الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

على أميركا البقاء سنوات في أفغانستان لتفادي الفشل كما في العراق

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

يرى عدد من الخبراء انه سيترتب على الولايات المتحدة الاستمرار لفترة طويلة في تدريب القوات الافغانية وتمويلها الى حين التوصل الى اتفاق سلام بين كابول وحركة طالبان، ان ارادت تفادي الفشل في افغانستان كما في العراق.


وقال الخبراء انه فضلا عن مواصلة تجهيز الجيش الافغاني وتدريبه على القتال و"مكافحة الارهاب"، سيترتب على الولايات المتحدة تلقين جنوده حساً وطنياً فعلياً، في عملية بناء جيش وطني حقيقي ستستغرق سنوات بالتاكيد.
وبعد عام كامل من المفاوضات والمماطلة وقعت افغانستان الثلثاء اتفاقاً امنياً ثنائياً مع الولايات المتحدة واتفاقاً مماثلاً مع الحلف الاطلسي، سيسمحان ببقاء 12500 جندي اجنبي بينهم 9800 اميركي في البلاد السنة 2015 بعد انتهاء المهمة القتالية للقوات الاطلسية المنتشرة حاليا في افغانستان.
وبحسب الجدول الزمني الذي حدده الرئيس باراك اوباما في نهاية ايار فإن الوجود العسكري الاميركي سيخفض "الى نصفه" في نهاية 2015 وصولا الى انسحاب كامل بعد عام والابقاء على قوة من 200 عسكري فقط في السفارة.
وبعد الانسحاب من العراق في نهاية 2011، فان اوباما سيعيد آخر الجنود الاميركيين من افغانستان في كانون الثاني 2017 قبيل انتهاء ولايته، ما سيسمح له بطي صفحة عقد من الحروب تلت اعتداءات 11 ايلول.
لكن بروس ريدل الخبير في معهد بروكينغز والعميل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) يرى ان هذه "المهلة الاعتباطية" المحددة في كانون الثاني 2017 "قوضت المهمة" واعطت الانطباع "للمنطقة بكاملها باننا نرحل على وجه السرعة".
وحذر الخبير الذي كانت اراؤه تلقى استجابة في البيت الابيض حتى العام 2009 بانه "اذا ابقينا على هذا الجدول الزمني لخيار (الانسحاب الكامل) عام 2017 فان افغانستان ستكون عراقا جديدا".
وانسحبت القوات الاميركية بالكامل من العراق في نهاية 2011 بعدما حال خلاف حول الحصانة للجنود الاميركيين دون توقيع اتفاق امني بين بغداد وواشنطن، واليوم بات تنظيم الدولة الاسلامية يسيطر على مناطق واسعة من العراق.
واقر اوباما بأن اجهزة الاستخبارات الاميركية اساءت تقدير خطورة تنظيم "الدولة الاسلامية" ولم تتوقع انهيار الجيش العراقي امام مقاتليه.
غير ان واشنطن تؤكد انها استخلصت العبر من العراق وستطبقها في افغانستان.
واعرب السفير الاميركي في كابول جيمس كانينغهام عن "تفاؤله بان ما حصل في العراق لن يتكرر في افغانستان".
وقال ان القوات المسلحة الافغانية "تعرف لماذا تقاتل وهي تقوم بذلك" في اشارة الى التصدي لمتمردي طالبان الذين لم ينجح الدعم العسكري الاجنبي المتواصل منذ 13 عاما في دحرهم.
ويقول ستيفن بيدل استاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن انه من اجل تحقيق ذلك و"تفادي فشل في افغانستان كما في العراق" يجب "الاستمرار في تمويل القوات المسلحة الافغانية وتدريبها على القتال لفترة طويلة الى حين التوصل الى تسوية مع حركة طالبان".
وردت حركة طالبان على توقيع الاتفاق الامني الثنائي برسالة "الموت لاميركا" عبر "تويتر"، غير ان الرئيس الجديد اشرف غني دعاها رغم ذلك الى المشاركة في مفاوضات سلام سعيا الى "مصالحة" بين الافغان تدعو اليها الولايات المتحدة لكنها لا تزال بعيدة الاحتمال.
كذلك لفت بيدل الى ان البقاء لفترة اطول في افغانستان يفترض ضمان دعم مالي متواصل من الكونغرس ويبدو العضوان الجمهوريان في مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي غراهام مقتنعين بذلك اذ حضا "الرئيس اوباما على مراجعة مشروعه للانسحاب غير المشروط من افغانستان".
وحذر ماكين وغراهام الثلثاء: "سبق ان اختبرنا العواقب الخطيرة للانسحاب غير المشروط من العراق ولا يمكن ان نسمح لانفسنا بارتكاب الخطأ ذاته في افغانستان".
لكن الجنرال المتقاعد بول ايتون الذي خدم في العراق يرى ان مهمة الولايات المتحدة يجب الا تقتصر على تدريب القوات الافغانية بل ان تقضي بانشاء جيش وطني حقيقي في افغانستان يكون من ركائز هذا البلد.
ويشبه ايتون العضو في منظمة "شبكة الامن القومي" هذه العملية بما قام به البريطانيون في الهند حيث بنوا الجيش الهندي اثناء فترة استعمارهم لهذا البلد.
ويعتقد ايتون ان "الراي العام الاميركي سيكون مؤيدا لوجود اطول (في افغانستان) اذا كان الامر يمس المصلحة الوطنية للولايات المتحدة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم