السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

عون أم أزمة مفتوحة؟

المصدر: "النهار"
خليل فليحان
A+ A-

تدل تصرفات أكثر من مرشح معلن أو مرشح بالقوة كالعماد ميشال عون وفقا للمفهوم الفلسفي للعبارة، ان انتخاب رئيس جديد للجمهورية بات أزمة مفتوحة ولن تكون محدودة باي موعد زمني لإيجاد حل لها وإعادة الحياة الى قصر بعبدا بعد "فراغه" من رئيس للبلاد منذ 153 يوماً.


ينتهج "التيار الوطني الحر" سلوكا يعاكس آراء معظم القوى السياسية فهو، وفقا لما أكده وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في مقابلة تلفزيونية أمس من "تكتل الاصلاح والتغيير" هي ضد المرشح التوافقي على غرار الرؤساء الذين تعاقبوا على الكرسي في بعبدا بين العامين 1990 و2005. وان "التكتل" هو مع مرشح قوي يتمتع بتمثيل شعبي ونيابي، وله مكانته التمثيلية كرئيسي مجلس النواب والحكومة وليس أقل منهما، وقادر ان يتخذ قرارات قابلة للتنفيذ وان يجذب معظم الشخصيات لتأييد.


ويرى غير سفير دولة كبرى معتمد لدى لبنان -وبلاده معنية بإنجاز هذا الاستحقاق من دون أي تأخير - أن موقف عون غير قابل للعلاج في الوقت الحاضر وحتى في المستقبل القريب، وانه لن يصوت لأي مرشح آخر بل سيضع ونواب تكتله ورقة بيضاء ولا ينتخب اي رئيس سواه حتى لو كان توافقيا بتفاهم معظم الافرقاء السياسيين.
ويلفت الى ان سلبية عون غير قابلة للعلاج وفقا لتجربته معه مرات عدة، وقدّمنا له الكثير من الخدمات في أوقات صعبة مرّ بها في تاريخه السياسي . فهو غير مرن في هذه المسألة على حد تعبيره، ولا يري اي ضرر في إبقاء البلاد من دون رئيس لمزيد من الأشهر، وليس الأسابيع فقط، لعل شيئا يتبدل ليمهد الطريق لتأمين الأصوات المطلوبة التي توصله الى قصر بعبدا.


ويقترح السفير وفقا لمحاولاته في مجال ازالة العقبات من وجه انتخاب رئيس للجمهورية ان يسحب رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط مرشحه النائب هنري حلو، لأن استمرار هذا الترشيح هو ايضا يعرقل إتمام الاستحقاق وموجه ضد عون والدكتور سمير جعجع معا . ومن ثم السعي الى إقناع نواب من قوى الثامن من آذار الإعلان عن وقف تأييد عون من اجل مصلحة البلاد وأنهم مع رئيس توافقي يكون قد اتفق عليه مع باقي القوى السياسية، لان استمرار حال المراوحة في تمسك كل من 14 و8 آذار بموقفهما أدى الى خلل في التمثيل في المؤسسات الثلاث وخفض التمثيل الديبلوماسي اللبناني في الخارج من مستوى سفير واللافت ان 22 مركزا شاغرا من هذه الرتبة شاغرة بعد إحالة أصحابها على التقاعد بعد بلوغهم السن القانونية. ومن أضرار هذا الشغور، عدم وجود قائد اعلى للقوات المسلحة الذي هو رئيس الجمهورية، فضلاً عن غياب توقيعه عن المراسيم وحلول توقيع جميع الوزراء محله للمرة الأولى في تاريخ الجمهورية. غياب الموجّه والموفّق لدى طرح المشكلات سواء بين افرقاء سياسيين اختلفوا أو مع الخارج.


وسأل السفير، هل يعقل ان يستمر هذا التنافس الحاد بين عون وجعجع ومن يؤيدهما وآمن البلاد مهدد بإرهاب "داعش" و"النصرة". ودعا الرجلين الى "التنازل من اجل الانتقال الى مرحلة جديدة وهي تحصين البلاد في وجه الارهاب والعمل على خفض أزمة اللاجئين السوريين في ضوء الاستراتيجية التي وافق عليها مجلس الوزراء امس".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم