الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

السيسي يتحدث عن دعم خارجي للارهاب\r\nوالاستراتيجية الامنية المصرية تعاني من "اخفاق"

A+ A-

تحدث امس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن وجود "دعم خارجي" للهجوم الانتحاري الدامي الذي استهدف الجيش في سيناء الجمعة موديا بحياة ثلاثين جنديا، واعتبره خبراء "اخفاقا لاستراتيجية" مواجهة الجماعات الجهادية المسلحة التي تشن هجمات دامية متكررة بتكتيكات مختلفة، على رغم الحملة الامنية التي بدات هناك قبل نحو عامين.


واتخذت مصر اجراءات سريعة بينها فرض حال الطوارئ في قسم من شمال ووسط شبه جزيرة سيناء لثلاثة اشهر وكذلك فرض نظام منع التجول في المنطقة مع اغلاق معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة الى اجل غير مسمى.
وقال السيسي اثر اجتماع مع قادة الجيش الكبار بثه التلفزيون الرسمي ان "العملية هذه وراءها دعم خارجي. هناك دعم خارجي تم تقديمه لتنفيذ العملية ضد جيش مصر بهذا الشكل".
ولم يذكر تحديدا الجهة التي دعمت الهجوم. لكن المسؤولين المصريين غالبا ما يتهمون الحركات الاسلامية في قطاع غزة بتقديم الدعم للجماعات الجهادية في سيناء والتنسيق معها في شن الهجمات.
واوضح السيسي ان الهجوم هدفه "كسر ارادة مصر والمصريين. معمول لكسر ارادة الجيش باعتباره عمود مصر". واشار الى اجراءات سيتم اتخاذها بخصوص المنطقة الحدودية مع قطاع غزة ، قائلا ان "المنطقة الحدودية بينا وبين القطاع غزة لابد ان يتخذ فيها إجراء لانهاء هذه المشكلة من جذورها".واضاف: "مشكلة رفح والمنطقة الحدودية فيه اجراءات كثيرة ستؤخذ (بشانها) خلال الفترة القادمة".
وتفرض حال الطوارىء في المنطقة الممتدة من مدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة حتى غرب العريش، كبرى مدن محافظة شمال سيناء، وتتضمن ايضا مناطق وسط سيناء.
وتشمل معبر رفح الحدودي الذي قررت السلطات المصرية الجمعة اغلاقه حتى اشعار آخر، بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية ومسؤولون في المعبر.
وافاد شهود ان حواجز امنية انتشرت في الشارع الرئيسي في الشيخ زويد التي تحولت الى مدينة اشباح بعدما لزم المواطنين منازلهم، وهو ما يتكرر في مدينة رفح الحدودية ايضا.
كما اعلن الحداد الرسمي لثلاثة ايام على الضحايا العسكريين الذين ستنظم لهم جنازة عسكرية رسمية السبت بحضور رئيس الجمهورية كما افادت قنوات فضائية مصرية خاصة.
من جهة اخرى، افادت مصادر امنية ان مروحيات الاباتشي العسكرية قصفت السبت مواقع يشتبه ان تكون لمتشددين من "انصار بيت المقدس" ، واضافت ان ثمانية مسلحين متشددين قتلوا في القصف الذي رافقه حملة دهم.
وقرر الجيش في اجتماع طارىء تاليف لجنة من كبار قادته لدراسة "الأحداث الإرهابية الأخيرة بسيناء"، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية يؤكد ان ذلك هدفه "تعزيز جهود مكافحة الإرهاب بكافة صوره في سائر أنحاء الجمهورية".
يذكر ان قوات الامن تتعرض منذ اكثر من عامين لهجمات عدة في سيناء وهجوم الامس هو الاسوا منذ مقتل 25 شرطيا في اب 2013 بعد نحو شهر من اطاحة الرئيس الاسلامي السابق محمد مرسي.
وافادت مصادر امنية ان "انتحاريا يقود سيارة مفخخة هاجم حاجزا للجيش في كرم القواديس في منطقة الخروبة قرب مدينة العريش في شمال شبه جزيرة سيناء". واضافت ان انفجار السيارة المحملة بكميات ضخمة من مواد شديدة الانفجار في الحاجز اعقبه "انفجار ضخم أدى الى نسف الحاجز بشكل كامل".
وبعد ساعات على الهجوم الاول، قتل ضابط واصيب جندي بالرصاص في هجوم منفصل على حاجز امني في منطقة الطويل جنوب العريش.
وقد تم استخدام سيارات مفخخة يقودها انتحاريون في هجمات ضد قوات الامن المصرية.
اخفاق امني
واعتبر خبراء ان هجوم سيناء يشكل "اخفاقا لاستراتيجية" مواجهة الجماعات الجهادية المسلحة . وقال الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الجهادية وسيناء في مبادرة الاصلاح العربي، ومقرها باريس اسماعيل الاسكندراني، ان "الاستراتيجية المصرية تثبت فشلها مع كل هجوم". واضاف ان "كفاية القوات الموجودة في سيناء دون المستوى، فهي تفتقر للتدريب والقدرة على المواجهة" مع الجهاديين.
من جهته، قال للواء المتقاعد محمد الزيات المستشار الاكاديمي للمركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية، ومقره القاهرة، ان هناك معوقات طبيعية كبيرة تواجه الجيش في سيناء تفسر هذا الاخفاق.واضاف ان "سيناء منطقة سكنية يختلط فيها السكان مع المسلحين" مشيرا الى انها "تحولت الى مخزن كبير للسلاح المهرب في اعقاب سقوط القذافي في ليبيا".واشار الى ان "الانفاق على الحدود مع غزة يهرب منها المسلحون ويعودون مرة اخرى" الى مصر.
ويشير نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الحكومي عمرو هشام ربيع الى "تقصير امني واضح" وراء تكرار الهجمات.وقال :"كثير من الهجمات تستهدف باستمرار حواجز ثابتة للامن معروفة للمسلحين ما يجعلها اهدافا سهلة".
بدوره، عبر يزيد صايغ الباحث في مركز كارنيغي للشرق الاوسط عن اعتقاده ان استخدام الجيش "للقوة العشوائية ضد السكان المدنيين" ربما يخلق "ارضية دعم طبيعي بين السكان المحليين للجماعات المسلحة".واضاف ان هذا يجعل السكان محصورين بين "الجماعات المسلحة والارهابيين من جهة واجهزة الدولة التي تراهم اعداء في الجهة الاخرى".
ويقول خبراء ان الجيش المصري يستخدم استراتيجية "تقليدية وخاطئة" في التعامل مع الجهاديين الذين يشنون "حروب عصابات" تنوعت بين الهجوم بصواريخ الهاون ووضع العبوات الناسفة واستخدام السيارات المفخخة.
واوضح الاسكندراني "تنظيم بيت المقدس تمكن من تنويع هجماته عبر الدمج بين تكتيكات حروب العصابات وتكتيكات الجيوش النظامية من خلال الخبرة التي اكتبسها انضمام بعض الضباط المتقاعدين الى صفوفه".واضاف: "في المقابل الجيش المصري يستخدم تكتيكات الجيوش النظامية واسلحة ثقيلة وهي ابعد ما يكون عن الصواب في مثل هذه الظروف". ورأى ان "بيت المقدس تحولت من مجرد شبح في نظر الامن الى كائن حي موجود ينصب مكامن ويفتش سيارات المارة وهوياتهم ويرفع اعلامه في وضح النهار".
كما يعتقد اللواء الزيات ان هجمات الجهاديين تكشف عن "تطور كبير في اساليب العمل" مشيرا الى "انضمام جهاديين عادوا من سوريا الامر الذي يمنح قدرة على استخدام المتفجرات بحرفية اكثر".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم