الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

مفاوضات فيينا دون التوصّل إلى اتفاق شامل والوزراء يبحثون في مخرَج لتمديد الحوار

موسى عاصي
A+ A-

اذا لم تحصل معجزة خلال الساعات الباقية من عمر الاتفاق المرحلي المسمى اتفاق جنيف، فإن وزراء الخارجية لمجموعة 5+1 - ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لن يجدوا أمامهم سوى الخروج من هذه المفاوضات بتفاهم يمدد العملية التفاوضية من غير ان يكون ذلك رسمياً تمديداً للمفاوضات، وجل ما يمكن الخروج به بعد تعذر التوصل الى الاتفاق المنشود توافق "غير مكتوب" استناداً الى الاوساط الايرانية يتضمن اتفاق الاطراف على بعض الخطوات للأشهر المقبلة، وفي احسن الاحوال "تفاهم سياسي" كما يطالب الايرانيون يحمل كل البنود، تلك التي أًحرز فيها بعض التقدم، وكذلك ما بقي حولها من فجوات عميقة.
ووصل الى فيينا مساء أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "لانقاذ المفاوضات" على حد قول الاوساط الروسية، وباشر لقاءاته مع ظريف قبل لقاء ثنائي مع نظيره الاميركي جون كيري. ولاحقا اجتمع لافروف وكيري والممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية السابقة كاترين أشتون الى الوزيرين الالماني فرانك - فالتر شتاينماير والفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند الى مائدة عشاء لتنسيق المواقف. ومن المقرر ان يصل صباح اليوم وزير خارجية الصين يانغ يي الى فيينا للانضمام الى المفاوضات.
ويرفض الايرانيون، الذين اصيبوا بخيبة أمل جراء عدم احراز تقدم يؤدي الى اتفاق نهائي، تمديد المفاوضات تبعاً لاتفاق جنيف، أي "الدخول مجدداً في جولات كالتي حصلت خلال السنة المنصرمة من المفاوضات". وتفضل طهران ان تخرج العملية التفاوضية بتفاهم يتضمن مشروع الاتفاق العام ويحدد فترة زمنية لا تتعدى الشهرين من أجل حل الخلافات التقنية المتعلقة تحديداً برفع الحظر الاقتصادي المفروض على ايران، وما يختص بالبند المتعلق بعملية تخصيب الأورانيوم ومصير منشأة "أراك" التي تعمل على الماء الثقيل وكيفية تحويلها الى منشأة تعمل على الماء الخفيف "من أجل طمأنة الغرب الى عدم نية ايران انتاج قنبلة نووية".
أما الفريق الغربي، فيرى أن الخلافات لا تزال كبيرة بين الطرفين، ويشجع على تمديد جديد لستة أشهر أو سنة للعملية التفاوضية من أجل تسوية كل الخلافات. وفي وقت متقدم من ليل السبت - الاحد، أبلغت اوساط اوروبية مشاركة في المفاوضات الصحافيين في فيينا "أن المفاوضات لم تتقدم ولا في أي ملف، وأن الايرانيين يريدون رفع كامل العقوبات ولا يريدون تقديم أي تنازل في برنامجهم النووي"، مما فسره الايرانيون بوجود خلافات داخل المجموعة السداسية على أساس أن - كيري صرح قبل لقائه وزير الخارجية الالماني مساء السبت "أن بعض التقدم حصل في هذه المفاوضات على رغم وجود فجوات عميقة".
وبعد ظهر أمس حطت طائرة وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في مطار فيينا وانتقل كيري الى المطار لاطلاعه على تطورات المفاوضات داخل الطائرة السعودية.
وفي المقابل، قام - وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله الموجود في فيينا منذبضعة أيام باتصالات مكوكية بين الوزيرين الايراني والاميركي من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين.
ومنذ وصول - كيري الى فيينا انحصر النقاش تقريباً مع نظيره الايراني في نقطتين اساسيتين مرتبطتين بالبند المتعلق برفع الحظر الاقتصادي عن ايران، الاولى تتعلق بالعقوبات التي فرضها مجلس الامن بموجب القرار الرقم 1929 الذي اعتمد في حزيران 2010 وهو يتضمن كل العقوبات الاقتصادية من تصدير النفط الى تحويل الاموال والمعاملات المصرفية واستيراد المواد الحساسة المتعلقة بالبرنامج النووي وأيضاً حظر التبادل الاقتصادي مع ايران. وتتعلق النقطة الثانية برفع الحظر الذي فرضه الكونغرس الاميركي، وتتضمن العقوبات ذاتها المشمولة بالقرار الرقم 1929، لكنها محصورة طبعاً بالعلاقات والتبادل الاقتصادي بين ايران والولايات المتحدة.
ويربط الفريق الاميركي رفع الحظر الدولي عن ايران بفترة زمنية قد تصل الى سنتين اعتبارا من تاريخ توقيع الاتفاق النهائي، من أجل التأكد من أن ايران "تحترم التزاماتها في مسألة تخصيب الأورانيوم والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالكشف على كل المنشآت الايرانية بما فيها المنشآت التي تشك الوكالة الدولية في احتوائها على مواد نووية.
وفي ظل الحديث عن التوصل الى توافق مبدئي على عقدة التخصيب وعدد أجهزة الطرد المركزي، وتسريب جهة اوروبية فاعلة في المفاوضات أن "أراك" لم يعد مشكلة كبيرة، لا يمكن هذا التوافق أن يكتب له النجاح في حال عدم التوصل الى اتفاق على رفع العقوبات لأن هدف الايرانيين اعطاء تنازلات نووية باليمين كي تأخذ باليسار رفعاً للحصار الاقتصادي عنها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم