الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

أفغانستان في حداد

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

كانت عائلات ضحايا الهجوم الانتحاري الاكثر دموية منذ ثلاث سنوات في افغانستان والذي اودى بحياة 57 شخصا اثناء مباراة لكرة الطائرة مساء أمس، تبكي اليوم ضحاياها، فيما نقل بعض الجرحى على عجل الى العاصمة كابول.


ووقع التفجير الانتحاري الذي اسفر عن مقتل 57 شخصا واصابة نحو ستين اخرين بجروح بحسب حصيلة جديدة، في منطقة نائية بولاية بكتيكا (جنوب شرق) قرب الحدود مع باكستان.


وهذه المنطقة تعد المعقل الرئيسي لشبكة "حقاني" وهي فرع من حركة طالبان الافغانية يرفض في الوقت الحاضر التفاوض مع الحكومة من اجل ارساء السلام في البلاد.


ولم تتبن طالبان الهجوم، لكن وكالة الاستخبارات الافغانية اتهمت شبكة "حقاني" بالوقوف خلف العملية الانتحارية التي استهدفت مباراة كرة الطائرة اليوم. 


وقال حسيب صديقي المتحدث باسم المديرية الوطنية للامن: "لدينا ادلة تشير الى ان شبكة حقاني تقف خلف الهجوم في بكتيكا" مضيفا "سنكشف المزيد من المعلومات قريبا".


ويأتي الهجوم في وقت تستعد فيه قوة حلف شمال الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة والتي تعتبر الداعم العسكري الرئيسي لكابول لسحب معظم جنودها من البلاد.


وروى شاهد عيان يدعى خوشال (25 عاما) ان الانتحاري وصل على دراجة نارية الى مباراة كرة الطائرة، الرياضة الشعبية لدى الشبان الافغان، ونزل من دراجته ثم فجر نفسه.


وقال سلام خان (19 عاما) الذي نقل على عجل الى مستشفى عسكري في كابول لاصابته بجروح في ساقه اليمنى وصدره، متحدثا لفرانس برس ، "ان المباراة كانت على وشك الانتهاء عندما سمعت دوي انفجار هائل".


واضاف "صرخت +النجدة+. وكانت جثة ضابط في الجيش ممددة بالقرب مني. وكان قادة وشرطيون يشاهدون ايضا المباراة. فرأيت بعضا منهم قتلى وجرحى". واكد المتحدث باسم وزارة الداخلية الافغانية نجيب دنيش مقتل اربعة شرطيين.


وهذا الهجوم الدامي على مدنيين يظهر حجم المهمة التي تنتظر الرئيس الجديد اشرف غني الذي اعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية في ايلول، والمفترض ان تتولى القوات الحكومية في عهده اعتبارا من كانون الثاني مهمة الدفاع لوحدها عن البلاد في وجه طالبان والمجموعات المتمردة الاخرى.
وفي العام 2015 سيحل 12500 جندي اجنبي معظمهم من الاميركيين في مهمة مساعدة وتدريب، مكان قوة حلف شمال الاطلسي في افغانستان (ايساف) المنتشرة منذ اواخر 2001 والتي تجاوز عديدها 140 الفا في اوج انتشارها في هذا البلد.


ونفذ هجوم امس في اليوم عينه الذي وافق فيه مجلس النواب الافغاني على الاتفاق الذي ينظم بقاء هذه القوة الاجنبية، وبعيد كشف صحيفة نيويورك تايمز معلومات تفيد ان الرئيس الاميركي باراك اوباما مدد المهمة القتالية للجنود الاميركيين الباقين في افغانستان ما يسمح لهم بمواصلة محاربة المتمردين مباشرة في حال اي تهديدات، بما في ذلك تقديم مساندة جوية بالطائرات الحربية وطائرات من دون طيار.
واسرع الرئيس غني امس لزيارة نحو خمسين جريحا نقلوا على عجل الى مستشفى عسكري في العاصمة كابول. وعبر غني الذي يأخذ عليه طالبان بانه اعطى موافقته لبقاء قوة اجنبية في افغانستان، عن ادانته الشديدة للاعتداء "اللانساني والمخالف للاسلام"، مضيفا "ان هذا النوع من القتل الوحشي لمدنيين لا يمكن تبريره".


كما دان الهجوم رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الذي استقبل غني الاسبوع الماضي في اسلام اباد على امل توطيد العلاقات بين البلدين الجارين اللذين يتبادلان الاتهامات منذ سنوات بدعم مجموعات المتمردين على جانبي حدودهما الطويلة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم