الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"داعش" عند "سلمان شاه" وتركيا تمهّد لتدخّل ميداني

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
A+ A-

أغارت المقاتلات التابعة للائتلاف الدولي على مواقع لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) على جانبي الحدود السورية - العراقية بما في ذلك تلك القريبة من مدينة عين العرب (كوباني) الكردية في محافظة ريف حلب الشمالي المجاور للحدود التركية، حيث يقترب المقاتلون الجهاديون من اقتحام المدينة. وشن سلاح الجو البريطاني اولى غاراته على "الدولة الاسلامية" في العراق ودمر مربضاً للمدفعية وعربة تحمل مدفعا رشاشا.
ومع التطورات المتسارعة على الجانب السوري من الحدود، اعلنت الحكومة التركية امس انها طلبت من مجلس النواب السماح لها بالمشاركة في العمليات العسكرية في العراق وسوريا لوقف تقدم مسلحي "الدولة الاسلامية". وصرح نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج للصحافيين عقب اجتماع للحكومة شارك فيه استثنائيا قائد الجيش الجنرال نجدت اوزيل: "سيكون تفويضاً واسعا للغاية، حتى لا نحتاج الى تفويض جديد في المستقبل. ويبدو ان نص المقترح جيد، ونامل في ان ينال تأييد جميع الاطراف في البرلمان". واشار الى ان جميع الخيارات مطروحة على الطاولة من غير ان يدلي بتفاصيل. وأضاف: "نحن حكومة حاسمة. ونحن ندرك ما يدور حول تركيا".
ومع تقارير عن احتمال دخول الجيش التركي الاراضي السورية لاقامة منطقة عازلة، بثت قناة "الميادين" التي تتخذ بيروت مقراً لها ان مقاتلين من "داعش" اعتقلوا 20 جندياً تركياً يحرسون ضريح مؤسس الدولة العثمانية سلمان شاه في ريف حلب. وتعتبر تركيا الضريح جزءاً من الاراضي التركية بموجب معاهدة عقدتها مع الانتداب الفرنسي على سوريا عام 1918.
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان مقاتلي التنظيم المتطرف باتوا "على بعد كيلومترين او ثلاثة" من عين العرب التي يسعون الى احتلالها للسيطرة على شريط طويل من الاراضي على طول الحدود التركية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "هناك فقط واد يفصلهم عن المدينة".
وأكد الرئيس السوري بشار الاسد لدى لقائه الأمين العام للمجلس الاعلى للامن القومي في ايران علي شمخاني "ان محاربة الارهاب لا يمكن ان تكون على أيدي دول ساهمت في انشاء التنظيمات الارهابية ودعمتها لوجستيا وماديا ونشرت الارهاب في العالم".
وانتقد المسؤول الايراني خلال مؤتمر صحافي بعد اللقاء بشدة الغارات الجوية، قائلاً ان "الغارات الاميركية عمل غير منطقي لا نقبل به... وأمر مرفوض لأنه تعد على سيادة الدول وخرق للسيادة السورية". وأضاف: "رفضنا ان نكون طرفا في التدخل، لأنه مسرحية مضحكة لا نقبل بها".
وسئل عن وجود خلاف في النظرة الى الغارات الجوية بين ايران وسوريا، فأجاب: "لا يوجد تعارض في الرؤى، نحن والحكومة السورية متفقون على رفض التدخل. واليوم كنت في لقاء مع الرئيس الاسد لمدة ثلاث ساعات، وكنا متفقين على قراءة الأوضاع".
ويذكر ان الاسد أعرب في 23 ايلول عن تأييد بلاده "لأي جهد دولي" يصب في مكافحة الارهاب، وذلك بعد ساعات من شن الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارات جوية على عدد من معاقل تنظيم "الدولة الاسلامية " في سوريا.
وعراقياً، سيطرت القوات الكردية العراقية على معبر ربيعة الحدودي الاستراتيجي وعلى قرى عدة من "داعش" في شمال العراق محققة مكاسب مع تعرض المتشددين لقصف عنيف من مقاتلات الائتلاف الدولي فيما تقدم الجيش العراقي من الجنوب.
الى ذلك، تحدث مسؤولون عراقيون عن مقتل 47 شخصا بينهم 20 في بغداد في موجة تفجيرات وهجمات بسيارات مفخخة وقذائف هاون استهدفت مناطق شيعية في العاصمة العراقية ليلاً.


"البنتاغون"
وفي واشنطن، صرح الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" الأميرال جون كيربي بان الطائرات الاميركية وطائرات دول الائتلاف شنت حتى الآن نحو 310 غارات جوية على مواقع "داعش" في كل من العراق وسوريا. واكد أن الطائرات البريطانية انضمت للمرة الاولى الى جهود الائتلاف الدولي حيث شنت غارتين جويتين على "داعش" في شمال غرب العراق تدعيما لجهود القوات الكردية في التصدي للتنظيم الإرهابي.
وقال إن الأهداف التي أصيبت حتى الآن تركزت في المنطقة المحيطة ببغداد والفلوجة إلى مناطق عدة عبر شمال العراق ووسطه وكذلك شرق سوريا وشمالها، بما في ذلك حلب والرقة وحتى المناطق الحدودية مع تركيا.
وأوضح أن الطائرات الأميركية تختار أفضل الأهداف بعناية من أجل تعظيم نتائج الغارات الجوية وتقليل حجم الخسائر قدر الإمكان. وأضاف أن العمليات الموجهة ضد "داعش" تتحلى بالصبر والعناية والدقة من أجل تحقيق أفضل النتائج، وأن الغارات الجوية تمكنت من إجبار عناصر التنظيم على تغيير تكتيكات التنظيم ووسائل اتصالاته والقيادة والسيطرة وهو ما تراه وزارة الدفاع الأميركية أحد عناصر نجاح الغارات التي نفذت حتى الآن.
غير أن الناطق اعترف بأن "داعش" لا يزال مصدر تهديد كبير، مؤكداً ضرورة مواصلة الضغوط على التنظيم الإرهابي من الجو إلى جهود القوات العراقية والكردية على الأرض من أجل الحد من قدراته والقضاء عليه.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم