الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

اليمين الإسرائيلي ونتنياهو

رندة حيدر
A+ A-

لم يعد اليمين القومي المتشدد في إسرائيل راضياً عن بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود المعروف بمواقفه المعادية للدولة الفلسطينية ورفضه حل الدولتين وتمسكه بسياسة الوضع القائم، وبمواقفه الداعمة للمستوطنين. فبعد الانتقادات الحادة التي وجهها هذا اليمين الى الطريقة التي أدار بها نتنياهو الحرب الاخيرة على غزة، واتهامه بأنه اخفق في القضاء على "حماس" عسكرياً وتردد في احتلال غزة، ها هو اليوم يشن حملة ضغوط جديدة عليه متهماً اياه بتجميد البناء في المستوطنات وعرقلة خطط توسيعها.
بالطبع لا أحد يستطيع ان ينافس نتنياهو في دفاعه عن الاستيطان والمستوطنين، ولا عن الدور الذي اضطلعت به حكومته منذ 2009 حتى اليوم في إعاقة واحباط كل محاولات الوساطة الأميركية من اجل التوصل الى تسوية تضمن حل الدولتين واخلاء مستوطنات، ولا الجهود التي بذلتها حكومته من أجل توسيع المستوطنات.
لكن هذا لم يعد كافياً في نظر احزاب اليمين التي لا يهمها ما يجري من حولها في المنطقة، ولا الضائقة والافق المسدود اللذين يعيش في ظلهما فلسطينيو القدس الشرقية والضفة الغربية،وهي ترى ان الوقت ملائم للمضي قدماً ببناء احياء جديدة في المستوطنات، واسكان مستوطنين يهود داخل أحياء عربية في القدس الشرقية، وحتى المطالبة بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى والسماح لليهود بالصلاة هناك. ويخيّر اليمين المتشدد نتنياهو بين الانصياع لرغبته في التعجيل في وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية او زعزعة حكومته.
مع موت معسكر السلام في إسرائيل وأفول نفوذ حزب العمل، وتحول أحزاب الوسط الجديدة ممثلة لتيارات اجتماعية - اقتصادية لا تملك رؤيا سياسية واضحة، وضعف الاحزاب العربية، وصعود نفوذ الاحزاب الدينية، بات الصراع السياسي داخل إسرائيل ينحصر بين اليمين التقيلدي الذي يمثله نتيناهو واليمين المتطرف الجديد الذي تمثله أحزاب اليمين القومي وفي طليعتها حزب البيت اليهودي، وباتت المنافسة من الاكثر تأييداً للمستوطنين اليهود.
تمر إسرائيل حالياً في أكثر مراحلها السياسية يمينية وتطرفاً وانغلاقاً وعنصرية حيال الفلسطينين. ويستغل نتنياهو هذا التطرف كي يدافع عن بقائه في السلطة. فهو يتذرع بهذا اليمين من اجل مواجهة الضغوط الدولية عليه لوقف البناء في المستوطنات، وهو من جهة اخرى يستفيد منه كي يظهر للمجتمع الدولي انه الطرف الإسرائيلي الاكثر اعتدالاً ومرونة.
الهجمة الجديدة لليمين الإسرائيلي على الاستيطان لا بد ان تؤدي عاجلاً ام آجلاً الى انفجار العنف والمواجهات. فاليأس والاحباط وفقدان الامل في تحقق حلم الدولة الفلسطينية ستؤجج نيران صراع الفلسطينيين دفاعاً عن أرضهم.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم