الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

المعارضون السوريون على الـ"فايسبوك"

المصدر: http://newspaper.annahar.com/article/191692-%D8%B1%D8%A3%D9%8A--%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D9%8A%D8%B3%D8%A8%D9%88%D9%83
A+ A-

وفرت صفحات الـ"فايسبوك" فرصة جيدة لرؤية خطوط الانقسام الناعمة، التي تطورت دائماً في اتجاه الخشونة، بين ناشطي المعارضة السورية الـ"فايسبوكيين" غير الإسلاميين، وفرصة لمتابعة الارتكاسات المتبادلة بين هؤلاء الناشطين خلال زمن الثورة. كانت صفحات الـ"فايسبوك" خلال ما يقارب من أربع سنوات على انطلاق الثورة السورية "ساحة" صراع أيضاً، لها أسلحتها الخاصة وجنرالاتها وجنودها، وأحياناً انتحاريوها. مع مرور الزمن الذي حمل في غضونه مسيرة التحول العسكري، ثم مسيرة سيطرة الإسلام السياسي، فسيطرة الإسلام السياسي الجهادي و"القاعدي"، في سياق ابتعد بالثورة السورية عن معناها وعمقها التحرري، كان الـ"فايسبوك" مرآة للتشتت والتشنج والاتهامات والأفكار الجحيمية وصولاً إلى التخوين المتبادل بين مَن يفترض أنهم على ضفة واحدة، الأمر الذي لم نلحظه على ضفة الموالاة. ففي حين مثّل التحول الإسلامي المتزايد وصولاً إلى "داعش" وفظائعها، عاملاً في رصّ الصف الموالي، لم تشكّل فظائع النظام وقمعه المعمم واستهدافه كل الطيف المعارض، السلمي منه قبل المسلح، عامل توحيد ورصّ صفوف على ضفة المعارضة التي تبارى أفرادها في أكل لحم بعضهم البعض نيئاً على صفحات الـ"فايسبوك". حتى يمكن المرء أن يشك في أن نشطاء المعارضة الـ"فايسبوكيين" هؤلاء استهلكوا من الطاقة في معاركهم البينية "غير الفكرية"، ما لا يقل عما استهلكوا في معركتهم الـ"فايسبوكية" مع النظام. لماذا تفجرت كل هذه الحساسية بين المعارضين الـ"فايسبوكيين" ولم تتفجر بين الموالين؟ سؤال يحتاج إلى بحث، وربما يكمن الجواب، مبدئياً، في وجود مركز مستقر للمؤيدين هو هرمية النظام، وغيابه لدى المعارضة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم