السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

التمديد والفراغ الشامل!

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

التمديد النيابي بكونه بذاته قد يكون غاية المنى بالنسبة إلى بعض الكتل النيابية، أو كل النواب، لأكثر من غاية وأرب، ومن دون علّة أو سبب.


ولاية جديدة تُقدَّم إلى المجلس ذاته، بكل أعضائه، على طبَق من فضّة إن لم يكن على صينيّة من ذهب، مسألة بسيطة؟
مئة وثمانية وعشرون نائباً تصلهم هديَّة تمديد توازي ثُلثي ولاية، وهم نِيام أو قعود مع فنجان من القهوة في الدار أو في المقهى، فكيف يرفضونها؟ أو مَنْ ذا الذي سيقول "أنا ما بقبل"؟ حطّ بالخرج...
جميعهم يضحكون في عبِّهم غير مصدِّقين متى تكتسب هذه الهدية الصفة القانونية بعد التصويت بـ"نعم للتمديد".
أما الذين يتدلّلون، أو يتظاهرون بالتردّد، فإنهم من أكثر الذين يضحكون في عبِّهم، فرحين مرحِّبين.
هذا في الشكل. أما بالنسبة إلى الجوهر، وإلى الأسباب المُوجبة التي تجعل التمديد شرّاً لا بدَّ منه ونعمة في الوقت نفسه، فإنها تتصل مباشرة بالفراغ الرئاسي للشهر الخامس على التوالي، و"بفضل" ضغوط دول، أو دولة، إقليميَّة تتمتَّع بتأثير مباشر في لبنان، وعلى كل الصُعد والمستويات.
ماكو تمديد، يعني ماكو مجلس نواب، ماكو انتخابات نيابيَّة، ماكو انتخابات رئاسيَّة، ماكو دولة، ماكو لبنان الواحد الموحّد الأخضر الحلو...
قد يكون كلام البطريرك بشارة الراعي، والاعتراض المفاجئ الذي نقَّز بعض الناس لبعض الوقت، نتيجة رغبة في تسجيل موقف مبدئي رأت بكركي أن تُعلنه من حيث المبدأ... أو حرصاً على ما تبقَّى من النظام الديموقراطي البرلماني، ومن الجمهورية، والمؤسَّسات، والقوانين والمواثيق، وكل ما كان وأصبح في خبر كان. وهذه مسألة فيها نظر.
إلاّ أن ذلك كلَّه يمكن تأجيل إثارته، والسعي إلى معالجته، حين تنجلي غيوم المخاطر و"الدواعش" والفتن الطائفيَّة المذهبيَّة عن الأجواء اللبنانيَّة والعربيَّة.
فلبنان هذه الأيام وهذه الحقبة هو غير ذاك اللبنان الذي قُضي على كل ما يُميّزه ويسيّجه ويحميه من داخل ومن خارج بواسطة الفئات اللبنانيّة جميعها، التي مارست "هواية" الهيمنة والسيطرة... وإلغاء الآخر. وكل فئة بدورها. وتباعاً.
لذا، فإن المطلوب الآن من جميع الغيارى، الذين يتنافسون على التشبُّث بالأصول والنصوص، السعي الحثيث والجادّ لدى القوى والدول الإقليميَّة التي تضع مفتاح الحل في جيبها، كمادة للضغط والمساومة مع أميركا وسواها... فلعلُّها تستجيب لمساعيهم، وتُفرج عن الاستحقاق الرئاسي، وتعود الأضواء والحياة إلى قصر بعبدا.
أما آن لهذا الوطن المعلَّق أن يترجَّل؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم