الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

جرعات أسلحة أميركية إلى كوباني وتركيا تسمح بمرور المقاتلين الأكراد

المصدر: رويترز
A+ A-

اعرب الاكراد الذين يدافعون عن عين العرب (كوباني) عن ارتياحهم ازاء القاء الطائرات الاميركية اسلحة لهم قرب هذه المدينة السورية المحاذية للحدود مع تركيا، لمساعدتهم على صد هجمات تنظيم "الدولة الاسلامية"، فيما اعلنت تركيا عن سماحها بدخول اكراد عراقيين الى كوباني.


ورفضت انقرة السماح بمرور اسلحة او ذخائر من اراضيها الى المقاتلين الاكراد المحاصرين في الجانب الاخر من الحدود والذين تعتبرهم انقرة "ارهابيين".


الا انها قالت انها سمحت بمرور مقاتلين اكراد عراقيين عبر اراضيها للوصول الى مدينة كوباني المحاصرة. واكدت "وحدات حماية الشعب" الكردية ان الاسلحة والذخائر التي القتها طائرات اميركية قرب مدينة عين العرب ستساعد المقاتلين الاكراد كثيرا في مواجهة تنظيم "الدولة الاسلامية".


قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان عدم مساعدة الاكراد في قتالهم ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" في كوباني امر "غير مسؤول".


واضاف عقب القاء الطائرات الاميركية اسلحة للاكراد "ان ادارة ظهرنا الى مجتمع يقاتل تنظيم الدولة الاسلامية امر غير مسؤول كما انه صعب اخلاقيا".
الا ان كيري حرص على القول ان هذه الخطوة لا تشكل تغييرا في السياسة الاميركية تجاه تركيا.


وجاءت تصريحاته تاكيدا لتصريحات مسؤول بارز في الادارة الاميركية بان عمليات الالقاء الجوية تاتي دعما للمقاومة "المثيرة للاعجاب" التي يبديها الاكراد، والخسائر التي يكبدونها لتنظيم الدولة الاسلامية.


وقال كيري ان بلاده تامل في ان "يواصل الاكراد الذين اثبتوا انهم مقاتلون اشداء وبواسل، قتالهم".


واوضحت القيادة الاميركية الوسطى التي تشمل الشرق الاوسط وآسيا الوسطى (سنتكوم) في بيان ان طائرات شحن عسكرية من طراز "سي-130" نفذت  عمليات القاء امدادات من الجو "عدة"، مشيرة الى ان هذه الامدادات قدمتها سلطات اقليم كردستان العراقي وهدفها "اتاحة استمرار التصدي لمحاولات تنظيم الدولة الاسلامية السيطرة على كوباني".


واكدت سنتكوم ان التحالف شن "اكثر من 135 غارة جوية" على الجهاديين في كوباني، بينها 11 غارة السبت والاحد وساعدت المقاتلين الاكراد على صد محاولة جديدة قام بها التنظيم المتطرف لقطع اي تواصل جغرافي مع تركيا. وقال مراسل فرانس برس على الحدود التركية ان التحالف شن غارة اخرى جديدة بعد ظهر الاثنين.


ورحبت وحدات حماية الشعب الكردية بالخطوة الاميركية بالقاء الامدادات.


وقال المتحدث ريدور خليل ان "المساعدات العسكرية (...) كانت جيدة واميركا مشكورة على هذا الدعم وستؤثر ايجابا على سير العمليات العسكرية ضد داعش (تنظيم الدولة الاسلامية) وما زلنا نأمل المزيد"، مؤكدا ان هذا الدعم "سيساعد كثيرا".


واضاف انه جرى التنسيق بين المقاتلين الاكراد وقوات التحالف الدولي العربي لتسليم الاسلحة في اول عملية من نوعها تعلن عنها قوات التحالف منذ بدء الهجوم على كوباني في 16 ايلول.


ورفض المتحدث الكشف عن تفاصيل لكنه قال لفرانس برس ان المقاتلين الاكراد يحتاجون الى "الامداد بالاسلحة المتطورة وخاصة الثقيلة (...) في ظل امتلاك داعش لاسلحة نوعية (...) حصل عليها في الموصل وباقي المناطق التي اجتاحها" في سوريا والعراق المجاور.


وقال هلكورد حكمت، المتحدث باسم وزارة البشمركة في اقليم كردستان العراق، في تصريح لوكالة فرانس برس، انه "تم ارسال الاسلحة حسب احتياجاتهم (المقاتلون الأكراد في كوباني) وهذه الوجبة الاولى وتضم اسلحة ثقيلة"، من دون تقديم تفاصيل عن طبيعة هذه الاسلحة.


ويشن تنظيم الدولة الاسلامية هجوما على المقاتلين الاكراد في كوباني منذ 16 ايلول، ما ادى الى فرار اكثر من 200 الف لاجئ الى تركيا.
الا ان المقاتلين الاكراد واصلوا المقاومة في شوارع المدينة التي يسيطرون على نصفها.
واكد مسؤول بارز في الادارة الاميركية ان الاكراد بذلوا جهودا "مثيرة للاعجاب" في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية، الا انه حذر من ان الوضع لا يزال "هش".


والاحد رفض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مجددا الدعوات الموجهة الى بلاده لتسليح المقاتلين الاكراد الذي يدافعون عن كوباني والمنتمين الى "وحدات حماية الشعب"، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديموقراطي، واصفا هذا الحزب الكردي الرئيسي في سوريا بانه "منظمة ارهابية".
ولكن تركيا اعلنت انها ستساعد المقاتلين العراقيين الاكراد على عبور الحدود الى كوباني.


وقال وزير الخارجية التركي مولود شاوش اوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي منجي حامد "نساعد مقاتلي البشمركة الاكراد على عبور الحدود للتوجه الى كوباني. ومحادثاتنا مستمرة حول الموضوع"، من دون اعطاء تفاصيل اضافية. واضاف الوزير: "لم نشأ ابدا ان تسقط كوباني. لقد قامت تركيا بمبادرات للحؤول دون ذلك".


وقال الجيش الاميركي الاثنين ان مقاتلاته دمرت امدادات سقطت خطأ على مشارف بلدة كوباني الحدودية السورية خشية سقوطها بيد تنظيم الدولة الاسلامية بدلا من المقاتلين الاكراد.


ولكن ورغم عمليات الالقاء الاميركية الاولى للاسلحة والامدادات في كوباني، قال الجيش الاميركي ان اولويته تبقى العراق التي يسيطر التنظيم المتطرف على اقسام واسعة من اراضيه منذ حزيران.


واعلنت وزارة الدفاع الفرنسية الاثنين على موقعها الالكتروني ان الطيران الفرنسي دمر الاحد عربتين لتنظيم الدولة الاسلامية خلال "مهمة اسناد للقوات العراقية على الارض".


ومنذ الاسبوع الماضي شهدت العاصمة العراقية تزايدا في عدد التفجيرات التي اعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عن معظمها.
والاثنين قتل 11 شخصا على الاقل واصيب نحو 26 بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف مصلين شيعة بعيد خروجهم من حسينية في وسط بغداد، في هجوم هو الثاني من نوعه في أقل من 24 ساعة، حسبما افادت مصادر امنية وطبية.


وقتل 22 شخصا واصيب 36 على الاقل مساء الأحد عندما فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه عند مدخل حسينية في منطقة الحارثية في غرب بغداد.
كما انفجرت اربع سيارات مفخخة في مدينة كربلاء وعلى اطرافها، ما ادى الى مقتل شخصين على الاقل واصابة 16 بجروح، بحسب مصادر طبية واخرى في الشرطة.


ويزيد تصاعد الهجمات ضد الاماكن الدينية الشيعية في بغداد، المخاوف من استهدافات متزايدة مع اقتراب شهر محرم وذكرى عاشوراء نهاية الاسبوع الجاري، والتي يحييها مئات الآلاف من شيعة العراق بزيارات الى مدينة كربلاء المقدسة (80 كلم جنوب بغداد).

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم