الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ما الذي يعرقل اطلاق المخطوفين مصطفى وخالد الحجيري؟

المصدر: زحلة - "النهار"
A+ A-

ليست الامطار التي أرجأت تحرك عائلة المخطوفين مصطفى وخالد الحجيري التي توعدت بتنفيذه اليوم، ما لم يفرج عنهما. فلا شيء يطفىء نار غضبها، الذي يتأجج كلما استعادت تفاصيل اقتحام المسلحين منزلها، والتعرض لنسائها بالسلاح، و"جرجرة" مصطفى، حاف في قميصه الداخلي، من بين يدي شقيقته التي كانت تستبدل له ضمادات عملية جراحية يتعافى منها.
لكن العائلة افسحت مجالا، لا يتعدى 48 ساعة، امام المساعي التي يقوم بها مفتي بعلبك الشيخ بكر الرفاعي، لانهاء ملف عمليتي خطف اربعة افراد من عائلة الحجيري من تعلبايا ومن مشاريع القاع، "درءا لفتنة لا نعرف اين تبدأ ولا اين تنتهي". فعلى الصعيد السياسي، تواصل مع الوزير غازي زعيتر، الذي طلب مهلة ليتصل بدوره برئيس مجلس النواب نبيه بري. وعلى الصعيد الامني، حدد موعدا للعائلة بعد ظهر غد مع رئيس فرع المخابرات في البقاع.
صدقت عائلة المخطوفين مصطفى وخالد الحجيري في ان ولديها لم يخطفا الا لكونهما ينتميان لعائلة الحجيري، ولاسباب تتعلق بملف العسكريين الاسرى. وما كنا صدقناها، لو لم يقل المفتي رفاعي، الاطفائي بين جناحي بعلبك، المحسوب له وعليه قربه من 8 آذار، ما قاله متحدثا امام العائلة، ومصرحا للاعلام. فهو اذ توقف عند خطورة ان "عملية الخطف حصلت في منطقة ذات خصوصية، وبادعاء صفة امنية". لفت الى عملية الخطف التي سبقتها في مشاريع القاع، مشيرا الى ان العمليتين استهدفتا افرادا من عائلة الحجيري ينتميان الى جبين مختلفين، واحدة من جب الشيخ مصطفى الحجيري، والاخرى من جب رئيس البلدية علي الحجيري، ليخلص الى ان "العملية محسوبة وليست عرضية". كما كان لافتا قوله في معرض حديثه بانه "وان لم يقل فلان بان الشباب عندي، لكن كل المؤشرات تصب عندهم". اضافة الى ربطه قضيتي الخطف بردات الفعل على قضية العسكريين الاسرى، سواء باعتباره بان "السكوت عنها وكأن الجهات الخاطفة تدفع باتجاه فتنة ونحن نساعد". مضيفا: "نحن حريصون على دماء العسكريين الذين خطفوا وعندما يريدون ان يحافظوا عليهم المطلوب ليس تلبية مطالب الجهات الخاطفة، التي بات واضحا انها تعرف هذه المنطقة وتفهمها، وبانها دخلت في السياسة الداخلية وزواريبها". او في سياق تحذيره من مغبة عدم التجاوب مع مساعي اطلاق المخطوفين: "فانتم توجهون رسالة، وتقولون لكل لبنان، نحن نعاقب عرسال وبخاصة بيت الحجيري، وهي عائلة تعدّ على الاقل 10 آلاف نسمة. اذا كان هذا المنطق صحيح فهذا منطق خطير. ويأخذنا باتجهات غير جيدة". لافتا الى عائلة المخطوفين خالد ومصطفى الحجيري، "مضى اكثر من40 سنة على اقامتها في تعلبايا، وبالتالي هم غير معنيين، لا من قريب ولا من بعيد بكل الاحداث التي مرت في الفترة الاخيرة في عرسال". وطالب المفتي رفاعي اخيرا، بتنفيذ مفاعيل ميثاق الشرف الذي توافقت عليه فعاليات بعلبك وعشائرها واحزابها، بعدم قطع الطرق، عدم جواز القتل، عدم التعرض للآمنين، وعدم اتهام بلدة بسبب بعض الافراد.
لتبقى، وفي ظل نفي آل حميه في طاريا اي علاقة لهم بخطف مصطفى وخالد الحجيري، اجابات معلقة عن جملة اسئلة: من الذي نفذ عملية الخطف؟ لمصلحة من؟ الذي يخطف على الهوية، مقتحما البيوت؟ من الذي يتلاعب بقضية العسكريين الاسرى ويستغلها؟ لماذا نصحت العائلة في اتصال وردها بان تسعى لدى جهاز امني معين، معني بقضية العسكريين الاسرى، لاطلاق ولديها؟
هي عملية خطف "اسقطت كل الحدود والاعتبارات"، على ما وصفها منسق "تيار المستقبل" في قضاء زحلة، ايوب قزعون الذي زار في منزلها في تعلبايا على رأس وفد من المنسقية. وسأل "لماذا الآن؟ لماذا في تعلبايا؟" واذا كان وفد "تيار المستقبل" توافق مع المفتي رفاعي على ضرورة افساح المجال امام المساعي لمعالجة القضية قبل اللجؤ الى اي تصعيد. فانه لم يعف الدولة من مسؤولياتها، مطالبا المؤسسة العسكرية، وتحديدا مخابرات الجيش، بتوضيح عن عملية خطف حصلت في منطقة ليست خارج سلطتها، وهي في الوقت نفسه منطقة نفوذ حزب الله.
من جهة ثانية، وفي وقت حمّلت عائلة المخطوفين مصطفى وخالد الحجيري، ما لم تقله وما قالته ولم تعنه في فورة غضب، وما لم تقم به في تحركها الرمزي والمدني عندما قطعت طريق تعلبايا – سعدنايل، فيما هي التي انتهكت حرمة بيوتها وخطف لها شابين، وسبق ان تلقت تهديدات تتعلق بولدها علي، شقيق مصطفى، ابن ال 22 سنة. فانها لا تخشى لائمة لائم، ولها ما تستند له من سمعة حسن جوار، وعدم انجرارها الى العصبيات حتى عندما وقف الجيران على سلاحهم في حوادث 7 ايار. وهي تؤكد بانه بات لديها اسماء، مشتبه بهم بتنفيذ عملية الخطف وضعتها في عهدة اجهزة الامن.
وعدت العائلة ببذل كل الجهود لاطلاق ولديها المخطوفين، مشفوعة باعتراف صريح بان احدا ليس بوارد تصحيح الامور في لبنان، ولا في مقدوره. بمعنى آخر سيؤتى في النهاية بالمخطوفين، وسيفلت الخاطفين من العقاب، وتضيق الغلال التي تكبل يد الاجهزة الامنية والعسكرية. في هذا الوقت ومع كل عملية خطف، مهما كانت الاغراض منها، فان الشعور بالغبن وفقدان العدالة يزيد الاحتقان بين مكونات البقاع، المنطقة الاقرب الى بارود الحرب السورية. ثمة من يريد للامن في البقاع ان يكون كهذا الذي بقميص فلانيل، وبنطلون كاكي، و"سلك" حول رأسه، طرق باب منزل عائلة الحجيري، مدعيّا بانه ورفاقه امن دولة.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم