اشترِك في نشرتنا الإخبارية
شاركت في "ملتقى ابو ظبي الاستراتيجي لعام 2014" الذي عقده "مركز الامارات للسياسات" الى جانب مجموعة من الباحثين والمسؤولين العرب وعدد من الاكاديميين والاعلاميين الاميركيين والاوروبيين والروس والصينيين. وتطرقت الجلسات الى مختلف التحديات التي تواجهها المنطقة من خطر "داعش"، الى الملف النووي الايراني، الى الحروب والنزاعات السياسية والمذهبية والقبلية التي تمزق سوريا والعراق واليمن وليبيا ودور الدول الرئيسية في المنطقة حاضراً ومستقبلاً. وباستثناء المشاركين الاميركيين الذين راوحت مواقفهم بين تأييد وانتقاد سياسة بلادهم في المنطقة، عكس المشاركون الروس والصينيون والايرانيون مواقف حكوماتهم، وان بدرجات متفاوتة من الحماسة، أما المشاركون العرب، مع بعض الاستثناءات القليلة، فالتزموا ايضا مواقف حكوماتهم.
والجميع التقوا على ضرورة مواجهة "داعش" وحرمانه التمويل والمتطوعين، كما التقوا على ان الحل العسكري وحده لن يكون كافيا، ودعو الى رؤى واستراتيجيات بديلة، لكنهم اختلفوا على طبيعتها وسبل تطبيقها. وكان هناك شبه اجماع على رفض تحول ايران دولة نووية، ولكن المشاركين الايرانيين طالبوا برفع العقوبات عن ايران، و"بحلول اقليمية" لمشاكل المنطقة. والمشاركون العرب انتقدوا الدور الايراني السلبي في سوريا والعراق وطموحات طهران الاقليمية. وتحدث وزير دولة الامارات للشؤون الخارجية انور قرقاش عن "سياسة ايران التوسعية والعدائية" وتوسع النفوذ الايراني في العالم العربي. ورأى المسؤول الايراني السابق حسين موسويان ان عداء العرب لإيران لا يمكن ان يفضي الى تعاون، وقال ان خطر "داعش" هو في جذورها الفكرية السنية وفي مفهوم الخلافة، مشيراً الى ان الائتلاف الدولي يضرب السنّة وليس الشيعة. ورد الباحث الاماراتي حسن العمري بأن التدخل الايراني في سوريا والعراق هو الذي حفّز ولادة "داعش". الاحباط العربي من ايران صاحبه الى حد كبير إحباط مماثل من سياسات تركيا في سوريا. واللافت ان اسرائيل كانت غائبة الى حد كبير.
ندوة مصر اتسمت ببعض الحدة، وقال وزير الخارجية السابق نبيل فهمي انه لا يهتم بما يقوله العالم من أن ما جرى صيف 2013 هو انقلاب، ما دام المصريون يعتبرونه ثورة. وقال ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يؤمن بأن مصر يجب ان تعود الى عصرها الذهبي، وان التغيير في المنطقة سيأتي من مصر. لكن ايمن الصياد رئيس تحرير مجلة "وجهات نظر" رفض سياسة الإقصاء وعدم اعتبار كل من يملك رأيا مختلفا على انه من الاخوان المسلمين. الباحث الاميركي برايان كاتوليس دعا الى اسس جديدة للعلاقات بين اميركا ومصر كي لا تبقى محصورة في بعدها الامني القديم، ملاحظاً ان السياسيين المصريين كانوا احيانا يطلبون من واشنطن التدخل في الشأن المصري واحيانا يحذرون من اي تدخل.
