الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"لا سلام في القدس انه وقت الانتفاضة"

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

ولد هشام ابن مخيم شعفاط في القدس الشرقية قبل 14 عاما مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وامام القمع الاسرائيلي والمواجهات المستمرة منذ اشهر في المدينة المقدسة، لم يعد يهجس سوى بانتفاضة جديدة لحماية المسجد الاقصى.


وبات الكلام عن المسجد الاقصى على كل شفة ولسان في القدس الشرقية التي تعيش تحت الاحتلال الاسرائيلي منذ العام 1967.


قد تكون اسباب الغضب الفلسطيني متعددة من استيطان وبطالة وقمع واعتقالات ... الا ان الجميع مستعدون للقتال من اجل الاقصى. وبعيدا عن الدافع الديني فان باحة الحرم القدسي تحولت الى رمز يجسد الاصرار على مواجهة القمع الاسرائيلي.


يعتبر هشام ان الزيارات الاستفزازية المتكررة لبعض اليهود الى باحة الحرم القدسي تشبه الى حد بعيد الاقتحامات التي يقوم بها الجنود الاسرائيليون في مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين الذين يقيم فيه.


وقال: "لا يتورع الجنود الاسرائيليون عن اقتحام المخيم في الثالثة فجرا فيفرضون منع التجول ويعتقلون ويضربون ويهينون الناس قبل ان ينسحبوا. وبات اعتقال الشبان وخروجهم بعدها من السجون امرا عاديا يتكرر من دون ان يفاجئ احدا".


ومع ان هشام لا يزال في الـ14 من العمر فقد امضى اسبوعا في السجن بعد اعتقاله خلال مواجهات مع الشرطة الاسرائيلية، ومن المقرر ان يمثل امام محكمة خلال شهر من الزمن. وتعليقا على هذا الامر يقول هشام "في القدس الشرقية لا يحق للشاب الفلسطيني ان يعيش ولا ان يخرج او يتحرك".


من جهته يقول محمد البالغ العشرين من العمر "لا سلام في القدس انه وقت الانتفاضة".


ومع انه خرج للتو من السجن الذي امضى فيه اربعة اشهر فانه يقول "انا مستعد للعودة مجددا لمواجهة الجنود الاسرائيليين ولا استطيع تحمل رؤية المستوطنين في باحة الحرم القدسي بينما يمنع المسلمون من دخولها".


والمعلوم ان اسرائيل تمنع دخول من هم دون الخمسين من العمر الى باحة الحرم القدسي للصلاة.


بالنسبة لوائل محمود الذي يعمل في حي العيساوية الذي يشهد مواجهات عنيفة مع الشرطة الاسرائيلية منذ اسبوع فان اسباب غضب الشبان الفلسطينيين عميقة، وهي اختمرت منذ فترة طويلة مع استمرار الاستيطان الاسرائيلي الذي يتوسع بسرعة قياسية ما قد يجعل الفلسطينيين اقلية في القدس الشرقية.


وبعد ان كان اليهود بضع مئات في القدس الشرقية مع اعلان ضمها الى اسرائيل عام 1967، ارتفع عددهم اليوم الى نحو 195 الفا من اصل سكان القدس الشرقية البالغين نحو نصف مليون.


وتابع الشاب وائل ان "الضغوط على السكان تتزايد منذ سنوات عدة. فنسبة البطالة بين الشبان مرتفعة جدا، وحتى الذين يعملون بالكاد يؤمنون الحد الادنى من حاجاتهم. كما ان عنصرية المستوطنين تزداد وقاحة، وها هي الاعتداءات اليومية على المسجد الاقصى تفاقم الوضع وتدفع به نحو الانفجار".


ويقوم الشاب وائل باتصالات مع السلطات الاسرائيلية لفك الحصار المفروض على حي العيساوية الذي يقطن فيه. ويضيف محذرا انه في حال لم يفك الحصار عن العيساوية بسكانه الـ25 الفا فان الانفجار آت لا محالة بعد ان طفح كيل شبان الحي.


ويقول الشاب صلاح البالغ الثالثة والعشرين من العمر انه "لم يعد يؤمن بالحوار والحلول السلمية" التي يدعو اليها وائل. وقال "ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة. ان اسرائيل تريد انهاء الوجود الفلسطيني في القدس والنزاع معهم ديموغرافي وديني وبعد ان كانوا يهاجمون المنازل باتوا يهاجمون اليوم المسجد الاقصى".


من جهته يقول منذر طالب الذي يدير فريق كشافة "يريدون فرض هويات ببصمة بيومترية علينا ويعززون يوميا حواجز التفتيش".


كما يقول الشاب ابو موسى الذي يشارك في الفرقة الموسيقية الكشفية في القدس الشرقية انه تعرض اخيرا للضرب على حاجز اسرائيلي. ويضيف "يريدونك ان تتصرف مثل الشاة وان تتغاضى عن المساس بكرامتك. اما القضاء فلا يمكن الاعتماد عليه، ولم يبق لنا سوى رب العالمين".


ووسط هذا الوضع السوداوي يقول منذر "انا لا اقول لاطفالي +اكرهوا اليهود+، انهم يشاهدون بام العين يوميا ما يتعرض له الفلسطينيون".


وتدهور الوضع سريعا ابتداء من تموز الماضي عندما احرق يهود متطرفون الشاب الفلسطيني محمد ابو خضير ردا على قتل ثلاثة شبان اسرائيليين. وكانت النتيجة اعتقالات شملت مئات الفلسطينيين وحربا على قطاع غزة دامت 50 يوما اوقعت اكثر من 2200 قتيل فلسطيني ربعهم من الاطفال، في حين تحولت القدس الشرقية الى ساحة مواجهات شبه يومية مع الاسرائيليين.


ويختم وائل قائلا ان "الاطفال هنا باتوا يخشون ان يتحولوا يوما الى ابو خضير آخر".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم