القاعدة أعلنت تأسيس "حلف القبائل السنية"

أرجأت جماعة "أنصار الله" الحوثية خطة كان مقرراً تنفيذها بالتنسيق مع اللجنة الأمنية العليا لسحب تدريجي لمسلحيهم من العاصمة صنعاء وتسليمها المهمات الامنية وحراسة مؤسسات الدولة.

في خطوة وصفها قادة في الجماعة بأنها "احترازية" تحسبا من تداعيات في ظل التهديد الذي يمثله تنظيم "القاعدة" الذي شرع بالسيطرة على العديد من المناطق القريبة من السواحل الغربية لليمن. اعلن تأسيس " حلف القبائل السنية" على هيئة لجان شعبية على غرار الجان التابعة للحوثيين.

وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع تعثر اعلان التشكيل الحكومي رغم مضي يومين على انتهاء الفترة المحددة في اتفاق السلم والشراكة الذي حدد فترة شهر لبدء مباشرة الحكومة الجديدة مهماتها، نتيجة خلافات بين المكونات السياسية حول حصص الأحزاب في الحكومة.

وأعلن الحوثيون أن مشاركتهم في الحكومة ستقتصر على اختيار وزراء مستقلين من الشخصيات التي تتمتع بالكفاءة والنزاهة، مؤكدين رفضهم القاطع لمطالب النظام السابق والإخوان المسلمين بحصص في الحكومة استنادا إلى مقررات المبادرة الخليجية.

تفتيش طائرة اميركية

وفي صنعاء أخضعت اللجان الشعبية التابعة للحوثيين في مطار صنعاء الدولي أمس أول طائرة شحن اميركية للتفتيش بعيد هبوطها بالمطار، محملة بشحنة مستلزمات تخص السفارة الاميركية وسط احتجاج مندوبي السفارة الذين اعتبروا هذا الإجراء انتهاكا للقواعد الديبلوماسية ونصوص اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لسنة 1963.

وقال موظفون في مطار صنعاء أن الحوثيين عثروا بداخل الطائرة على طرود غير مسجلة في قائمة المستلزمات الخاصة بالسفارة، ومنعوا دخولها ما اشاع استياء لدى مندوبي السفارة.

وأحاطت سلطات مطار صنعاء الحادث بتكتم شديد، فيما اكتفت وزارة الخارجية اليمنية بنشر الاتفاقيات التي تمنع تفتيش الحقائب الديبلوماسية للسفراء المعتمدين في الدولة المعنية كما نشر الموقع الرسمي للوزارة نص اتفاقية فينا للعلاقات القنصلية.

وفي غضون ذلك نفت وزارة الداخلية تقارير تحدثت عن خضوع وزيرها اللواء الركن عبده حسين الترب للإقامة الجبرية، من المسلحين الحوثيين إلى نفيها اقفالهم مقرها بصنعاء، مؤكدة أن الوزير الترب يمارس مهماته بصورة الطبيعية.

الحرب مع "القاعدة"

في غضون ذلك توسعت رقعة المعارك بين المسلحين الحوثيين ومسلحي جماعة "أنصار الشريعة " الذراع الايمن لتنظيم "القاعدة" في محافظة البيضاء، التي كانت أمس مسرحا لمعارك ضارية اعقبت هجوما شنه مسلحو التنظيم بسيارة مفخخة على تجمع للحوثيين في منطقة حزيز بمدينة رداع، أوقع زهاء 30 قتيلا من المسلحين الحوثيين وإصابة آخرين بينهم جنود من معسكر أحرم الذي كان تعرض لهجمات سابقة من مسلحي "القاعدة".

وتمكن الانتحاري من اختراق حواجز التفتيش بعدما رسم على السيارة شعارات الحوثيين، فيما تلا التفجير مواجهات عنيفة بين الجانبين في مناطق الكسارة وحيد شير وأبلان والعرش وسط تقدم للحوثيين الذين أعلنوا محاصرة آخر المعاقل الرئيسية لمسلحي "القاعدة" في مدينة قيفة.

كذلك اندلعت مواجهات بين الجانبين في محيط مدينة رداع ومنطقة المسانح التي خضعت لسيطرة المسلحين الحوثيين الذين اعلنوا أسر عدد من مسلحي التنظيم الأصولي في هذه المنطقة.

مواجهات محافظة إب

وفي محافظة إب أعلنت جماعة "أنصار الشريعة" أمس سيطرتها على مديريتي العدين وحزم العدين، كما أعلنت تأسيس "حلف القبائل السنية" بعد أيام من سيطرتهم على المرافق الحكومية فيها إلى نشرهم مسلحين في مناطق متفرقة وصولا إلى الأطراف الشرقية لمحافظة الحديدة الساحلية.

وأوضحت الجماعة في بيان أن الحلف "تأسس لحماية المنطقة ولدعم جهودها في قتال الحوثيين"، مشيرا إلى نشر لجان شعبية في المرافق الحكومية بمديريتي العدين والحزم، داعيا المواطنين إلى ممارسة حياتهم وأعمالهم بصورة طبيعية.

وحذّر الحلف من تواجد أي أحزاب أو جماعات خارجة عن اللجان الشعبية ملوحا بإنزال "العقوبات الشرعية" ضد المخالفين، كما حذر المواطنين من "رفع شعار الحوثيين أو مناصرتهم بالقول أو الفعل" مؤكدا أن "كل من يناصر الحوثيين سيكون هدف مشروعا للجان الشعبية ولا أمان له".

وشدد التنظيم على رفضه أي "تجمعات أو تكتلات حزبية خارجة عن دعوى اللجان" السنية" ودعا سائر القبائل إلى "الاحتشاد لمواجهة المد الرافضي الشيعي والذي يشكل خطرا على الدين والدنيا".

وفي غضون ذلك نعى "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" القيادي في التنظيم أنس السلمي الذي قضي في عملية هجومية في محافظة إب استهدفت دورية عسكرية تضم مقاتلين من اللجان الشعبية التابعة للحوثيين في المدخل الغربي لمدينة إب.

وفي محافظة لحج الجنوبية اعترض مسلحون يعتقد أنهم من مسلحي تنظيم القاعدة" أمس سيارة تابعة لصندوق النظافة، في مدينة الحوطة ونهبوا مبلغا يقدر بحوالي 12 مليون ريال كانت مخصصة للمرتبات الشهرية للعاملين في صندوق النظافة في المحافظة قبل أن يلوذا بالفرار.