرحت فكرة "جنيف 3" على المعلم، فقد أعلن لافروف بوضوح، رفضه فكرة تنظيم مؤتمر دولي واسع النطاق، على نمط مؤتمرات جنيف، في شأن التسوية بسوريا. وأعلن دعم مبادرة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دو ميستورا، للتقدم تدريجاً نحو تسوية الأزمة في البلاد من طريق "تجميد القتال" في مناطق منفردة. وكان الطرح الأول تجميد القتال في حلب.



لا اتصالات جديدة
وفي ضوء ذلك، أكّد معاذ الخطيب لـ"النهار" أن "لا اتصالات جديدة بينه وبين موسكو بعد زيارته الأخيرة"، مبرراً ذلك بأن "جملة من المشاورات الدولية ستحصل قبل وضوح أي مسار سياسي، وهذا قد يأخذ بعض الوقت".
ولم يذكر الخطيب أيّ علاقة بين زيارته وزيارة المعلم إلى موسكو، لكنه يعتقد أن "الروس سيخبرون وفد النظام بمجريات زيارتنا". وهو يشدّد على "عدم إمكان الوصول الى عملية سياسية من دون تفهم كل طرف لمنطلقات الطرف الآخر".



لا نقف في وجه "الائتلاف"
"الائتلاف السوري" يرفض مبادرة الخطيب ويعتبرها فردية، وإذ كان مدير المكتب الإعلامي لـ"الائتلاف" خالد الصالح قال لـ"النهار" في وقت سابق إن "الاتجاه نحو موسكو بالنسبة لي خطأ كبير، خصوصا اذا كان من دون التنسيق مع قيادات المعارضة"، فهو لا يرفض موسكو التي زارها سابقاً رئيس "الائتلاف" السابق أحمد الجربا، لكن برأيه" لا بدّ من التشاور أولاً لأن هناك خطأ في الانفراد بالزيارة كأن هناك فريقًا ثالثًا ليس محسوباً على المعارضة او على النظام، أو كأنّه جهة تعتبر نفسها وسيطاً أو رقيب سلام ".
فهل تنهي الزيارة عمل "الائتلاف" كممثل شرعي؟ يجيب الخطيب: "الائتلاف هو الذي يقرر مصيره، ونحن لا نقف في وجهه، ولا نؤمن به، ومن حقّ السوريين ونحن منهم، أن يسعوا إلى مصلحة بلادهم في ظل الانسداد السياسي الدولي".



تجميد القتال حلٌّ جزئي
لا يختلف اثنان على أن "جنيف 1" هو الحلّ الرئيسي لأيّ حلٍّ سياسي في سوريا، إلا ان العقدة فيه تتعلق بمصير الرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا، فما رؤية روسيا؟ يذكّر الخطيب أن "موقف روسيا المعلن، والذي كرّروه أمام العديد من الوفود أنهم غير متمسّكين برئيس النظام، وواجبنا هو الدفع في هذا الاتجاه وتوفير كل الظروف لتحقيقه. وما ذكره الروس انهم لا يرغبون بانهيار بنية الدولة، فهذا امر نتقاطع معهم فيه". ويعتبر أن مبادرة تجميد القتال في حلب "حلّ جزئي"، ويخشى ان "تُستثمر باستغلال حاجة الناس الى الطعام والوقود"، مشدّداً على ان "الحلّ الشامل هو الأضمن لمصالح السوريين".



لا نوافق على أفكار "النصرة"، و"داعش" ستنتهي
هل تعتبر أن "جبهة النصرة" إرهابية؟ يرد: "لا نوافق على أفكار "النصرة"، وارتباطهم بالقاعدة سبّب الأذى للثورة السورية، وفي الوقت نفسه ندافع عنهم كسوريين في وجه الظلم، وليس لأننا نؤمن بما يفعلون، وشخصياً لا تهمني التصنيفات، السوريون هم الذين يجب أن يقرروا من يقبلون ومن يرفضون".
ينشغل العالم اليوم واصدقاء سوريا بالقضاء على الإرهاب خصوصًا المتمثل بتنظيم "الدولة الاسلامية" التي يعتبرها الخطيب "صنيعة الظلم الدولي والاقليمي وهي رد عليه، وتدخلت فيها أصابع كثيرة"، فهل ستنتهي هذه الظاهرة؟ يجيب: "الأفكار "القروسطية" لا تعيش كثيراً ولكنها تسبب إرهاقاً للمجتمعات، وستنتهي عاجلاً أم آجلاً".
[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم