الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أوستراليا تخشى تحالف متشددين إسلاميين مع عصابات الدراجات النارية

المصدر: "رويترز"
A+ A-

تواجه أوستراليا ما تقول السلطات إنه خطر متزايد من المتطرفين الإسلاميين في الداخل وتخشى من خطر جديد يلوح في الأفق وهو تحالف من يمكن أن يكونوا متشددين مع عصابات راكبي الدراجات النارية.
وقال كلايف سمول مساعد مفتش الشرطة المتقاعد في نيو ساوث ويلز إن التشدد الإسلامي والجريمة المنظمة يمتزجان بالفعل وإن أفراد العصابات الجديدة يستخدمون التفسير المتشدد للإسلام كمبرر للانضمام.
وقال سمول "يمكن أن يكون هناك شخص يقول سأنضم (لعصابة) أنا أبيع المخدرات لأن استراليا مكان سيء ونحتاج لجمع الأموال للسيطرة."
وتابع "يوجد هذا المنطق الذي يبرر تقريبا أي شيء تريده."
وشارك أكثر من 800 من أفراد الشرطة في حملات مداهمة لمكافحة الإرهاب في سيدني وبرزبين في سبتمبر أيلول وقالت السلطات انها أحبطت خلالها مخططا لمتشددين مرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية لذبح أحد السكان بشكل عشوائي.
وفي الشهر الماضي سنت أستراليا قوانين تهدف إلى منع الشبان من الانضمام للقتال في العراق وسوريا حيث انضم عشرات الاوستراليين لجماعات متشددة. وهي في حالة تأهب تحسبا لوقوع هجمات في الداخل ينفذها مسلمون تطرفوا.
وقالت وسائل إعلام إن بسام حمزة زعيم عصابة براذرز فور لايف والمدان بتهمة القتل تبنى الإسلام الأصولي وهو في السجن وطلب من أفراد عصابته التحالف مع نادي بانديدوس للدراجات النارية في حرب مخدرات عنيفة.
والرابط الجديد بين الإسلام الأصولي وراكبي الدراجات النارية هو في جانب منه أحد نتائج تغير التركيبة السكانية لأستراليا.
وقبل نحو 25 عاما عندما انضم مارك "فيريت" موروني إلى نادي فينكس اوتلو للدراجات النارية كان معظم أعضاء النادي مثله بيض البشرة يغطون أجسامهم بالأوشام ويتسمون بالخشونة.
لكن العصابات تحولت منذ الحين بسبب تدفق أعضاء من أصول شرق أوسطية بعضهم لا يركب حتى الدراجات النارية.
وقال فيريت الذي انشق عن نادي فينكس في 2013 ليصبح رئيسا لنادي مونجول نيشن المنافس الذي يشترط أن يكون كل أعضائه بيض البشرة "لقد غير هذا أسلوب النوادي بعض الشيء. في مونجول نيشن ينبغي أن تكون لديك دراجة نارية لكي تكون عضوا وتختلط."
الإجرام والتطرف
وأصبح لدى عصابات راكبي الدراجات النارية الآن روابط أسرية وثقافية في المجتمعات التي تخشى الشرطة من أنها تأوي عناصر يمكن أن تتحول الى التشدد.
وقال نيك كالداس نائب مفتش الشرطة في نيو ساوث ويلز "ما أخشى منه هو أن من يشاركون في النشاط الإجرامي يحملون معهم عددا من المهارات والمعارف والقدرة على نقل المواد بشكل قد لا يكون متاحا لدى الجماعات المتطرفة دينيا."
وتابع قوله "هناك حاجز إلى حد ما بين الإجرام المدفوع بالربح وبين التطرف وأعتقد أن مبعث قلقنا هو ماذا سيحدث لو اختفى هذا الحاجز."
وخلال التسعينيات سيطرت مجموعات إجرامية يديرها أبناء مهاجرين لبنانيين على حي كينجز كروس السيء السمعة في سيدني وتحالفت مع عصابات راكبي الدراجات النارية التي تقول الشرطة الآن إنهم متورطون بقوة في المخدرات والابتزاز.
وقالت المحققة ديبورا والاس إنه في الوقت الذي توسعت فيه النوادي إلى ضواحي سيدني الغربية التي يغلب على سكانها المسلمون كانت هناك حاجة للشبان لتعزيز الصفوف ولم يكن هناك خيار أمام عصابات راكبي الدراجات النارية سوى الانفتاح على غير البيض.
وعادة ما كان المجندون الجدد يخضعون لمراقبة طويلة قبل أن يصبحوا أعضاء في تلك النوادي. ولجأ هؤلاء لتعاطي المنشطات ولعبت الأموال والأسلحة بعقولهم فكانوا كثيرا ما يخرجون من ناد إلى آخر منافس -وهو ما لم يكن يحدث في السابق- مما كان يفجر صراعات.
وقالت والاس "ما حدث منذ ذلك الحين هو أن الافتقار للولاء سبب العديد من المشاكل."
وبالنسبة لفيريت موروني الذي ينفي تورطه في أنشطة إجرامية فان التحول في ثقافة راكبي الدراجات النارية يعكس التغيرات في المجتمع. ويقول إن القادمين من الشرق الأوسط لديهم عائلات أكبر مقارنة بالأستراليين البيض وهم يجلبون معهم أقاربهم إلى النوادي.
وقال "إذا كان لديك 40 من الأقارب مقارنة بالاسترالي الذي لديه خمسة سيحضر المزيد من الناس."
لكن الشرطي كالداس وهو مهاجر من مصر يرى أنماطا مثيرة للقلق.
وفي عام 2005 أحبطت الشرطة مخططا لتفجير محطة للطاقة النووية في نيو ساوث ويلز بصواريخ يزعم أن ضابطا في الجيش برتبة ميجر سرقها ثم باعها إلى عصابة من راكبي الدراجات النارية التي باعتها بدورها لعصابة لبنانية للجريمة المنظمة وتلك باعتها لمتشددين إسلاميين.
وقال "بالنسبة لي هذا نموذج تقليدي للعمل المشترك بين الإجرام المدفوع بالربح والعنف المدفوع بالدين أو الجهاد."

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم