الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

زوجة أشرف غني اللبنانية تأمل توظيف تعدد ثقافاتها بخدمة افغانستان

المصدر: "أ ف ب"
A+ A-

تأمل رلى سعادة، الزوجة اللبنانية للرئيس الافغاني أشرف غني، ان توظف التعددية الثقافية لديها في خدمة افغانستان التي انهكتها 35 عاما من الحروب.


عاشت رلى سعادة في الولايات المتحدة وفي باريس حيث تأثرت بالثورة الطلابية في ايار من العام 1968، وتعرفت على مقاعد الدراسة على أشرف غني الذي شغل في ما بعد منصبا رفيع المستوى في البنك الدولي قبل ان يصل الى سدة الرئاسة في بلده خلفا لحميد كرزاي.
وتقول إن المرء يكون أمام احتمالين في التعامل مع تعدد هوياته الثقافية، "إما ان يتعلق بهوية واحدة، وإما أن يعتنق كل الهويات ويستفيد من تأثير كل منها" في شخصيته، مقتبسة في ذلك من الكاتب أمين معلوف صاحب كتاب "هويات قاتلة". وتضيف "انا افضل الخيار الثاني، لان الخيار الاول، كما يقول امين معلوف، يعني مواجهة الهويات الاخرى، وهذا من شأنه ان يقود فعلا الى العنف تجاه الآخرين".
تلقت رلى سعادة علومها الجامعية في كلية العلوم السياسية في باريس، قبل ان تنتقل الى الولايات المتحدة لتعيش فيها ثلاثين عاما لم تحل دون الحفاظ على لكنة فرنسية ممتازة، وهي تشعر ان واحدة من هوياتها هي الهوية الفرنسية.
ففي ايار من العام 1968، كانت رلى في قلب الحدث التاريخي الذي شهدته باريس، والذي عرف في ما بعد باسم الثورة الطلابية، في تجربة صقلت شخصيتها حتى وان لم تكن مشاركة مباشرة في الاحتجاجات الى جانب رفاقها الفرنسيين.
وتقول "كان امرا سارا ان ترى الناس يطالبون بأمور ويرفضون أمورا اخرى" فقد كان ذلك "مؤشرا على مستوى حرية الفكر".
وعملت رلى لوقت قصير في مكتب وكالة الصحافة الفرنسية في بيروت في سبعينيات القرن الماضي، حيث اكتسبت "الصرامة والسرعة والدقة" كما تقول.
وينظر الى الدور الذي تضطلع به السيدة الافغانية الاولى بعين الجرأة لكونها سيدة اجنبية ومسيحية في بلد مسلم محافظ ما زالت حقوق النساء فيه ضعيفة رغم التقدم المحقق في هذا المجال في السنوات الاخيرة.
وشكل كونها مسيحية واحدة من النقاط التي هوجم زوجها بها اثناء الحملة الانتخابية الرئاسية، لكنها تقول "اعتقد ان هذه المرحلة طويت الآن".
وهي تعلن مواقف تعد جريئة في افغانستان، كتأييدها القانون الفرنسي الذي يحظر ارتداء النقاب في الاماكن العامة، ويسمح في المقابل بالحجاب الذي يبقي الوجه مكشوفا.
وتقول "انا اتفق تماما مع السياسة الفرنسية المعارضة للنقاب والبرقع اللذين يحولان دون قدرة المرأة على الحركة وهي ترى ما حولها".
لكنها في المقابل لا ترى مشكلة في ان ان تضع المرأة حجابا او ان ترتدي ثيابا طويلة بما يتناسب مع قناعاتها الدينية.
وتسعى هذه السيدة البالغة من العمر 66 عاما الى عدم الانزواء في القصر الرئاسي، بل ان تضطلع بدور في الحياة العامة كاسرة بعض المحرمات الاجتماعية بتواجدها مع زوجها او حتى بالقائها خطابات في مناسبات معينة، بخلاف زينات كرزاي زوجة الرئيس السابق حميد كرزاي، الذي تولى رئاسة البلاد بعد الاطاحة بحكم حركة طالبان المتشددة في العام 2001.
ووجه أشرف غني لزوجته الشكر والتحية في خطاب تنصيبه قبل نحو شهر، "مظهرا بذلك احترامه كرجل لزوجته وتقديره لدورها" على ما تؤكد.
وتعبر رلى سعادة في ختام المقابلة عن أملها ان ترى "الرجال في افغانستان اكثر تقديرا لدور زوجاتهم وبناتهم واخواتهم" بعد انتهاء الولاية الرئاسية لزوجها الممتدة على خمس سنوات.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم