الأربعاء - 17 نيسان 2024

إعلان

المفاوضات النووية تدخل مرحلة حاسمة\r\nوالدول الست تكثف ضغوطها على ايران

A+ A-

في وقت دخلت المفاوضات في فيينا مرحلة حاسمة، تعتزم القوى العالمية الست الضغط على إيران كي تتوقف عن عرقلة تحقيق تجريه الأمم المتحدة في شأن أبحاث تتعلق بانتاج قنبلة نووية في إطار اتفاق نووي أوسع لكن من الأرجح ألا تصل هذه القوى إلى حد مطالبة إيران بالكشف الكامل عن أي أنشطة سرية تتعلق بالأسلحة تجريها طهران لتفادي افشال التوصل إلى اتفاق تاريخي.


لكن مسؤول عن برنامج ايران النووي قال ان طهران مستعدة للسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول موقع مريوان، حيث يشتبه بالقيام بتفجيرات اختبارية.
وموقع مريوان القريب من الحدود العراقية ورد ضمن تقرير شديد اللهجة عن وجود ابعاد عسكرية محتملة في برنامج طهران النووي نشرته وكالة الطاقة في تشرين الثاني 2011.
وورد في التقرير استنادا الى معلومات استخباراتية لبلد لم يكشف عنه مفادها ان "تجارب على نطاق واسع اجريت على مواد متفجرة شديدة القوة". ولم يزر خبراء الوكالة الدولية هذا الموقع ابدا.
ونقلت وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء "ارنا" الايرانية عن الناطق باسم الوكالة الايرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي قوله "اننا مستعدون للسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة الموقع". واعرب عن الاسف لان تكون وكالة الطاقة تستند الى معلومات "خاطئة" حول موقع مريوان.
الى مريوان يريد خبراء الوكالة زيارة موقع بارشين التي يشتبه ايضا بالقيام فيها بتجارب يمكن تطبيقها في المجال النووي. ورفضت السلطات الايرانية السماح لهم بزيارته.
وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بشكل رسمي إن من الضروري أن تعالج إيران دواعي قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إذا كانت ترغب في تسوية ديبلوماسية تنهي العقوبات التي تضر بشدة بالاقتصاد الإيراني المعتمد على النفط.
وقال ديبلوماسي غربي كبير "أنشطة إيران السابقة يجب أن تخرج إلى النور وأن يجري تفسيرها."
لكن بعض المسؤولين الغربيين يعترفون في أحاديثهم الخاصة بأن إيران لم تسلم قط بأنها مذنبة حسبما يعتقد المسؤولون الغربيون بالعمل سرا في السابق لتطوير الوسائل والخبرة المطلوبتين لإنتاج صاروخ مزود سلاح نووي.
وتنفي إيران هذا وتقول إن برنامجها النووي سلمي. وتواجه القوى الست توازنا حساسا: فمن المرجح أن ترفض إسرائيل والمشرعون الأميركيون المتشددون -الذين يخشون من أي تقارب مع إيران عدوتهم القديمة- أي اتفاق يعتقدون أنه متساهل أكثر من اللازم بشأن أنشطة إيران لإنتاج أسلحة نووية.
وقال مسؤول غربي كبير إن القوى الست الكبرى ستحاول أن "تكون مبدعة" في الخروج بصيغة تلبي مطالب من يريدون أن تتخلص إيران من أي أبحاث تتعلق بالقنبلة النووية وبين من يقولون إنه من غير الواقعي أن تعترف إيران صراحة بذلك.
وقد تؤثر النتيجة كذلك على موقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تحاول منذ سنوات التحقيق فيما تصفه بالأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني.
وبينما تسعى القوى العالمية الست لإقناع إيران بتقليص برنامجها لتخصيب الاورانيوم لإطالة المدى الزمني لتجميع أسلحة نووية تحقق الوكالة في الأبحاث المحتملة لتصميم قنبلة نووية. والهدف هو التوصل إلى حل شامل لإنهاء نزاع نووي عمره 12 عاما بحلول 24 تشرين الأول على رغم أن الدبلوماسيين يقولون إنه سيجري تمديد المفاوضات إلى ما بعد تلك المهلة على الأرجح.
ويقول بعض الديبلوماسيين المعتمدين لدى الوكالة الدولية إنه إذا لم يفرض الاتفاق المتوقع ضغوطا قوية على إيران لتكثيف التعاون مع الوكالة من خلال ربط ذلك بتخفيف بعض العقوبات فإن ذلك سيلحق ضررا بصدقيته في المستقبل.
وقال أحد الديبلوماسيين "أنتم لا ترغبون في تقويض نزاهة الوكالة الدولية."
وأصدرت الوكالة تقريرا عام 2011 يحتوي على معلومات مخابرات تشير إلى أنشطة سرية قبل نحو عشر سنين قد يكون لها صلة بإنتاج أسلحة نووية قالت الوكالة إنها قد تكون مستمرة.
وأوضحت إيران أنها غير مستعدة للتنازل في هذا الموضوع.
وقال مسؤول إيراني "الأبعاد العسكرية المحتملة ليس محل نقاش. لا يمكن بحثها."
وقال المدير العام للوكالة الدولية يوكيا امانو في الأسبوع الماضي إن إيران رفضت مرة أخرى تقديم التفسيرات المطلوبة للتحقيق موضحا أن التحقيق لم يحرز سوى تقدم محدود في الأشهر القليلة الماضية.
وتنفي إيران أن لديها أي طموحات لإنتاج أسلحة نووية وأصدر الزعيم الأعلى أية الله علي خامنئي فتوى دينية ضد الأسلحة النووية.
ويقول خبراء إن من المستحيل فعليا أن تقدم القيادة الإيرانية أي إقرار بالذنب في شأن الأنشطة المتعلقة بتطوير أسلحة نووية.
وهناك سبب آخر لرفض إيران مزاعم الوكالة الدولية وهو خشيتها من ان يستغل الاعتراف بارتكاب مخالفات من قبل أعدائها كمبرر لشن هجوم عليها "دفاعا عن النفس".
وانقسمت افتتاحيات الصحف الايرانية حول المفاوضات في فيينا . ورات صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي، ان فريق المفاوضين للرئيس حسن روحاني يجب ان يحصل على رفع تام للعقوبات الدولية المفروضة على ايران.وقالت في افتتاحيتها "اذا لم نتوصل الى هذه النهاية، فيعني اننا لم نتوصل الى اي شيء".
وعلى العكس، يبدو ان صحيفة "جوان" التي تعتبر مقربة من الحرس الثوري الايراني، تقبل بفكرة بقاء العقوبات. وكتبت تقول ان "التعقيدات المستمرة (في المفاوضات) تفيد ان نتيجتنا المثالية، وهي الرفع التام للعقوبات، لن يتم بلوغها". لكن "ايا تكن النتيجة، فسنكون رابحين"، كما اضافت الصحيفة موضحة انه "كان سيتعين علينا الشعور بالهزيمة لو اننا سعينا الى الحصول على القنبلة الذرية وفشلنا. لم تكن لدينا هذه النية ابدا".
ورات صحيفة "ابتكار" الاصلاحية ان الموقف الثابت لطهران خلال المفاوضات مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين والمانيا) ادى الى استراتيجية الخط المتشدد في فيينا.
وكتبت الصحيفة "من الطبيعي عندما نقترب من اللحظات الاخيرة للرهان، ان يشدد الطرفان على اقصى المطالب في (محاولة) لكسب المزيد من النقاط". لكن "يتعين ان يعمل الطرفان على اعتدال موقفهما بهدف تفادي فشل المفاوضات والتوافق حيال مطالب معتدلة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم