الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

وظيفة الجهاديين لم تنتهِ بعد

سميح صعب
سميح صعب
A+ A-

همّان يؤرّقان الكثير من القوى الاقليمية اليوم، احتمال التوصل الى اتفاق نووي بين ايران ومجموعة الدول الست في فيينا، الدعوة الى حل سياسي للازمة في سوريا. هذان الهمّان دفعا دول مجلس التعاون الخليجي الى تجاوز خلافاتها على جماعة "الاخوان المسلمين" وإقناع مصر باستجابة طلب الرياض تناسي الخلافات مع الدوحة وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.


فالاتفاق النووي اذا ما حصل، من شأنه ان يفتح باب التعاون بين واشنطن وطهران في القضايا الاقليمية، علما بأن بدايات هذا التعاون بدأت معالمها بالظهور في العراق مع التصدي لجهاديي "داعش" وارغامهم على التراجع في اكثر من منطقة.
ومن الطبيعي ان يتجلى ابرام اتفاق نووي في اظهار المزيد من التعاون الاميركي - الايراني لايجاد حل سلمي في سوريا. والحل السلمي في سوريا يشكل هما لدول الخليج العربي وتركيا يفوق ربما ابرام الاتفاق النووي. هكذا يمكن تفسير الزخم الجديد لـ"جبهة النصرة" على كل الجبهات السورية وخصوصا في القنيطرة وحلب وادلب وذلك قطعاً للطريق على مبادرة المبعوث الاممي ستيفان دو ميستورا للتوصل الى تهدئة تدريجية انطلاقاً من حلب.
فالحل السياسي في سوريا فكرة غير مستساغة لدى الخليج العربي وتركيا. والرئيس التركي رجب طيب اردوغان يجاهر بأنه لن ينضم الى الائتلاف الدولي لمحاربة "داعش" ما لم يوجه الائتلاف جهوده في الوقت عينه نحو إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد. فبقاء النظام السوري تحت أي مسوغ ليس مقبولاً لا في انقرة ولا في دول الخليج. ولا يبدو الكلام الاميركي عن عدم وجود بديل من النظام السوري في هذه اللحظة وان ذلك يستلزم تدريب مقاتلين من المعارضة المعتدلة ليملأوا الفراغ لحظة السقوط، بحجة مقنعة للاطراف الداعين الى الحسم العسكري في سوريا، فالمهم التخلص من النظام ولا بأس إذا حوّل ذلك سوريا الى ليبيا اخرى تتنازعها الميليشيات الجهادية وغير الجهادية.
ولا بد ان الرغبة الخليجية في اسقاط النظام السوري سواء بالجهاديين أم بغيرهم ستتضاعف في حال التوصل الى اتفاق نووي بين ايران وواشنطن، لأن إسقاط سوريا في اعتقادهم سيوجه ضربة الى النفوذ الايراني في المنطقة تفوق مكاسبها من الصفقة النووية.
وفي كل الأحوال، تبدو سوريا مرشحة لجولة اخرى من التصعيد الذي ينذر بأخذ الامور في اتجاهات اسوأ بكثير مما جرى طوال السنوات الاربع الاخيرة. ويتضح ان الخوف من الاتفاق النووي وانعكاساته الجيوسياسية ومنها الحل السياسي في سوريا، هو في نظر أطراف إقليميين كثر، خطرا يفوق بكثير خطر الجهاديين الذين لم تنته وظيفتهم بعد.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم