السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

مئة شخص في احد ملاجئ دونيتسك منذ اربعة اشهر

المصدر: "أ ف ب"
A+ A-

تقول سفيتلانا (53 سنة) التي تعيش في احد احياء دونيتسك، شرق اوكرانيا، حيث تدور معارك يومية بالمدفعية بين المتمردين الموالين لروسيا والقوات الاوكرانية، "اقيم منذ اربعة اشهر في هذا الملجأ. واذا ما خرجت، فإني اخشى من سقوط قذيفة تقتلني ...".


ومدخل الملجأ هو كوخ صغير مصنوع من الخشب، قبالة منجم فحم، وقد ألصقت به لافتة كتب عليها "ملجأ للدفاع المدني". وعلى بعد امتار، خلف ابواب سميكة مدرعة، يعيش حوالى مئة شخص يشكل النساء معظمهم منذ ثلاثة او اربعة اشهر.
وقد تحولت المقاعد أسرة موقتة مدت عليها الاغطية، وعلقت ثياب على الجدار، ويؤمن بعض الالعاب ودمية وطابة لكرة القدم، التسلية لخمسة عشر طفلا يعيشون في هذا الملجأ المؤلف من غرفتين كبيرتين والمبني في الحقبة الستالينية في 1937.
وقالت سفيتلانا التي يرافقها حفيدها الكسندر (سنة وسبعة اشهر) ذو الشعر الاشقر والابتسامة الدائمة، "نحن هنا كما لو اننا نعيش في سجن. ويفقد البعض اعصابهم".
وذكرت ايرينا (49 سنة) التي احترق متجرها من جراء القصف "يعيش الان 96 شخصا في هذا الملجأ. كنا 250 في البداية. والذين استطاعوا وتوافر لديهم المال، غادروا دونيتسك". واضافت "خسرت كل شيء، زوجي يعمل في ملجأ، لكنه مقفل الان. ونعيش على المساعدة الانسانية التي نحصل عليها".
وتعيش ايرينا ايضا في هذا الملجأ منذ اربعة اشهر مع زوجها وابنتها وحفيدها الذي يبلغ السابعة من عمره. وقالت "اردنا مرتين العودة الى بيتنا لأخذ اغراضنا. وفي كل مرة، فاجأتنا عمليات القصف وعلقنا. وقتلت امرأتان لم تتمكنا من الوصول الى الملجأ على مرأى من حفيدي".
واضافت ايرينا "لا نستطيع العودة الى بيتنا. فالقبو لا يتصف بالمتانة الكافية. هنا، يقصفون يوميا، لكننا في الملجأ. لقد اتينا الى هنا لننجو من الموت".
وفيما يعيش الجميع سوية، يواجه البعض صعوبة في السيطرة على انفسهم فيفقدون اعصابهم احيانا. وقالت سفيتلانا "الامر صعب على الجميع. تعيش معنا جدة في السابعة والثمانين من عمرها واطفال رضع. ولا يعرف احد عندما يستيقظ هل سيبقى على قيد الحياة حتى المساء ام لا. وقد حاولت تهدئة جارتها التي كانت تتذمر من "الانغلاق في قفص ولا تعرف كم ستبقى فيه بعد".
وقالت فالنتينا فيليبوفنا (67 سنة) التي كانت تراقب ثلاثة اطفال جالسين بانضباط حول طاولة ويرسمون، ان "بعض الاطفال لا يشعرون بالخوف كما في السابق. لقد اعتادوا على الامر. وهم يعتبرون عمليات القصف امرا مألوفا. لكنهم يريدون الخروج من الملجأ، والامر محفوف بالمخاطر. وما كدنا نبدأ امس مباراة في كرة القدم مع الاطفال، حتى استؤنف القصف".
وخلف الملجأ، تنصرف نساء يرتدين معاطف الى الطبخ على موقد، وقد استفدن من هدنة قصيرة، غير مباليات بالقصف المدفعي البعيد. والى جانبهن، علقت ثياب جافة على حبال مربوطة بين الاشجار.
وقالت سفيتلانا التي يقلقها اقتراب الشتاء كالاخريات، "الماء الذي نستخدمه بارد، ونسخنه في غلايات عندما تتوافر الكهرباء".
وفيما تتدنى درجات الحرارة في الوقت الراهن الى ما دون الصفر ولا تتجاوز الثماني درجات خلال النهار، ليس في الملجأ وسائل تدفئة. والامكانية الوحيدة هي المدفأة الكهربائية.
وتقول سفيتلانا ان "عمليات القصف غالبا ما تلحق اضرارا بخطوط الكهرباء. وهكذا امضينا اكثر من شهر محرومين من الكهرباء. وكنا نؤمن النور بالقناديل او الشموع".
وحول الملجأ، يتولى عشرة من الجنود المتمردين الحراسة في هذا القطاع الذي هجره سكانه ودمرت فيه اعداد كبيرة من المنازل.
واكد المتمرد اليكسي الذي يناهز الثلاثين من عمره، ان "المدفعية الاوكرانية تبعد حوالى كيلومترين اثنين من هنا. وهم يطلقون النار من الدبابات ومدافع الهاون ومدافع الميدان".
وسيواجه المقاتلون شتاء قاسيا، "ولاسيما الاوكرانيون منهم. نحن في منازلنا، في المدينة، اما هم ففي العراء"، كما يقول اليكسي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم