ما هي مميّزات طائرات التدريب المدنية والمخاطر التي قد تواجهها؟

تشكل الحوادث التي تصيب الطائرات التدريبية نسبة "واحد على عشرة مليون"، وأمس أضيف إلى هذه النسبة الضئيلة حادث جديد ذهب ضحيته رجل الأعمال اللبناني جورج عبجي (47 عاماً) ومدرّبه القبرصي أفغستينوس أفغوستين.

الطائرة قبرصية وليست لبنانية بحسب الرئيس التنفيذي لنادي الطيران اللبناني ميشال عبود، الذي أكد لـ "النهار" أن "مطار رفيق الحريري الدولي يضم 6 طائرات تدريبية، يملك نادي الطيران ثلاثة منها وشركة الاجواء المفتوحة تملك طائرتين، والطائرة الخاصة الاخيرة لشخص من آل البوجي".
هذه الطائرات التي هي من طراز سيسنا 172 سكاي هوك الأميركية تعتبر طائرة خفيفة ذات محرك واحد وأربعة مقاعد وهي عالية الجناحين، يراوح سعرها بين 230 الى 240 الف دولار ويمكنها الطيران لست ساعات متواصلة. وتستخدم من الراغبين في القيام برحلات فوق الأراضي اللبنانية ومشاهدة بلاد الأرز من الجو، وإما لتدريب من يهدف إلى الحصول على اجازة طيار خاص.

اجازة طيار خاص
وعن الساعات التي يلزم بها المتدرب للانتهاء من الدورة، أجاب: "يحتاج الشخص إلى أربعين ساعة تدريبية طيران مجزأة على 25 ساعة طيران مزدوج أي برفقة مدرب، فضلاً عن 15 ساعة طيران انفرادي، وما يقارب 70 ساعة من الدروس النظرية على الارض، وعند الانتهاء يحصل على اجازة طيار خاص، وهي من الشهادات التي تلاقي اقبالا". ولفت إلى أنه "يوجد اليوم 3 مدربين وما يقارب 70 طياراً و 10 موظفات يتم تدريبهن على الطيران".

لا حوادث تذكر
عبود نفى وجود أي مخاطر لدى قيادة هذا النوع من الطائرات التي تخضع للصيانة الدورية من المديرية العامة للطيران المدني، وقال: "لم تتعرض مثل هذه الطائرات في لبنان الى أي حادثة، فالصيانة والمراقبة الفعالة من الطيران المدني حالت دون ذلك". واستطرد "اما الطائرة التي قضى نتيجتها رجل الاعمال اللبناني جورج عبجي فهي قبرصية، ولا أحد يعرف ملابسات الحادث حتى الآن".

بين البشري والفني
كلام عبود أكده نقيب الطيارين فادي خليل لـ"النهار" الذي أشار إلى أن " كل الاحصائيات تشير إلى أن العالم الثالث والدول المتحضرة يتشابهان بعدم وجود اي حوداث تذكر في ما يتعلق بالطائرات التدريبية. لكن ذلك لا يمنع وقوعها، والدليل ما حصل امس مع الطائرة القبرصية، التي يجب انتظار التقرير لمعرفة السبب وراء الحادث، والذي يمكن أن يكون له علاقة بأسباب بشرية أو فنية".

تقوم بواجبات الانسان
وعن مميزات الطائرة، أشار المدير العام السابق للطيران المدني حمدي شوق لـ"النهار" بأنها "تتميز بقدرتها على التعاطي مع العوامل الأساسية التي يتمتع بها الإنسان لا سيما عوامل الخطأ، فهي تتمتع بقدرة على مقاومة الخطأ البشري والاستمرار، كما أن هذه الطائرات تكون مجهزة بطريقة يستطيع المدرب والمتدرب قيادتها، فاذا اخطأ المتدرب يكون بقدرة المدرب أن يأخذ قراراً عنه، لذلك ووفق الاحصاءات الدولية فإن نسبة المخاطر لوقوع طائرات التدريب خفيفة جداً، تصل إلى واحد بالعشرة مليون".

بين الحادث والعارض
وأضاف شوف ان " هذه الطائرة مصممة للتدريب، ولا يوجد عدد ثابت لطلعاتها التدريبية"، مميزاً بين ما يمكن تسميته حادث طيران وعارض "فلا يمكن أن نقول بتعرض طائرة تدريب لحادث ما لم تتحطم بشكل كلي أو أن تحصل وفاة، أما العارض فيعني وقوع مشلكة أثناء الرحلة لكنها لم تؤد الى وفاة او تحطم الطائرة بالكامل". ولفت إلى "عدم حصول حوادث في لبنان بل عوارض، وذلك بحسب ما أذكر منذ نحو 20 سنة تاريخ عودتي إلى لبنان حيث لم اسمع بحادث أصاب طائرة تدريب لبنانية".