السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ثابتتان: الحكومة والتمديد!

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

من المفيد والضروري في هذه الفترة الحرجة تطمين اللبنانيين عن بِكرة أبيهم إلى أن الحكومة السلاميّة باقية كما هي تماماً، وبكل طاقمها وقيافتها وتناقضاتها، مع الكثير أو القليل من هضْمَنة بعض وزرائها.
أجل، باقية على حالها وعلاّتها. وعلى التكتلات النيابيّة والحزبيّة مداراتها برموش العين، أو العينين الاثنتين، و السهر على استمرارها بأقلّ ما يمكن من الانسجام والتكيّف، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
وإزاء استمرار الفراغ الرئاسي أصبح استمرارها "منسجمة" من تحصيل الحاصل، كونها تتحمّل في الوقت نفسه ما أُحيل عليها من مسؤوليات الرئاسة، فضلاً عمّا يُناط بها من مسؤوليّات دستوريّة كمؤسسة تنفيذيّة.
على هذا الأساس، ولهذه الأسباب، في إمكان الحكومة أن تنام ملء جفونها عن شواردها، ويسهر الخَلْق جُرّاها ويختصم.
من تحصيل الحاصل، والقيامة قائمة في الربوع العربيّة تحت ألف شعار وشعار، القول والإعلان بالصوت الملآن إن لا مصلحة لأية جهة داخليّة أو خارجيّة في التفكير بإطاحة الحكومة السلاميّة... قبل أن يُدركَ شهرزاد الصباح، ويظهر للعيَان على أي برٍّ سيرسو مركب الاستحقاق الرئاسي...
وإلاّ، لكان المتضرّرون من وجود هذه الحكومة العاقلة، والتي يتحلّى رئيسها بالكثير من مخزون الحِكمة والتروّي والتبصّر، قد افتعلوا من الأزمات دزّينتين، ووضعوا في الطريق كما في الدواليب فيضاً من العصي والعراقيل.
ثمّة ثابتتان لا ثالثة لهما: بقاء الحكومة، والتمديد لمجلس النواب سنتين وسبعة أشهر بالتّمام والكَمال، وهي المدة القانونية المتبقيّة من عمر هذا المجلس الممدّد له.
أي نقاش في هذا الصدد لا يختلف عن فتح حديث حميم مع البحر، وطرح أسئلة عليه تبدأ بالسؤال عن مصير الحبيب، الذي غطَسَ ولم يعد يطفو من حينه.
بعد عودة التوتّر إلى العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران، وانهماك الرئيس باراك أوباما بمتابعة "الحرب الجويّة" في سماء كوباني، لم يبقَ في المَيْدان إلا حديْدان.
وحديْدان هنا يعني الروسيا العظمى، التي طالما أحاطت لبنان، قبل بلوغ الأم الحنون سنّ الرُّشد، بالرعاية والعناية.
ولموسكو اليوم كلمة لا تُردُّ لدى كلّ من طهران ودمشق وأنقرة. إذاً، ما الذي يمنع بيروت وحكومتها وحكماؤها من تذكير القيصر فلاديمير بوتين بهذا الواقع، وهذه الاستغاثة، وهو الذي قال للرئيس رفيق الحريري خلال الزيارة الأخيرة للعاصمة الروسيّة "إن موسكو تُولي لبنان اهتماماً خاصاً".
بل إن لبنان في المنزلة الأولى لدى موسكو، في كل حالاته وحالات الزمان عليه. إذاً، لماذا لا تُيمّموا الوجوه شَطْر هذا القيصر الذي إذا قال فعل؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم