الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"هدنة" بتواري المسلحين لا تبعد أحلامهم المريضة عن طرابلس

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
A+ A-

ليلة وضحاها، هي مدة الجولة الجديدة من المعارك التي دارت بين الجيش و مسلحين متطرفين في طرابلس، والتي انتهت بانسحاب من أدرك أن لا بيئة حاضة في عاصمة الشمال له إلى مناطق مجهولة. التوافق كان سريعاً كسرعة انطلاق الاشتباكات، قتال وقتلى ودمار ثم اتفاق و انسحاب، المشهد ذكر بمسلسل نهر البارد لكن هذه المرة تم قطع البث سريعاً.


لا يزال الخوف من تكرار الجولة قائماً، ومن تحرك خلايا نائمة و ظهور خلايا جديدة قائماً أيضاً، فالجيش يتعامل مع سرطان لا يعرف كيف واين من الممكن أن يظهر ويتمدد، لكن الحكومة كما قال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في اتصال مع "النهار" "لن تقبل أن تكون طرابلس ساحة لأحلام مريضة، ففي السابق حاول البعض تفسير أحلامه في المدينة، وكانت كارثة على المدينة التي لا تزال تدفع الثمن، والآن قام المسلحون بوساطة للاختفاء من الأسواق الداخلية بعد أن خاب ظنهم ولم يلقوا احتضاناً لعمليتهم من أهل طرابلس ولم يتعاطف معهم أحد، فأهل المنطقة أشرف من الانغماس في هكذا أمر كما أن الجيش يمسك بزمام الأمور".


الخطة الأمنية لم تنهار
وأكد أن" رأي الحكومة تجاه ما يحصل، لا يختلف عن رأي فعاليات المنطقة، وهذا الموضوع لا مجال للمجادلة أو المفاوضة فيه، فالمسؤول عن الوضع الأمني هو الجيش الذي يملك كل الصلاحيات والغطاء ويتمتع بالامكانيات".
ورداً على سؤال، اعتبر أن " الخطة الأمنية لم تنهار، لكن هناك كثيرين يريدون استخدام طرابلس وسيلة من وسائل الصراع. في السابق كانوا يستخدمون جبل محسن وباب التبانة وعند انتهاء هذه القصة، خرجوا بشخص فصيح من المنية ليلقي خطاباً يطلب من السنة مغادرة الجيش...هذه الامور لم تعد تمر في طرابلس".
الحالة انتهت بحسب درباس، لكن"بات الأمر يقتضي وضع طرابلس موضع دراسة جدية من الحكومة للتوصل إلى خطة شاملة لتطهيرها من كل هذه الادران ويجب ان تحرك مشاريعها الاقتصادية التي سترى النور قريباً وهذا ما سأطرحه لدى عودتي من المانيا".


ردة فعل فورية
من جهته، اعتبر رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد الركن المتقاعد هشام جابر، في اتصال مع "النهار" أنها ليست المرة الأولى التي يكون فيها الجيش هدفاً لهذه المجموعات الارهابية المتطرفة، بل منذ أكثر من سنتين وهو كذلك، تكثفت في المدة الأخيرة الهجمات عليه في كل المناطق اللبنانية تحديداً في البقاع وطرابلس".


امارة واجتها البحر
" المسلحون يحلمون بامارة واجتها البحر، وما نراه الآن هو تحضير لها. الهدف هو احراج الجيش في منطقة الشمال تمهيداً ربما لاخراجه، وحملة الكمائن التي يتعرض لها العسكريون في عكار ليست صدفة، بل هي نتاج مخطط مدروس يترافق مع حرب نفسية واعلامية تحريضية لضرب معنويات الجيش" ، بحسب جابر.
"الجيش يقاتل مجموعات مسلحة عددها ليس كبيراً الآن انما يمكن أن يكبر بسبب الخلايا النائمة في الشمال، كما أن البقعة التي يقاتل فيها واسعة، خصوصاً باب التبانة وباب الحديد، عدا عن انتشار المسلحين في منطقة السويقة ووصولهم الى منطقة التل وسط طرابلس، ومنطقة الزاهرية البعيدة الى حد ما، كما أن احتلالهم احدى الكنائس له مدلولاته"، وفق جابر الذي لفت الى ان "الجيش يقاتل مجموعات ارهابية مسلحة جيداً ولديها عقيدة قتالية وتعرف المنطقة جيداً، كما أن قتال الشوارع ليس سهلاً لذلك وقع جرحى للجيش".


خطأ التسويات
واعتبر أن انسحاب المسلحين بتسويات خطأ كبير،فـ" كل الصفقات التي تقوم بها السلطة السياسية مع المسلحين تضرب معنويات الجيش، تهدأ في مكان ويعاود المسلحون أخذ أنفاسهم في مكان آخر".
وعما اذا كان باستطاعة الجيش خوض حرب شوارع من دون كلفة باهظة، رأى جابر ان "امكانياته محدودة، لكن لا يستطيع أن يترك المهمة المكلف بها، ولا يكفي أن يحصل على التغطية الرسمية من قبل الحكومة ، بل يحتاج الى تغطية سياسية شاملة لاسيما في الشمال من القادة السياسيين والروحيين ورجال الدين والمجتمع والوجهاء، والا لا يجب على الجيش ان يتابع المهمة، فلا يجوز أن يبقى بين الكمائن الاعلامية والحرب النفسية والقنص ويقضى على العسكر بالمفرق ويظهر من يبرر للارهابيين ويغطيهم".


أسباب انزلاق الوضع
وفي الوقت الذي تمنى فيه الشيخ نبيل رحيم عبر "النهار" أن تكون دعائم التهدئة ثابتة، بعد الاجتماعات التي أسفرت عن قرار دخول الجيش الى الاسواق الداخلية وانسحاب المسلحين الذين اتجهوا الى مناطق بعيدة عن التوتر"، شرح مصدر اسلامي لـ"النهار" أسباب انزلاق الوضع على رغم وجود الخطة الأمنية، بالقول: "هناك من يعتبر أن الجيش مسيّر ويتعاطى معه على أنه حزب الله، وفي الوقت الذي يقوم فيه الجيش بملاحقتهم يعتبرون أنفسهم مناصرين للثورة السورية وأن حزب الله من يلاحقهم" .
"حتماً ستعاود الكرة، هذه التهدئة ما هي إلا حبة مسكن و شيء طبيعي أن يتبع المعركة وقف اطلاق نار كنوع من الهدنة وما حصل اليوم هدنة وليس انتهاء للمعارك"، ختم جابر.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم