السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

كيف تحرك "جبهة النصرة" خلاياها في لبنان؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

لم يعد خافياً على أحد وجود "جبهة النصرة" في لبنان، خصوصاً بعد معارك طرابلس الاخيرة وهو أمر بات مسلماً به بالنسبة إلى جهات اسلامية وسياسية عدة، بعدما كانت توصف عناصر التنظيم بـ"الأنصار" غير المنظمين.


"نصرة" لبنان
الاسلاميون في مدينة الفيحاء يعتبرون أن الامر انتهى بـ"تسوية" أخرجت المسلحين إلى أماكن مجهولة وأدخلت الجيش إلى "باب التبانة"، وتشير مصادر إسلامية إلى أن "هيئة العلماء المسلمين بالتعاون مع بعض السياسيين انتجوا هذه التسوية"، فيما الجيش ينفي حصول اي "تسوية" ويؤكد مواصلته عملية ملاحقة الارهابيين.
مع الكشف عن وجود "نصرة" في لبنان، تساءل البعض عن أمير في هذه الجمهورية؟ وتجيب المصادر عن مثل هذه الأسئلة بالقول: "ليس هناك من أمير للنصرة في لبنان، فهي تعتمد أسلوب الخلايا العنقودية، ما يعني مجموعات لا تعرف بعضها البعض، يتم تحريكها عبر منظومة تقود وتسيطر على المجموعات، وظهر ذلك في معارك طرابلس، حيث لوحظ الانسحاب التكتيتي والمحترف والعمل اللوجستي والقدرات التنظيمية الكبيرة، والتي تعود بأكملها إلى مسؤول مركزي".
ماذا عن "الدولة الاسلامية"؟ المعطيات تؤكد وجود عناصر لـ"داعش" في لبنان ليسوا بعدد عناصر "النصرة" وهم أضعف وأقل تنظيماً، وتلفت المصادر إلى أن "التطورات في القلمون أعطت النصرة المرجعية في قيادة العمل أكان في الداخل او في الجرود، وباتت عناصر "الدولة" بتصرف "النصرة".
وفق قراءة المصادر الاسلامية، فـان "النصرة وداعش يريدان وقف امكانية ضرب السني في لبنان، ولا يريدون للمناطق السنية أن تكون خاصرة ضعيفة أمام "حزب الله"، لتنتهي بخلاصة أنه "طالما هناك حزب الله كميليشيا غير شرعية في لبنان فهناك جهة اخرى (النصرة) علينا التعايش معها لتجنب الانفجار الاكبر"، رافضة التداول الاعلامي بمصطلح "امارة اسلامية"، وتسأل: "كيف يمكن لـ 20 أو 30 شخصاً اقامة إمارة اسلامية في الشمال وهم لم يستطيعوا السيطرة على شارع واحد؟".
رغم متابعة العملية بالنسبة إلى الجيش بدهم وتوقيفات وانتشار عسكري، إلا أن المصادر تعتبر أنه "طالما الازمة السورية موجودة فكل الامور تبقى مفتوحة، خصوصا في طرابلس لأنها باتت صندوق بريد".


منع الاعتداء على السنة
يربط رئيس "هيئة السكينة الاسلامية" أحمد الأيوبي عدم حصول أي معركة جديدة بـ"مدى وعي القيادات السياسية والعسكرية"، ويضعهم أمام السؤال: "هل سيكون لدينا الاصرار على زج الجيش في معارك تخدم حزب الله مباشرة ولا تمكّن الجيش من الحسم وتضعه على مفترق طرق خطير، أو علينا ان نعي ان ما يجري من متغيّرات في المنطقة بدأ يصبح واقعاً في لبنان وعلينا التأقلم معه؟".
انفجرت المعارك بعد القاء القبض على مجموعة عاصون، وبرأي الأيوبي أنه "حتى انتهاء مواجهات عاصون كانت الامور طبيعية، لكن الجيش قرر تحت ضغط ما الذهاب باتجاه استكمال عمليات الدهم وفتح مواجهة مع المجموعات المسلحة، وبحسبه ان "القاء القبض على شبكة عاصون صحيح من الناحية النظرية، لكن عمليا أدى الامر إلى مواجهة سمحت للمقاتلين بالانسحاب الآمن".
ويضع ما جرى ضمن "الصراع القائم بين حزب الله وجبهة النصرة في سوريا ولبنان، فالآن يخوض الأول الحرب ضد المعارضة السورية في سوريا وهو في مواجهة مباشرة مع جبهة النصرة، التي ارخت بظلالها وادخلت لبنان في اشكالية الاشتباك المباشر، واصبحت "النصرة" تمتلك القدرة على احداث صدامات كبيرة في لبنان".


ولا يستبعد الأيوبي علاقة لـ"النصرة" بما جرى في طرابلس، داعياً إلى مراقبة بيانات هذا التنظيم ومواقفه، ويقول: "أقله لدينا مناصرة للنصرة من هذه المجموعات، لكني اعتقد أن الامر أكبر من مناصرة شفهية"، مضيفاً: "هناك وجود لجبهة النصرة في لبنان لكن ليس لديها القرار بمعركة داخلية، أما حزب الله فيريد أن يجر الجيش اللبناني إلى معركة مع انصار وعناصر النصرة في لبنان لاعتقادهم انه سيسقط مشروعهم، لكن الواضح أن حزب الله تأخر كثيرا لاجهاض هذا المشروع"، ويشير إلى أن مشروع هؤلاء هو "ايجاد التوازن لمنع الاعتداء على أهل السنة".


مجموعات مستقلة
لا يستبعد العميد المتقاعد خليل الحلو حصول معارك جديدة بين الجيش والمسلحين، لكنه يرى أنه "لن تكون بالشكل نفسه الذي حصل في طرابلس لأن قدرة المسلحين في حال فرّ منهم أحد ضعفت".
ويوضح أن "النصرة وداعش يتبعان اساليب المعارك الثلاثة: الارهابي بتفخيخ السيارات وقتل المدنيين والذبح أمام الكاميرات، حرب العصابات التي يخوضانها في سوريا، والحرب الكلاسيكية مثلما يحصل في كوباني".
وبحسب الحلو، "تبيّن أن مجموعات المسلحين في لبنان تستخدم اسلوب حرب العصابات وتعمل باستقلالية عن بعضها، ولكل مجموعة قرارها الميداني وتمويلها وسلاحها"، معتبراً أن "ما حصل في طرابلس يدل على أن حربا كلاسيكية لا يمكنهم القيام بها لأنهم يحتاجون إلى حشد من 300 إلى 400 عنصر وتسجيل خرق ما مثلما فعلوا في الموصل وكوباني، وهو أمر متعذر بسبب أن الطائفة السنية لا تحتضن هؤلاء بعكس ما يتداول بعض الاعلام"، متسائلاً: "في حال كان للنصرة خلايا نائمة اخرى، لماذا لم تحركها؟".


تسوية أم فرار؟
يرجح الحلو أن تكون قد حصلت عملية فرار "لأنه في العلم العسكري لا يوجد طوق أمني كامل"، ضاربا ًالمثل بما حصل في معارك "نهر البارد"، حينما حصلت عملية فرار كبيرة ونصفهم اما قتلوا او القي القبض عليهم أو فروا إلى سوريا، وفي الفلوجة ايضاً حصل الامر نفسه.علماً ان تفسيرات أخرى وتأويلات قد أعطيت لعملية الفرار هذه.
فرار المسلحين بـ"تسوية" او من دونها قائم، لكن يسأل الحلو: "أين سلاحهم وذخائرهم؟ وماذا عن من تم ايقافهم والذين سيدلون بمعلومات عن اماكن تواجد الباقين؟"، مؤكداً أن "حصول الفرار لن يسمح لهم باعادة سيناريو طرابلس لأنهم خسروا قسماً كبيراً من قدراتهم، والخوف اليوم من خلايا جديدة خارج طرابلس استخلصت العبر من طرابلس".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم