الأربعاء - 17 نيسان 2024

إعلان

مساعدات لكوباني ومسؤول في البيشمركة لـ"النهار": اتصالات مع تركيا لدخول المدينة

المصدر: "النهار"
رين بوموسى
رين بوموسى
A+ A-

استفاقت مدينة كوباني اليوم على مساعدات "سقطت من السماء". هدية ألقيت من طائرات أميركية فجراً الى الأكراد، ما يشكل بالنسبة لأكراد سوريا أملاً بأن المجتمع الدولي يقف الى جانبهم في حربهم ضد تنظيم "الدولة الاسلامية". مساعدة قدمتها حكومة اقليم كوردستان العراق، ونقلتها الولايات المتحدة الى عين عرب-كوباني. التطور الايجابي لصالح الأكراد المحاصرين، أتى بالتزامن مع اعلان تركيا السماح للقوات الكردية العراقية "البيشمركة" من العبور الى المقاطعة التي تحاصرها "داعش".


شحنة أولية


واكتفى مساعد وزير خارجية مقاطعة كوباني ادريس نعسان بالقول ان الشحنة تضمنت "أسلحة وأدوية"، لافتاً الى "اننا طالبنا المجتمع الدولي بأسلحة مضادة للمدرعات والدبابات والأسلحة الثقيلة التي يستخدمها تنظيم "داعش". ورأى في حديث مع "النهار" أن هذه الشحنة أوّلية، في انتظار المزيد من الأسلحة والذخائر"، مضيفاً "اننا بحاجة الى مزيد من الأسلحة المتطورة لمحاربة "داعش". واعتبر أن هذه المساعدة تأتي من التحالف الدولي، "فسواء كانت من اقليم كوردستان العراق او أي دولة تنتمي الى التحالف نعتبرها مساعدات آتية من التحالف الدولي".
من جهته، يؤكد أمين عام وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كوردستان الفريق جبار ياور لـ"النهار" ان هذه المساعدات أرسلتها حكومة اقليم كوردستان، لافتاً الى ان الولايات المتحدة ساهمت في نقلها الى كوباني.
لم تكن هذه المساعدات مفاجئة بقدر صدى "القنبلة" التي ألقتها تركيا بأنها ستسمح لقوات البيشمركة بدخول كوباني من تركيا. ويذكر ياور في حديث مع "النهار" ان الحكومة التركية لم تبلغ الاقليم موافقتها على عبور قوات البيشمركة الى كوباني من خلال تركيا، غير أن "الخارجية التركية" أعلنت صباح اليوم أنها وافقت على ذلك. ويشير الى أن الاقليم يجري محادثات مع تركيا في شأن هذا الموضوع.


مصلحة تركيا


من جهته، أمل نعسان أن تكون تركيا صادقة في هذه الخطوة، "فهي أعلنت قبل ذلك نيتها فتح الباب أمام المتطوعين الأكراد الراغبين في الانضمام الى "وحدات حماية الشعب" في كوباني ولكن للأسف لم تنفذ هذه الخطوة في ما بعد، كما أنها وعدت بالسماح للتحالف الدولي استخدام مطاراتها العسكرية ولكن تراجعت عن تلك الخطوة". ويرى انه "من مصلحة تركيا تقديم الدعم لوحدات حماية الشعب لمقاومة "داعش" لاسباب عدة، اذ ان موقف تركيا السلبي سينعكس سلباً على الأوضاع الداخلية"، مضيفاً ان "محادثات السلام بين حزب العمال الكوردستاني وتركيا ستكون مهددة"، لافتاً الى ان "سيطرة داعش على كوباني تعني ان تركيا ستكون في مواجهة هذا التنظيم".
الأمور تتطور بسرعة في كوباني لمصلحة الأكراد، كذلك المباحثات التي تجرى في اقليم كوردستان العراقي على صعيد المسؤولين الأكراد، ويقول سكريتير حزب الوحدة الديموقراطي الكردي في سوريا محي الدين شيخ آلي الموجود في كوردستان، ان هذه المباحثات مستمرة مع الأطراف الكردية لتعزيز اتفاقية "هولير"، وهي اتفاقية لتعزيز وحدة الصف الكردي، وقد وقعت في العام 2012 في أربيل، ويلفت في حديث مع "النهار" الى ان هذه الاجتماعات "ايجابية"، وهي برعاية رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني، وذلك لتجديد بنود الاتفاقية وفق التطورات على الساحة الكردية خصوصاً موضوع تمدد "داعش" ومقاومته.
بدوره، يؤكد نعسان أن أي اتفاق بين القوى السياسية، أكان سياسياً أو عسكرياً سيكون له انعكاس ايجابي على الواقع وسيساهم في الدفاع عن كوباني وحمايتها من خطر "داعش" من ناحية حشد التأييد الدولي او من ناحية تقديم الدعم والمساعدات لـ"وحدات حماية المرأة"، فـ"نحن نتطلع الى اتفاق القوى الكردية والى تحالف دولي أوسع لكي نستطيع التصدي للارهاب".
ميدانياً، المعنويات عالية لدى المقاتلين والمقاتلات، حتى في قلوب المواطنين الذين لا يزالون في المدينة أو الذين نزحوا، ويرحب أحد مواطني كوباني الملقب بـ"أبو حدو" في اتصال مع "النهار" بكل هذه التطورات الايجابية، معلّقاً بأن هذه الطريقة التي استخدمت لايصال المساعدات تأتي كـ "ردة فعل على عدم تعاون الاتراك والتململ الغربي من الدور التركي "، لافتاً الى أن المساعدات كانت تصل منذ البداية لكن بشكل سري. ويرى "أبو حدو" أن "اعلان تركيا لا يمكن أن يفسر الا أنها تحاول إنقاذ ما يمكن انقاذه".
لكل "حساباته"، فهل ستستمر المساعدات أو ان تلك الخطوة ستعتبر في المستقبل القريب حقنة لتهدئة أكراد سوريا قبل العاصفة؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم