الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تربية ملالا... وفتاوى "الخليفة"

ابراهيم حيدر
ابراهيم حيدر
A+ A-

يكفي أن تصر حائزة نوبل للسلام ملالا يوسف زاي على دعم حق النساء في التعلم، حتى يكون لديها خيارات سياسية وتوجهات أوسع تنظر من خلالها الى أزمات بلادها باكستان والدول المحيطة بها. فالتربية والتعليم حل للمشكلات، لكنهما مرتبطان بمعالجة الأزمات السياسية والاجتماعية التي تقيد باكستان، بفعل التطرف الذي يقضي على مسار التحديث والتطور.


ملالا الناشطة التي حازت جائزة نوبل انطلاقاً من عملها في التربية والتعليم، هي النقيض للتنظيمات المتشددة التي تمنع حق الفتيات بالتعليم في باكستان، وهي التنظيمات ذاتها التي تحارب وتمنع تعليم مواد الادب والموسيقى والفلسفة والكيمياء في العراق وتسبي النساء، لأن بعض هذه المواد "لا يعتمد على الله". وملالا تعبر عن خيارات ملايين الباكستانيين، وغيرهم في منطقتنا، الذين يناهضون التطرف الإسلامي، لكنهم غير قادرين على وقف الفتاوى ومنع طالبان من القتل ومواجهة أسوأ انواع الممارسات التي يصدرها "الإسلام السياسي المتطرف".
وليس الموضوع إجراء مقارنة بين ملالا و"الخليفة" وملالي طالبان وغيرهم. لكن الأمر يرتبط بخيارات ومسارات في التربية والتعليم والسياسة والاجتماع. وقد يكون العالم عرف ملالا بعد محاولة قتلها في سوات، لمنعها من حض الفتيات على الذهاب الى المدرسة للتعلم، وعرفها من خلال كتاب ألفته بمشاركة الصحافية البريطانية"كريستينا لامب" عن مشاعر الرعب التي انتابتها، عندما دخل مسلحان إلى الحافلة التى كانت تقلها يوم 19 تشرين الأول 2012، وأطلقا النار على رأسها، وحكت فيه عن حكايتها مع طالبان، وما تقترفه من جرائم في حق المرأة الباكستانية، ما جعل السلطات تحذر المدارس الخاصة من شراء كتابها، باعتباره محرضاً على باكستان والإسلام. وملالا، وهي تواجه الإنغلاق، كانت تقول إن تعليم الفتيات لا يجب أن يتوقف في سن الثامنة، وانه يجب عليهن النضال ضد القهر والظلم والحرمان من التعليم وحق الحياة للمرأة.
وإذا كانت المرأة في مناطق سيطرة داعش تتعرض لأبشع أنواع القهر، فستطالب بحريتها، قبل ان يأتي اليوم الذي تطالب فيه المرأة في كل المنطقة بحقها في التعلم والحرية، بحال بسط التطرف سيطرته، وللتأكيد أن شعوب المنطقة في إمكانها التغيير، لنعود الى ملالا التي غيّب الغرب خيارها السياسي وتوجهاتها الإشتراكية التي، وهي تعمل لحصول المرأة على العلم والمعرفة، بعثت برسالة من انكلترا، عندما كانت تعالج من إصابتها، إلى لقاء لاشتراكيين باكستانيين في لاهور، تقول فيها: "أنا على اقتناع أن الاشتراكية هي الجواب الوحيد لمشكلات باكستان، وأحض على المضي في هذه المعركة إلى النهاية الظافرة". هذا يعني أن ملالا ليست وحيدة، انما كثيرون أيضاً، يريدون بديلاً سياسياً، ضد التطرف و"داعش" و"طالبان". والمدخل لبلورة هذا البديل هو الحق في التربية والتعليم.


[email protected] / Twitter: @ihaidar62

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم