الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"حزب الله" يحرج الحكومة بتحرير أسيره وأهالي العسكريين غاضبون

محمد نمر
A+ A-

أثبت "حزب الله" صحة كلام أمينه العام السيد حسن نصر الله في شأن عدم معارضته التفاوض مع الخاطفين على الاسرى العسكريين تحت مقولة "نحن شعب لا نترك اسرانا في السجون"، عبر اعلانه تحرير أحد عناصره المدعو عماد لبنان عياد مقابل اطلاق سراح عنصرين من "المسلحين" بحسب بيانه الرسمي، وذلك بعد نحو شهر ونصف على أسره من موقع "الفوزديكا" في عسال الورد من "الجيش الحر"، محرجاً بذلك الحكومة التي لم تستطع ان تحرر اياً من المخطوفين العسكريين لدى "جبهة النصرة" و"الدولة الاسلامية" بعد نحو 4 اشهر من معارك عرسال.


عائلة عياد لم تنم في الخيم على أرصفة الشوارع وسط موجات الصقيع من اجل الافراج عن ابنها، ولم تقطع الطرق بالاطارات المشتعلة، ولم يهدد ابنها بالذبح، بل سارعت إلى اعتباره شهيداً منذ اليوم الاول. كما حافظ "حزب الله" على صمته طوال فترة الأسر وعلى سرية المفاوضات التي يجريها، رغم احساس جهات عدة بأن الأخير يفاوض وأنها ليست المرة الأولى التي يتواصل معهم بل سبق وبادل بموقوفين لديه مقابل الحصول على جثث عناصره، ولم يكن يكشف عنها، واليوم اراد ذلك بهدف التغطية على خسارة بريتال.



البيان الرسمي لـ"حزب الله" لم يذكر هوية المسلحيْن الذين أطلقهما مقابل عياد، فسارعت وسائل إعلامية إلى اعتبارهما من "النصرة" فيما أخرى قالت انهما من "الجيش السوري الحر"، كما أن الأولى لم تصدر اي بيان عبر حسابها على "تويتر" (مراسل القلمون)، واكدت مصادر سورية لـ"النهار" أن الأسيرين من "الحر"، خصوصاً أنه كان معروفاً أن عياد كان بقبضة "تجمع القلمون الغربي" التابع لـ"الجيش الحر"، يقوده العقيد عبد الله الرفاعي الذي أوقف منذ فترة برفقة لبناني خلال محاولتهما الخروج من عرسال في اتجاه الجرود وأعلن منذ أيام قرار القضاء اخلاء سبيله وتسليمه إلى الأمن العام. ما يطرح اسئلة عدة: هل هناك علاقة بين خروج الرفاعي واطلاق سراح عياد؟ وماذا عن اللبناني من آل الحجيري الذي كان مكلفاً التفاوض على عياد وأوقف مع الرفاعي؟ وهل اقتصر الأمر على اطلاق سراح عنصريْن فقط مقابل هذا الكنز الثمين بالنسبة إلى المعارضة؟ خصوصاً ان "الجيش الحر" كان طالب بفتح ممرات آمنة بين عرسال والجرود كبادرة حسن نية تجاه التفاوض!


العرقلة لدى الخاطفين
آخر المعطيات في شأن المفاوضات على أبناء الدولة بحسب مصدر نيابي مطلع على الملف ان الحكومة تنتظر لوائح بأسماء الأشخاص المفترض مبادلتهم، وانها أبلغت الموفد القطري بموافقتها على مبدأ المقايضة بحسب البند الثالث الذي طرحته "النصرة" ويقوم على الافراج عن 5 سجناء في لبنان و50 سجينة من سجون النظام السوري مقابل كل عسكري. وتعتبر ان بعد مبادرة "حزب الله" الى الاعلان عن عملية التبادل التي أجراها لا يجب أن يبقى طرف في الخندق الرافض مبدأ المقايضة.
وأشارت إلى أن الحكومة تنتظر من الخاطفين لوائح بأسماء الموقوفين المفترض مبادلتهم، خصوصاً السجينات في سوريا، لافتة إلى حصول اتصالات مع سوريا بطريقة ما في شأن الملف. وأكدت أن "لا عرقلة من جهة الحكومة تجاه الملف والموفد القطري لم يحصل حتى اليوم على إجابة جديّة من النصرة و"داعش" ازاء لوائح السماء". كما كشف شقيق أحد المخطوفين لدى "داعش" ان التنظيم الأخير يطالب فقط بالمقايضة على 5 موقوفين مقابل كل عسكري.


هيئة العلماء: خبر رائع
رغم خروجها من التفاوض في الملف، إلا أن "هيئة العلماء المسلمين" تلقت خبر تحرير أسير "حزب الله" بالترحيب، ويصفه عضو الهيئة الشيخ عدنان امامة بـ"الممتاز والرائع"، متمنياً ان يسير النهج نفسه في موضوع العسكريين، ويبرر استطاعة الحزب تحرير اسيره بعكس الدولة اللبنانية بأن "حزب الله لديه رأس واحد يعمل لمصلحة عناصره، فيما حكومتنا لها رؤوس عدّة لا تتفق على تحرير العسكريين، وإذا كان الطرف المعرقل لاتمام سراح العسكريين هو الحزب كما يقال فبات بامكاننا القول انه مثلما يصح للحزب أن يفاوض ويبادل بالأسرى فيصح للدولة ان تفعل الفعل نفسه".
وأعاد سبب اطلاق سراح أسيرين فقط مقابل عياد، في الوقت الذي يطالب "النصرة" بخمسة بالقول: "في سياق التحليل، فبالنسبة إلى النصرة هناك معارك متواصلة بينها وبين الحزب وتعتبر انها تستطيع أسر آخرين لأن المعارك مستمرة، فيما بالنسبة إلى الجيش اللبناني فإن النصرة والدولة الاسلامية اعترفا انهما ارتكبا الخطأ في الاشتباك معه وبالتالي ليس هناك فرصة أخرى لتحرير الموقفين الاسلاميين إلا بهذه الصفقة".


أهالي المخطوفين: شو هالمسخرة؟
تلقى أهالي المخطوفين العسكريين الخبر كالصاعقة بألم وحسرة، ويقول نظام مغيط شقيق الجندي المخطوف لدى "داعش" ابرهيم مغيط: "تلقينا الخبر بأسف ولوعة وحسرة وغضب على هذه الدولة المقصرة وعلى الوزراء والحكومة المشلولة وغدأ سيكون لنا يوم غضب"، ويضيف: "للاسف ما عنا دولة"، متسائلاً: "طالما ليس هناك من عرقلة في ملف المفاوضات كما يقول رئيس الحكومة، فلماذا أخرج حزب الله أسيره خلال اسابيع ونحن منذ 4 اشهر في الشوارع وأولادنا في الجرود حالتهم تبكي الحجر". ونقل مغيط لـ"النهار" آخر ما وصله من تطورات بأن "المفاوضات جامدة وليست متوقفة نهائياً، وهناك تبادل مطالب ووثائثق، بعدما تم التوافق على البند الثالث الذي يعني 5 موقوفين من لبنان و50 سجينة من سوريا مقابل كل عسكري، فيما الدولة الاسلامية تطالب بخمسة موقوفين مقابل كل عسكري فقط".
الخبر كان "صادماً" بالنسبة إلى حسين يوسف والد المخطوف الجندي محمد، ويقول: "تأثرنا بالخبر كثيراً، لأن المخطوفين أبناء هذه الدولة وأبناء المؤسسة العسكرية، وللأسف أخرج حزب الله أسيره فيما دولتنا يتجاذب أطرافها أحدهم مع الآخر ولم تستطع تحرير أي أحد... شو هالمسخرة؟". وفي شأن اتهامات سابقة لـ"حزب الله" بعرقلة الملف، يشدد على ان "الأهالي يعتبرون انه طالما حزب الله يقصف المنطقة التي يتواجد فيها العسكريون فهو يشكل خطورة على حياة ابنائنا ويعرقل الافراج عنهم".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم