الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

سيم سانغ يانغ ناشطة نسوية مرشّحة للرئاسة في كوريا الجنوبيّة المحافظة

المصدر: أ ف ب
سيم سانغ يانغ خلال تجمع انتخابي مع أنصارها في سيول (6 آذار 2022، أ ف ب).
سيم سانغ يانغ خلال تجمع انتخابي مع أنصارها في سيول (6 آذار 2022، أ ف ب).
A+ A-
تبدو سيم سانغ يانغ مؤهلة جداً لتصبح رئيسة كوريا الجنوبية، إذ تتمتع بخلفية سياسية قوية، فيما مسارها المهني خال من الفضائح، كما أنها أحد أفضل من يلقي خطابات في البرلمان، لكنها تواجه عائقا كبيرا: هي امرأة في مجتمع ذكوري.

كان جميع الرؤساء في كوريا الجنوبية من الرجال حتى الآن، وكذلك المرشحان الوحيدان الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الرئاسية الأربعاء. ولم يسجل سوى استثناء واحد في البلد الذي لا يزال محافظاً.  

انتُخبت سيم (63 عاماً) نائبة أربع مرات، وهي مناضلة قوية من أجل حقوق العمال والنساء. تتناقض مسيرتها المهنية التي لا تشوبها أي فضيحة مع مسيرة منافسَيها، يون سوك-يول من حزب سلطة الشعب (يميني)، ولي جاي-ميونغ من الحزب الديموقراطي الحاكم.

وارتفع منسوب التراشق بين المرشحين الرئيسيين خلال الحملة الانتخابية، فاتُهم يون سوك-يول بنسج علاقات مع عرافين، وسارت شائعات عن ارتباط لي جاي-ميونغ بالمافيا، لدرجة أن بعض وسائل الإعلام الكورية الجنوبية اعتبرت أنها "انتخابات بين أعداء". 

مع ذلك، لم تتعد نسبة شعبية الزعيمة الستينية الـ10 بالمئة.  

وقال أستاذ علم الاجتماع في جامعة ستانفورد، جي-ووك شين، لوكالة فرانس برس "لا زالت كوريا مجتمعاً ذكورياً، ومن الصعب جداً على امرأة  سياسية أن تصل إلى القمة".

وأضاف أن الرئيسة الوحيدة للبلاد، بارك كون-هيه "كانت استثناءً، إذ استفادت من إرث والدها"، الديكتاتور الراحل بارك تشونغ-هي.

- تمييز - 
وتعاني سيم صعوبة ثانية وهي أنها تمثل حزباً صغيراً ويسارياً، هو حزب العدالة. 

يسيطر نظام الحزبين على كوريا الجنوبية، بين الحزب الديموقراطي وحزب سلطة الشعب.

إلى ذلك يعتبر برنامج حزب العدالة، لناحية العدالة المناخية، وتحقيق المساواة للنساء، وحقوق المثليين، ورعاية الحيوانات، "راديكالياً" في كوريا الجنوبية، مما يجعله على هامش السياسة في البلاد. 

وتُعتبر سيم التي تُعرِّف نفسها على أنها ناشطة نسوية، على النقيض من يون سوك-يول من حزب سلطة الشعب، الذي أعلن أنه يريد إلغاء وزارة المساواة بين الجنسين، معتبراً أن النساء لسن ضحايا للتمييز، على رغم البيانات التي تؤكد عكس ذلك.  

وقالت سيم سانغ يانغ لوكالة فرانس برس إن "التمييز القائم على أساس الجنس موجود بشكل واضح في المجتمع الكوري الجنوبي". وأضافت أن تعليقات يون قد تؤدي إلى تأجيج مشاعر الكراهية الخطيرة ضد النساء وقد تضر بالديموقراطية في كوريا الجنوبية، على المدى البعيد. 

وتابعت "نحن نعرف العواقب التاريخية للحملات الانتخابية التي تحثّ على الكراهية". 

أمضت سيم حوالي عقدين من الزمن في حركة الدفاع عن حقوق العمال، وكانت تدخل سراً إلى المصانع كعاملة لتنظيم النقابات في حين كانت لازالت طالبة.

في 1985، ساعدت على قيادة إضراب في مجمّع جورو الصناعي، مما أدى إلى وضعها على قائمة المطلوبين من الحكومة الدكتاتورية آنذاك. 

وتقترح في إطار سياستها الرئيسية كمرشحة للرئاسة أن يقتصر أسبوع العمل على أربعة أيام وهو تغيير كبير في كوريا الجنوبية المهووسة بالعمل، حيث يعمل الموظفون لساعات طويلة.

- سباق طويل المدى -
تؤكد استطلاعات الرأي أن سيم تتمتع بشعبية كبيرة في صفوف النساء العشرينيات، ولكن لا تتعدى شعبيتها في الإجمال 2 إلى 3 بالمئة.

وقال أستاذ الدراسات الكورية في جامعة أوسلو  فلاديمير تيخونوف لوكالة فرانس برس أن بعض الشابات يعتبرنها بطلة لأنها تمكنت من "طرح برنامج حقوق النساء" في حركة نقابية يهيمن عليها الرجال.

ولم يحصل حزب العدالة سوى على ستة مقاعد فقط في الجمعية الوطنية، وذلك بسبب نظام الانتخابات الذي يعتمد التصويت لاسم واحد في دورة واحدة.

ويقول محللون إن سيم نفسها ارتكبت خطأ مكلفاً: فهي لم تتحدث عندما استهدفت فضيحة فساد كبيرة الإدارة المنتهية ولايتها، مما جعل حزبها يبدو متواطئاً.

افترض الناس أنهم "شريك في ائتلاف الحزب الديموقراطي، وليسوا بديلاً يسارياً أكثر توجهاً نحو الإصلاح"، وفق ما ذكر أستاذ السياسة في جامعة سونغكيونكوان في سيول، يزولا كويون.

تنسب سيم شعبيتها المنخفضة إلى عدم قدرتها على إقناع الكوريين الجنوبيين بالنظر إلى ما هو أبعد من الخيارات السياسية المحدودة التي يقدمها الحزبان الرئيسيان. 

وأكدت أستاذة الدراسات الكورية في جامعة نوتردام في ولاية إنديانا، شارون يون، أنّ رغم عدم تمتع سيم بأي فرصة للفوز، إلا أن مشاركتها في الاستحقاق الانتخابي الأربعاء تعد "رمزاً مهماً". 

وقالت يون لفرانس برس إن سيم تسعى لتغيير "نظام الحزبين في سيول المبني على السياسة الشخصية والولاءات المناطقية وليس على المصالح السياسية". وأضافت "إنها تنافس في سباق طويل الأمد". 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم