الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ريفي لطلاب الكسليك: اننا نخوض أقسى وأصعب معركة في تاريخ لبنان

المصدر: " الوكالة الوطنية للإعلام"
A+ A-

التقى وزير العدل أشرف ريفي، طلاب الحقوق في جامعة الروح القدس - الكسليك، والأساتذة، خلال ندوة حوارية حملت عنوان "دور القضاء في حماية العيش المشترك"، نظمها مركز حقوق الإنسان في كلية الحقوق في الجامعة.


ألقى ريفي كلمة قال في مستهلها: "آتي الى جامعة الروح القدس في الكسليك، فأشعر بأنني بين أهلي من الرهبان الاجلاء والاساتذة والطلاب الكرام. فهذا الصرح التربوي والثقافي العريق".


وتابع: "لا أبالغ اذا قلت إن هناك من يدفع بنا الى أزمة أكثر خطورة، هي أزمة الشك بأنفسنا أولا، وبوطننا ثانيا، أزمة الشك بأننا نعيش في وطن، هويته وكيانيته قيد الدرس"، مشيراً الى "أننا نخوض أقسى وأصعب معركة، في تاريخ لبنان الحديث، معركة بين خيار الدولة والمؤسسات، والايمان بحتمية العيش الواحد بين أبناء الوطن، بكرامة ومساواة، وبين خيار مدمر، لا يرى في هذه الارض المقدسة، الا ساحة للجهاد والجهاد المضاد لتحقيق سياسات النفوذ الاقليمية، التي لم ننجح وللاسف يوما في كبحها، على الرغم من أننا بذلنا الكثير، وقدمنا الدماء والدموع والآلام". 


وتوجه ريفي "الى بكركي بالتحية، الى بطريرك الاستقلال الثاني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، الذي تحمل ما تحمل كي يولد هذا الاتفاق، وأضم صوتي الى صوت البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رفضا للمؤتمر التأسيسي وللمثالثة، وتمسكا بالمناصفة والعيش المشترك".


واستذكر كلام "البابا العظيم يوحنا بولس الثاني، الذي وصف لبنان بأنه وطن الرسالة. انه بالفعل وطن الرسالة والتلاقي والتفاعل في هذا الشرق. انه القدوة لعالم أكثر سلاما وتسامحا. انه رسالة انفتاح ومحبة، لا اعتقد ان احدا مهما علا شأنه، قادر على ان يختمها بالشمع الأحمر. لقد أوصانا البابا يوحنا بهذه الرسالة، التي لم تكن موجهة فقط للمسيحيين، بل كانت لكل مسلم ومسيحي يؤمن بلبنان وطنا للانسان. وبالتالي فمن مسؤوليتنا جميعا أن نكون على قدر هذه المسؤولية في حفظ هذه الرسالة-الوصية، وصون لبنان من العواصف الآتية".


ومن ثم توجه الى الطلاب: "أنظر في وجوهكم، فلا أرى فيها إلا وجوه ابنائي الاربعة. قلقي عليهم ومتابعتي لحياتهم ومستقبلهم، هي نفسها المشاعر التي أكنها لكل شاب لبناني وشابة، في السعي الدائم الى مستقبل أفضل، في وطن يليق بالاجيال القادمة. لقد عشنا مآسي الحرب التي لم تكن فقط للأسف مجرد حرب آخرين على أرضنا. الحرب هي أصعب ما يمكن أن يمر به إنسان وشعب ووطن".


وأكد أنه "بعد كل هذه التجارب الصعبة اخترنا العيش معا، واعتقد ان لا خيار لدينا الا انجاح هذه التجربة الفريدة، لأن أي خيار آخر، يعني الذهاب الى الفوضى والعنف والهجرة والموت والدمار. وأنا على ثقة بأن الشباب اللبناني سيعي مسؤولية الحفاظ على وطنه، باختياره نموذج العلم والمعرفة، ونبذ التطرف، والالتزام بالدفاع عن لبنان، بوجه من يحاولون تقويض دولته ومؤسساته وانسانه. ان اختيارنا العيش معا، يعكس رغبة أغلبية اللبنانيين بالحياة الآمنة. يعكس توقهم للسلام الدائم، ورفضهم للغة العنف والموت والتطرف".


واردف: "أحمل اليكم من طرابلس قلعة لبنان أولا، ومالئة ساحات ثورة الارز، أطيب التحية. بالامس عاشت طرابلس التي أفخر بأنني ولدت وعشت فيها، وعاش الشمال، أزمة كبرى كادت أن تتحول الى مأساة وطنية. وكان للاعتدال كلمته الحاسمة، فاحتضننا المؤسسات ورفضنا الذهاب الى الفوضى، وكان ان استطاع الجيش اللبناني حسم الوضع. هذه الخلايا التي كانت تسعى الى الرد بالعنف، على عنف سياسي وأمني آخر مورس على شكل اغتيالات لكبار قادتنا، كما مورس ضد عاصمتنا بيروت وضد الجبل، كما على عنف عبر الحدود، وذهب الى سوريا يقاتل دعما لنظام استبدادي. لقد قلت سابقا أن ارهابين لا يبنيان وطنا".


وختم: "أنا أكررها اليوم : لا لإرهاب أنظمة الاستبداد، ولا للارهاب الناتج عنه. هذين الارهابين وجهان لعملة واحدة. في ظل ما نعيشه اليوم لا بد من العودة الى مفهوم بناء الدولة الحقيقية".  ويتابع: "ليسقط كل سلاح غير شرعي، ولتسقط دعوات الامن الذاتي، ولتكن بندقية الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الشرعية، وحدها على الحدود وفي الداخل،ونعم لإجراء الانتخابات الرئاسية اليوم قبل الغد، وليرفرف العلم اللبناني وحده على هذه الأرض، ولنبن هذا الوطن بأيدينا، فإن لم يبنِ رب البيت فعبثا يتعب البناؤون".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم