الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مجلس الأمن منقسم: اقتراح "تجميد الصراع" في حلب و"تنقيط الأمل" لسوريا

المصدر: النهار
نيويورك - علي بردى:
A+ A-

كشفت رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة الأرجنتينية الدائمة لدى الأمم المتحدة ماريا كريستينا بيرسيفال لـ"النهار" أن الأعضاء الـ15 في المجلس لم يتوافقوا على مشروع بيان اقترحته لدعم مقترحات أولية قدمها المبعوث الخاص للمنظمة الدولية الى سوريا ستيفان دو ميستورا، سعياً الى "خطوات متدرجة" توقف الحرب الأهلية الطاحنة التي يشهدها هذا البلد منذ زهاء 44 شهراً.


وعقد مجلس الأمن جلسة لمتابعة تنفيذ القرارين 2139 و2165 واستمع الى إحاطة علنية، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف، من نائبة منسقة الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية والمعونة الطارئة كيونغ وا كانغ التي أكدت أن الوضع الإنساني في سوريا يواصل التدهور في ظل تصاعد العنف المسلح واستمرار العنف والقتل والدمار بلا هوادة.


وقالت إن "ملايين السوريين يجبرون على العيش في ظروف مروعة حيث لا يوجد ملجأ آمن داخل حدودهم، ولا تلبى لهم الحاجات الأساسية في الحماية والبقاء وتنتهك حقوقهم في ظل الإفلات من العقاب فيما يبدو مستقبلهم ومستقبل بلدهم موحشاً بشكل متزايد".


ثم أغلقت الجلسة وقدم دو ميستورا إحاطة حول جهوده لايجاد حل سياسي للأزمة السورية. وعلمت "النهار" من ديبلوماسي حضر الجلسة أن المبعوث الخاص تحدث عن "خطة عمل" لتخفيف حدة الصراع القائم عبر "خطوات متدرجة" على الأرض تسمح بـ"تجميد" الأوضاع في مناطق معينة لإتاحة تقديم المساعدات الإنسانية واجراء مصالحات على المستويات المحلية، وتوسيع هذه المناطق مع الوقت. واعتبر أن "بيان جنيف" بتاريخ 30 حزيران 2012 "لا يزال صالحاً للغاية كإطار عمل"، داعياً الى "البدء بلا شروط مسبقة" على أساس "ثلاث أولويات: خفض العنف، ايصال المساعدات الإنسانية، وزرع بذور حل سياسي" في تكتيك "تنقيط الأمل". وأكد أنه "لا يزال ثمة معتدلون في سوريا".


وأفاد ديبلوماسي آخر أن دو ميستورا اقترح مقاربة شبيهة بخطة سلفه الممثل الخاص المشترك السابق للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي لمدينة حمص، والتي "كانت في نهاية المطاف لمصلحة نظام الرئيس بشار الأسد". ونقل عن دو ميستورا تلميحه الى ضرورة انشاء "مجموعة اتصال" دولية لسوريا.


وبعيد الجلسة، قال دو ميستورا للصحافيين إنه اقترح إقامة مناطق "تجميد تدريجي للصراع" لضمان القدرة على إطلاق قدر من العملية السياسية في تلك المناطق على المستوى المحلي ثم الوطني، وتجنب استفادة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش" من استمرار القتال. وأضاف: "نطلق عليها مناطق تجميد تدريجي، لماذا هذه التسمية؟ لأننا نعلم أن وقف النار يكسر بطلقة واحدة، ولكننا نتكلم عن أمر مختلف، أمر لا يفرض من أي طرف ولكنه يجمد الصراع في تلك المنطقة ويتيح الفرصة لنوع من التحسن الإنساني".


واقترح البدء في تطبيق ذلك في حلب التي "تقع تحت ضغوط من الحكومة وتنظيم داعش ولما لها من أهمية رمزية كبيرة". وأشار الى أنه قدم اقتراحه هذا لأعضاء مجلس الأمن، وأن مزيداً من المشاورات ستجرى في هذا الشأن. وأعلن أنه سيتوجه مجدداً الى دمشق للبحث مع الرئيس السوري في هذا الإقتراح. ونقل عن الأسد "قلقه من تزايد نشاطات داعش في بلاده، ولو أراد الأسد أن أصدقه فعليه أن يتخذ خطوات عملية نحو تشجيع عملية السلام في سوريا".


ورحب المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري باقتراح دو ميستورا، مؤكداً أن "فكرة إقامة مناطق تجميد للصراع تعود بالدرجة الأولى في شكلها العام لى الحكومة السورية، ونحن نأمل في أن نجعل كل سوريا خالية من الصراع". وهاجم الموقف التركي من الأزمة في بلاده، متهماً أنقرة بخرق ميثاق الأمم المتحدة عن طريق إرسال متطرفين الى سوريا عبر الحدود المشتركة للبلدين.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم