السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الغنوشي: النموذج التونسي البديل عن نموذج "داعش"

المصدر: ا ف ب
A+ A-

اعتبر رئيس "حركة النهضة الاسلامية" راشد الغنوشي أن "نجاح" تجربة الانتقال الديموقراطي في تونس هو البديل للجماعات الاسلامية المتطرفة وأن "النموذج التونسي البديل عن نموذج داعش".


وقال الغنوشي في مقابلة مع فرانس برس، قبل أيام من الانتخابات التشريعية المقررة الاحد، إن "نجاح التجربة التونسية، هو مصلحة دولية، خصوصاً في مواجهة التطرف ومواجهة داعش وامثالها، لأن النموذج التونسي هو البديل عن نموذج داعش". وأضاف "من أراد أن يحارب التطرف فلْيحاربه بالاعتدال، بهذا النموذج التونسي الذي يجمع بين الاسلام والعلمانية، بين الاسلام والديمقراطية، بين الاسلام وحرية المرأة".


وتابع "من افضل الطرق لمحاربة الارهاب، هو نشرُ الاسلام المعتدل، لأن الارهاب يستند على تفسير متطرف للاسلام. ولذلك نحن جماعة النهضة الأقدر على مقاومة الارهاب لأننا نحن نقاومهم على أرضيتهم". ومضى يقول "نحن نعتمد على المرجعية الاسلامية لمقاومة هؤلاء، ولإظهار ان تفسيرهم للاسلام خاطئ ومفهومهم للجهاد خاطئ، وأن ما يمارسونه من قتل لا علاقة له بالجهاد وانما هو إرهاب وإجرام".


ولاحظ "لذلك هم يصنفوننا العدو القريب الذي يتحرك على ارضية الاسلام". وأشار الى أن الإرهاب "ظاهرة منتشرة في المنطقة العربية كلها بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الفاسدة" وان "أول سبب للارهاب هو الاستبداد، لذلك لا مستقبل للارهاب في تونس لأن تونس تعيش الحرية الآن".


ودافع راشد الغنوشي عن حصيلة حكم "الترويكا" لتونس عاميْ 2012 و2013.


وكانت حركة النهضة قادت، بعد فوزها في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي أجريت في 23 تشرين الاول 2011، ائتلافا حكوميا ثلاثيا (ترويكا) شكلته مع حزبي "المؤتمر" والتكتل" العلمانيين.


ومطلع 2014، تخلت "الترويكا" عن الحكم تطبيقا لـ"خارطة طريق" طرحتها المركزية النقابية القوية بهدف إخراج البلاد من أزمة سياسية حادة فجرها اغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية في 2013.


وحلت محل الترويكا حكومة غير حزبية برئاسة مهدي جمعة على ان تقود البلاد حتى اجراء الانتخابات العامة.


وقال الغنوشي "نحن حفِظنا الدولة ومنعنا البلاد من الذهاب إلى الفوضى أو الارهاب قمنا بتضحيات. ضحينا بالسلطة من أجل تونس والديمقراطية". وأضاف "نحن لم نحقق معجزة اقتصادية (لكن) أداءنا الاقتصادي كان أفضل من الذي قبلنا (حكومة الباجي قايد السبسي) ومن الذين جاؤوا بعدنا" في إشارة الى حكومة مهدي جمعة.


ولفت الى أن "أهم ما تعلمناه (من الفترة التي قضيناها في الحكم) هو حكم الوفاق، وأن تونس لا تحكم بالحزب الواحد". وقال "نحن حكمنا بالتعددية، حكمنا مع حزبين علمانيين" في اشارة الى "المؤتمر" و"التكتل".


وتابع "نطلب من المواطن التونسي ونقول له اعطنا فرصة، نحن حققنا جزءا من اهداف الثورة، اعطنا فرصة أخرى لنواصل تحقيق هدف الثورة الثاني الذي هو التنمية والعدالة الاجتماعية".


ودعا الغنوشي الى تشكيل حكومة "ائتلاف وطني" بين "الاسلاميين المعتدلين والعلمانيين المعتدلين" بعد الانتخابات التشريعية المقررة في 26 تشرين الاول. وقال في هذا السياق "نريد حكومة ائتلاف وطني" لان تونس "لا تزال في حالة انتقال، والديموقراطية مبتدئة وناشئة، والحكومة (المقبلة) تحتاج قاعدة انتخابية واسعة حتى تستطيع ان تواجه المشكلات الكبرى".


وتابع "هناك تحديات كبرى خاصة على المستوى الاقتصادي، وحزب واحد لا يستطيع (بمفرده)، حتى ولو حصل على 51 بالمائة (من مقاعد البرلمان)، تحمل مسؤولية القرارات الصعبة التي يجب ان نتخذها بنوع من الإجماع والوفاق الوطني".


ولم يستبعد راشد الغنوشي التحالف، بعد الانتخابات التشريعية مع حزب "نداء تونس" أكبر الاحزاب العلمانية، على الرغم من أن رئيس هذا الحزب، الباجي قايد السبسي يتهم حركة النهضة باستمرار بأنها حزب "رجعي" وضد الديموقراطية.


ورشح نداء تونس الباجي قايد السبسي الى الانتخابات الرئاسية المقررة في 23 تشرين الثاني المقبل.
ودعا الغنوشي منافسه قائد السبسي الى عدم "تقسيم" التونسيين الى "علمانيين" و"اسلاميين". وقال في هذا السياق "العودة الى هذا الخطاب تبشّر بالحرب الاهلية أنا لا أقول ان سي (السيد) الباجي يريد الحرب الاهلية ولكن عندما نضع ماكينة تقسيم لا نستطيع التحكم فيها في الأخير".


وأفاد "علينا ان نمنع ماكينة التقسيم هذه، وأن نقول: نحن التوانسة مجتمع موحد حول الاسلام وحول الحداثة، وموحد حول الديمقراطية وحول حرية المرأة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم