الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

تونس تستعيد ملامحها العلمانية وتؤكد أنها لم تخذل ثورتها

المصدر: (ا ف ب)
A+ A-

فاز حزب "نداء تونس" العلماني في الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد متقدما على منافسه حزب حركة النهضة الاسلامية، كما افادت نتائج اولية اعلنتها ليل الاربعاء- الخميس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات المكلفة تنظيم الاقتراع.


وقالت الهيئة خلال مؤتمر صحافي ان حزب نداء تونس فاز بـ 85 مقعدا في مجلس الشعب الذي يضم 217 مقعدا، تليه حركة النهضة التي حصلت على 69 مقعدا.


وحل في المرتبة الثالثة حزب الاتحاد الوطني الحر بزعامة سليم الرياحي رجل الاعمال الثري ورئيس النادي الافريقي، احد ابرز الاندية الرياضية في تونس. وحصل هذا الحزب على 16 مقعدا.


وبعد هذا الحزب، جاءت الجبهة الشعبية الائتلاف الذي يضم احزابا وحركات يسارية ويسارية متطرفة وسيشغل 15 مقعدا بينما حصل حزب آفاق تونس على ثمانية مقاعد.


وهذه الانتخابات التشريعية ستليها انتخابات رئاسية في 23 تشرين الثاني، لتحصل بذلك تونس على مؤسسات حكم مستقرة لولاية من خمس سنوات بعد نحو اربع سنوات من عدم الاستقرار.


و"نداء تونس"، التجمع غير المتجانس الذي يضم شخصيات من اليسار ووسط اليمين ورموزا من نظام بن علي وآخرين كانوا معارضين له، اعتمد في حملته الانتخابية لهجة منتقدة جدا للاسلاميين.


وكان حزب "نداء تونس" اعلن منذ مساء الاحد فوزه بينما اعترف حزب حركة النهضة بأنه جاء في المرتبة الثانية. واتصل زعيمه راشد الغنوشي الاثنين برئيس "نداء تونس" الباجي قائد السبسي لتهنئته.


وكان "حزب النهضة" فاز في اول انتخابات حرة في تاريخ تونس جرت في تشرين الاول 2011، لكنه واجه انتقادات حادة بعد سنتين في السلطة. وخسر عشرين من المقاعد التي كان يشغلها في المجلس التأسيسي حتى الاقتراع التشريعي. لكنه يبقى مع ذلك القوة السياسية الثانية في البلاد.


وشددت حركة النهضة خلال حملتها الانتخابية على ضرورة "التوافق" بين الاحزاب السياسية في تونس بعد الانتخابات.


أما حزب "نداء تونس"، فقد ركز حملته الانتخابية على ابراز ما اعتبره حصيلة "سلبية" لفترة حكم حركة النهضة التي اتهمها بالتراخي في التعامل مع جماعات سلفية جهادية اتهمتها السلطات باغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية وقتل عشرات من عناصر الجيش والشرطة في 2013.


وشهدت تونس سنوات صعبة منذ الثورة اذ ان الاقتصاد تضرر الى حد كبير بغياب الاستقرار.


وحتى قبل ان تعلن هذه النتائج، تطرح تساؤلات كثيرة في تونس بشان ملامح الاغلبية الحكومية الآتية.


الا ان حزب نداء تونس العلماني اكد أنه لن يحكم تونس بمفرده. وقال الباجي قائد السبسي رئيس ومؤسس حزب "نداء تونس" في مقابلة بثها تلفزيون "الحوار" التونسي الخاص مساء الاثنين "أنا لا أتحالف مع أحد وإنما أتعامل حسب الواقع".


واضاف "اخذنا قرارا قبل الانتخابات بأن نداء تونس لن يحكم وحده حتى لو حصل على الاغلبية المطلقة (...) يجب ان نحكم مع غيرنا (...) مع الاقرب الينا من العائلة الديموقراطية، لكن حسب النتائج".


ووعد بـ"ارجاع الدولة" و"الاستقرار" الى تونس التي قال انها تمر بوضع "متدن في كل الميادين"، متوقعا ان يساعد الغرب بلاده لكن شرط "وقف التيار الارهابي".


وعلى الرغم من التخمينات المنتشرة، فإن المشاورات والمفاوضات ستحتاج وقتا بالتأكيد، حيث ان تونس ستبدا السبت الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية.


وعلى رغم تقدمه في السن فان الباجي قائد السبسي (87 عاما) يعتبر الاوفر حظا من بين 26 مترشحا لهذه الانتخابات بينهم الرئيس الحالي محمد المنصف المرزوقي ورئيس المجلس التاسيسي مصطفى بن جعفر اضافة الى وزراء من نظام بن علي.


ولم يقدم "حزب النهضة" مرشحا عنه للانتخابات الرئاسية وقال انه يريد دعم مرشح "توافقي"من دون ان يكشف عن اسم من سيدعمه.


وستمنح هذه الانتخابات التشريعية والانتخابات الرئاسية تونس مؤسسات مستقرة لولاية من خمس سنوات بعد نحو اربع سنوات من عدم الاستقرار.
لكن تونس، على رغم كل ذلك تعتبر استثناء في المنطقة التي غرق اغلب دول الربيع العربي فيها في الفوضى والعنف.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم