الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

سلام يرفع الصوت في برلين \r\nالانعكاس السلبي للأزمة على لبنان

خليل فليحان
A+ A-

سيخاطب رئيس الحكومة تمام سلام مؤتمر برلين للاجئين السوريين في 28 من الجاري بصراحة، مؤكدا ان لا دعم دوليا للدول المضيفة للاجئين ولا أحد يهتمّ بهم وسيركز على ان المطلوب دوليا حل الازمة السورية بوقف الاقتتال لوقف اللجوء الى لبنان او الأردن او تركيا او اي بلد آخر، وهذا ما يراكم المزيد من النتائج السلبية على لبنان. وافاد مصدر وزاري مطلع "النهار" ان وزارة الخارجية الالمانية طرحت على لبنان مشروع "اتفاق" يتضمن الطلب من لبنان التزام المعاهدات الدولية المتعلقة باللاجئين، فكان ان ردها لبنان بعد مناقشتها. وبرر السبب ان "لبنان لا يريد ان يكون مستودعا ولا دولة لجوء، لان المعاهدات تجعله كذلك، فتفهّم الجانب الالماني".


ورأى ان هناك جهات تضخم التباين الذي كان حاصلا مع برلين، وهذا غير دقيق بعد تفهّم الجانب الالماني هواجس لبنان من اللجوء. وافاد "النهار" ايضا ان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل سيكون له مداخلة. واكد ان ورقة العمل اللبنانية الى المؤتمر مرتكزة على الاستراتيجية التي اقرها مجلس الوزراء حول اللجوء السوري، وقرارات الحكومة وقف اللجوء الى لبنان، والعمل على خفض العدد الهائل للاجئين ووضع ضوابط لتحركاتهم وحصر قبول اللاجئ بوزارة الشؤون الاجتماعية والتشدد في تطبيق القوانين، ونزع صفة اللاجئ عن كل مَن يتوجه الى سوريا، فلا يحق له العودة الى لبنان. وتركز الورقة ايضا على ايلاء اللاجئين ضبط امنهم والاجهزة التي ستؤمن رصد تحركاتهم.
واذا كان هدف المؤتمر الطلب من الدول المضيفة للاجئين الاخذ في الاعتبار ان مكوثهم لديها لا افق زمنيا له والمطلوب التكيف معهم ومحاولة دمجهم فإن الجواب اللبناني سيكون حاسما وقاطعا: "لا نستطيع التكيف مع ما تطلبونه". ولاحظ ان الجانب الالماني اخذ بالملاحظات التي اعطيت له. صحيح ان لبنان يشكر المانيا على تجاوبها بعقد هذا المؤتمر، لكنه فوجئ بما تطلبه منه لجهة توقيع اتفاق جنيف للاجئين للعام 1951، والمبرر الذي اعطته هو ضمان من السلطات بعدم طرد اللاجئين السوريين من لبنان. وكان لهذا الطلب وقع الصاعقة لدى المسؤولين، وفتحت الخطوط مع برلين وكلّف سفير لبنان لدى المانيا مصطفى اديب تبليغ الخارجية الالمانية ان لبنان يرفض توقيع الاتفاق، لأن جميع القوى السياسية اللبنانية متفقة، ليس الآن فحسب، بل منذ 63 عاما على عدم توقيع اتفاق اللاجئين، لئلا يتحول الى بلد لجوء.
وابلغ الجانب الالماني ان لبنان سيقاطع مؤتمر برلين في 29 من الشهر الجاري اذا بقي الالمان مصرين على التوقيع. نجح التفاهم اللبناني في ازالة هذا الشرط، وتقرر ان يشارك لبنان على مستوى عال برئاسة رئيس الوزراء تمام سلام وعضوية وزيري الخارجية والمغتربين جبران باسيل والشؤون الاجتماعية رشيد درباس والسفير مصطفى اديب ومستشارين، علما ان المؤتمر مقرر انعقاده على مستوى وزراء الخارجية. ويعود رفع مستوى المشاركة في مؤتمر برلين للاجئين السوريين، الى الاهمية التي يوليها لبنان لهذا المؤتمر، ولكي ينتهز سلام هذه المناسبة لرفع الصوت وقرع ناقوس الخطر امام نحو 29 وزير خارجية حول معاناة لبنان بسبب كثافة اللجوء الذي يسبب خللاً ديموغرافيا.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم