الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

مأساة ريبيكا فرنسيس التي قضت وهي في شهرها التاسع...

المصدر: "النهار"
فيفيان عقيقي
A+ A-

تردّد أنطوان في الخروج من المنزل يوم السبت الماضي، لم يكن يرغب في إعطاء صفّ في ذلك اليوم، لكن زوجته ريبيكا غيّرت رأيه وذكّرته بواجبه ناحية تلاميذه، فخرجا من المنزل كلّ إلى عمله، هي إلى مركز الشرق الأوسط الصحي في بصاليم وهو إلى مدرسة تعليم الموسيقى. لم يكن يعرف أنطوان أنه سيخسر كلّ ما يملك في ذلك اليوم، أي زوجته ريبيكا الحامل في شهرها التاسع، وطفلته جاين التي ماتت قبل أن تولد.


وقع الحادث على طريق قرنة شهوان في المتن الشمالي، كانت ريبيكا مع شقيقها ميشال وشقيقتها كارلا عندما اصطدمت بهم سيّارة في طريقها صعودًا، فانقلبت سيارتهم واصطدمت بحائط على جنب الطريق، توفيت ريبيكا وطفلتها وسائق السيارة الأخرى، ودخل ميشال وكارلا وراكب في السيارة الأخرى إلى المستشفى في حال خطرة. الراكب الآخر دخل في غيبوبة، ميشال يعاني من كسور في رجليه وفي أضلاعه ونزيفًا داخليًا، أمّا كارلا فكُسر حوضها وأصيبت بجروح مختلفة ونزيف في الكبد.


ماذا أفضت التحقيقات الأوليّة حول الحادث؟ يقول السيّد أنطوان الريّس، زوج ريبيكا، لـ"النهار": "لم نحصل بعد على تقرير من قوى الأمن الداخلي، لأن ميشال (شقيق ريبيكا) لم يعطِ إفادته في الحادثة بعد لأن وضعه الصحيّ دقيق. ولكن بحسب التقديرات الأوليّة وما رأيناه، السبب هو السرعة الزائدة وفقدان السيطرة على السيارة".


ويضيف الريّس: "ليس لدي أي إثبات على أن السرعة الزائدة هي السبب، ما أقوله هو مجرّد تقديرات أوليّة نظرًا إلى قوّة الحادث. لكني متأكّد أن ميشال لم يكن مسرعًا، فهو يقود بسرعة 40 كلم عندما تكون ريبيكا معه، كما أنه أنّبني مرّة لأنني كنت أقود بسرعة 70 وريبيكا معي في السيّارة".


من يلوم الريّس بعدما فقد زوجته وابنته؟ ولمن يحمّل المسؤوليّة؟ يردّ: "لا ألوم أحدًا، ولا توجد معي أي وثيقة أو دليل لأتهم أحدًا. لكن ما أنا متأكد منه، أن هذه فترة السعادة التي قدّرها الله لنا. في النهاية لن تعود لا زوجتي ولا ابنتي، أطلب من الله أن يسامح الكلّ. وأتمنى لو أن الناس يتّعظون من تجارب الغير، وأن لا يقودوا بسرعة، مع العلم أن الوضع العام للبلد يضع الناس في حالة هستيريّة ويؤثّر بهم".


تعرّف أنطوان على ريبيكا منذ خمس سنوات، وتزوّجا منذ سنة وثلاثة أشهر، واحتفلا قبل ليلة من مقتلها بدخولها الشهر التاسع من حملها. لطالما اعتبرت ريبيكا أن التمريض رسالتها في الحياة، فهي كانت تساعد الجرحى في أي حادث سير تصادفه على الطريق، وزوجها كان من ضمن الذين ساعدتهم عندما تعرّض لحادث سير منذ سنوات، ولكن لم تكن تعلم أن مصيرها سيكون الموت في حادث مماثل. ويقول الريّس: "اللي عند ربنا مش عند حدا، وهو يحدّد المناسب لكلّ شخص، الغالي راح، ريبيكا الآن مع ابنتي عند الله ويحرسوننا ويصلون لنا لنوفق في حياتنا، أحاول ألّا أنهار، ولكن في داخلي شخص يبكي في كلّ دقيقة، راحوا رخاص".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم